أبوظبي - سعيد المهيري
لم يكن مفاجئًا أن تختار جائزة الشيخ زايد للكتاب، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم شخصية العام الثقافية لدورتها التاسعة 2015 - 2016، "فالشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، هو واحد من أبرز صانعي التحوّل في مختلف حقول التنمية الثقافية، ولاتزال بصمته الفريدة وجهوده الحثيثة تمتد إلى ربوع الأرض كافة، تثري الثقافة العربية إبداعًا وفكرًا، وتنشر روح التسامح وقيم الأصالة والتعايش السلمي، وتبث الطاقة الإيجابية والأمل، وتشجع على التميّز والريادة في شتى المجالات"، وفقًا لما ذكرته حيثيات الاختيار التي أعلن عنها أمين عام جائزة الشيخ زايد للكتاب، الدكتور علي بن تميم، في أبريل الماضي.
وأوضح بن تميم أن "شخصية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الاستثنائية وإنجازاته الثقافية والإنسانية، رسّخت حضورها في العالم أجمع، وباتت مصدر إلهام واقتداء. وهي شخصية قيادية بامتياز، تستلهم الرؤى الحكيمة للراحل الكبير المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي تتشرّف الجائزة بحمل اسمه".
وأوردت الجائزة قائمة طويلة من الحيثيات لا تمثل، بحسب ما أكد بن تميم، إلا جزءًا يسيرًا من سيرة سموّه الثقافية والنهضوية والتنموية، تتضمن هذه الحيثيات: العمل على وضع الخطط الاستراتيجية لاستمرارية التنمية المستدامة، وتعزيز دولة الرفاه والعدالة وتكافؤ الفرص، وهو واحد من صانعي التحوّلات التي يلمس آثارها ونتائجها مواطنو دولة الإمارات والمقيمون فيها من شتى بقاع المعمورة، وإطلاق "مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم"، التي نهضت بدور فاعل في مجالات عديدة، من خلال ما صدر عنها من مبادرات معرفية هادفة أدى كثير منها الدور المنشود من ورائها، في حين تطوّر بعضها إلى مشروعات أكثر ابتكارًا وبمسميات جديدة تسهم في تعزيز مكانة دولة الإمارات على الخارطة المعرفية العربية والدولية. إضافة إلى إطلاق العديد من المبادرات والأفكار التي شكلت نموذجًا خاصًا لرجل البناء والتنمية المتفاعل بصورة إيجابية، مع واقعه القادر على مخاطبة الشباب بروح عصرهم ولغتهم، وتقديم الآفاق المفتوحة لهم ومحاورتهم، وتقديم نموذج للتنمية يستطيع أولئك الشباب التفاعل معه.
كذلك الحرص على منح المرأة العربية عمومًا والإماراتية خصوصًا، المكانة التي تستحقها، حيث باتت تشعر بأهميتها، سواء على المستوى الحكومي التنفيذي، أو الإبداعي، أو الثقافي العام، وكان من شأن ذلك منحها ثقة بالنفس يشعر بها العالم أجمع، وهو ما يمنح الإمارات تميزها الخاص أمام العالم كدولة لا تعرف التمييز بمختلف أشكاله، بما في ذلك التمييز القائم على أساس الجنس، إلى جانب الاهتمام بكل الشرائح الاجتماعية في المجتمع الإماراتي وسعيه للنهوض بها، ومن أبرزها حرصه على صون حقوق الطفل، من خلال اعتماد "قانون وديمة". وأيضًا رعاية مجموعة من المشروعات الفاعلة والمستمرّة ذات الصلة بالهوية الحضارية للمجتمع الإماراتي، ومن أبرزها ميثاق اللغة العربية ورعاية الطلبة المبدعين في اللغة العربية، وإطلاق كلية للترجمة، وإنشاء معهد لتعليم العربية لغير الناطقين بها، إضافة إلى توجيهه باعتماد اللغة العربية في التعاملات الحكومية الداخلية والخارجية، وفي كل الخدمات الحكومية المقدّمة للجمهور، وإطلاق جائزة خاصة باللغة العربية.
كذلك تضمنت حيثيات الجائزة إطلاق صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، "القمة الحكومية"، التي سرعان ما تحوّلت إلى منصة عالمية سنوية لتلاقي صانعي القرار والسياسات والخبراء والمهتمين بتحقيق تقدم نوعي في عمل الحكومات، ووضع أسس ومعايير تقديم خدمات حكومية مبتكرة للوصول إلى الجيل الجديد من حكومات الغد التي تحقق تطلعات واحتياجات المواطنين، إلى جانب إطلاق المبادرات الهادفة لتعزيز الهويّة الوطنية، من خلال حثّ الشباب على قراءة تاريخهم والاطلاع على أهم الحضارات التي نشأت على أرضهم، وهي مبادرات تعزّز الجهود الرامية للتعريف بالموروث الحضاري وتوثيقه وصونه والحفاظ عليه، وإتاحة الفرص أمام الشباب للاطلاع على مكوناته والتعمّق في دراسته، كونه يشكل جزءًا من الهوية الوطنية.
رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للموهوبين، والعمل على إطلاق العنان لطاقات الشباب وصناعة القيادات وتدريبها وتأهيلها، كانت أيضًا من بين الحيثيات التي توقف أمامها مجلس أمناء جائزة الشيخ زايد للكتاب، وحرص على الانفتاح على التجارب الحضارية العالمية التي تجسّدت في دعمه اللامحدود لاستضافة دولة الإمارات "معرض إكسبو الدولي 2020" في دبي، الذي ينظم تحت شعار "تواصل العقول وصنع المستقبل". إضافة إلى إطلاق سموّه استراتيجية "المدينة العالمية للخدمات الإنسانية" في دبي للفترة 2015 - 2021، تأكيدًا على استمرارية جهود دولة الإمارات بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، منبعًا للخير والعطاء الإنساني.
أرسل تعليقك