كشف مسح ضوئي لطائر من الجوارح المحنطة منذ عهد الفراعنة، أن قدماء المصريين هم أول من عمل بتربية الصقور، والتي كانوا يقدمونها كقرابين للآلهة، كما ذكر موقع "ديلي ميل" البريطاني.وفقًا لدراسة جديدة نشرت في مجلة العلوم الأثرية فإن العلماء اكتشفوا "عاسوقًا"، وهو فصيلة من الصقور، وقد تم تغذيته بفأر فيما يشير إلى أن المصريين قاموا بتربية جماعية للطيور الجارحة لتقديمها كقرابين للآلهة.
وقال أستاذ علم المصريات في الجامعة الأمريكية في القاهرة والمؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور إكرام سليمة: "إن فكرة تربية الطيور الجارحة في إطار الاحتفاظ بها وتغذيتها بالقوة تعتبر جديدة".
وفسر سليمة أهمية الاكتشاف أنه حتى الآن العدد الهائل الذي وجدناه من مومياوات الجوارح كان لغزًا، هل اصطادوهم أو نصبوا فخًا لهم أم قتلوهم أم أغاروا على أعشاشهم أم وجدوهم أموات، مضيفًا أن النتائج توضح لماذا لديهم الكثير، وانه يعتقد الآن أن السبب أنهم كان لديهم نشاط تربية الجوارح".
ويقول الباحثون وراء هذه الدراسة، من الجامعة الأمريكية في القاهرة، جامعة ستيلينبوش ومعهد ستيلينبوش للدراسات المتقدمة أن نتائجهم تشير أيضًا إلى استخدام الطيور الجارحة في الصيد.
وباستخدام تلك العوامل معًا وجد العلماء دليلاً قويًا على أن المصريين القدماء احتفظوا بتلك الطيور كبرنامج تربية للصقور، إذ كانوا يفضلون ذكور الصقور على الإناث، وهذا يرجح احتمال وجود رقابة للطيور الجارحة في مصر، واستخدامها في رياضة الصيد بالصقور، كما جاء بالدراسة.
ووجود المومياوات الحيوانية شائع في مصر القديمة والمستخدمة في الاحتفالات الدينية، فغالبًا ما كانت تقدم كقرابين، حيث تم العثور على الملايين من الحيوانات المحنطة، ومعظمها يرجع تاريخه إلى حوالي عام 600 قبل الميلاد إلى 250 بعد الميلاد.
ويعتقد قدماء المصريين في كثير من الآلهة والحيوانات المختلفة المرتبطة معها، مثل ربط الطيور الجارحة كالصقور لإله الشمس (رع).
وعلى الرغم من ذلك، في بعض الأحيان الطيور لم يتم التهامها، مما أتاح للباحثين فرصة لإلقاء نظرة على حياة الطيور قبل وفاتها.
وباستخدام التشريح الظاهري وخاصية ثلاثية الأبعاد لطيور لم يتم التهامها قبل التحنيط، استطاع العلماء النظر إلى الجهاز الهضمي ليروا آخر وجبة تناولوها، حيث وجد الباحثون ذيل فأر منزلي صغير في معدة الصقر، والذي يبدو أنه تسبب في اختناق الصقر حتى الموت، كما وجدوا أجزاء من عصفور صغير.
وأوضح البروفيسور إكرام أنها كانت هذه واحدة من أكثر الاكتشافات تسلية وإثارة، عندما رأوا ماذا أكل "العاسوق" وكيف اختنق، فقد تفاجئوا بالطريقة التي استطاع المصريون القدماء بها تحنيط العديد من الجوارح وآثارها المترتبة على الحياة البرية،"
وأضاف سليمة: "كنا نعرف أن الطيور الجارحة هامة دينيًا لدى قدماء المصريين، ولكن من المثير التفكير في الدور الذي قامت به في رياضة الصيد بالصقور، كما أنه من المثير للاهتمام معرفة كيف فكر المصريون للسيطرة على الطبيعة والحيوانات البرية."
إن نتائج الدراسة تفتح الباب لمواصلة العمل على التمييز بين الجماعات المختلفة التي قام المصريون بتربيتها، عن طريق تحليل الحمض النووي للطيور الجارحة وتحديد جنسها.
ويقول الباحثون هذا سيوفر فهمًا أعمق لدور الطيور الجارحة في مصر القديمة، كما يشرح كيف رأى المصريون طبيعة ودور الجوارح في حياتهم.
أرسل تعليقك