الشارقة - صوت الإمارات
كشف خبراء مشاركون في الجلسة الثالثة من مؤتمر "الناشرين العرب" الثالث عن أهم الأسباب التي أعاقت حركة الترجمة في الوطن العربي خلال الأعوام الماضية، والتي نتج عنها تحول الاهتمام بالترجمة إلى ذائقة فردية تنحصر في نطاق ضيق جدًا، لافتين إلى النظرة القاصرة للترجمة، وعدم قبول كل ما هو وافد، والرغبة في التمسك بالقيم الخاصة، إلى جانب عدم الاستمرارية وضعف التمويل، وضمور الجانب الفكري تعتبر من أهم هذه الأسباب.
وجاء ذلك خلال الجلسة النقاشية التي حملت عنوان "النشر والترجمة في العالم العربي هل يشهدان تحولًا" ، والتي شارك فيها كل من المستشار الإعلامي والثقافي في مكتب نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبو ظبي الدكتور علي بن تميم، والعضو المؤسس ومدير البرامج في معهد "جامعة نيويورك أبو ظبي" فليب كينيدي، ومديرة مؤسسة "أدب عبر الحدود" أليكساندرا أبوشلير، ورئيس مؤسسة "الحكمة" أحمد السعيد، وأدارتها الشاعرة والإعلامية بروين حبيب.
وبدأت بروين حبيب الجلسة بطرح عدد من التساؤلات حول واقع الترجمة في الوطن العربي، متسائلة "أين وصلت الترجمة في الوطن العربي؟ وهل لدينا قاعدة بيانات ومعلومات بحجم الأعمال التي تم ترجمتها، وما هي أهم التحديات والعقبات التي تواجه تطور الترجمة في دولنا العربية؟".
وحول "كلمة" المبادرة الطموحة غير الربحية التي تموّل ترجمة أرقى المؤلفات والأعمال الأدبية الكلاسيكية والمعاصرة من مختلف اللغات إلى اللغة العربية ومن ثمّ طباعتها وتوزيعها، قال الدكتور علي بن تميم: "تهدف المبادرة التي يتم تمويلها من خلال منحة مقدمة من هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة، والتي تحظى بالكثير من الرعاية والدعم من ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إلى ترجمة ألف كتاب كل عام، وفي العام الأول لها استطاعت المبادرة أن تبرم عددًا كبيرًا من الاتفاقيات وتبنت مجموعة كبيرة من المشاريع الهادفة ذات الصلة بموضوع الترجمة، وبعد ذلك بدأت في الاتصال المباشر بالناشرين والمترجمين من خارج الوطن العربي، وقامت المبادرة بترجمة مجموعة من الأعمال المتنوعة من وإلى 13 لغة وبلغ عدد هذه الأعمال المترجمة 850".
وكشف أحمد السعيد عن أنهم في مؤسسة "دار الحكمة" التي تُعنى بترجمة الأدب العربي والصيني من وإلى اللغة الصينية والعربية والهادفة إلى إعادة أمجاد دار الحكمة، قاموا بترجمة 100 عمل، ووقعوا 500 اتفاقية لترجمة مزيد من الأعمال وقال: "ما ساعدنا في تحقق ما تحقق من أهداف هو أن للحكومة الصينية إستراتيجية واضحة فيما يخص قضية الترجمة ونشر الكتاب المترجم فهي تقوم بدعم الترجمة ولكن تضع في حسبانها حركة السوق ومتطلباته، وندعو ومن خلال هذا المنبر بضرورة تبني هذه الإستراتيجية في عالمنا العربي".
ومن جانبه أفاد فليب كينيدي: "نطالب بضرورة إعطاء المتحدث والقاري الإنجليزي فرصة الاستمتاع بما يزخر به الأدب العربي، خصوصًا وأن العناوين المترجمة إلى الإنجليزية قليلة جدًا، ففي هذا المجال لدي تجربة خاصة، حيث قمت بترجمة العديد من المؤلفات في الأدب العربي من بينها كتاب أبو نواس والموروث الأدبي، وأبو نواس عبقري الشعر، وعن الخيال والأدب في الأدب العربي خلال القرون الوسطى، ومن خلال هذه الأعمال استطعت الكشف عن القبول الكبير الذي يجده الأدب العربي من قبل القارئ الأجنبي".
وبخصوص تجربة مؤسسة "أدب عبر الحدود" ذكرت أليكساندرا أبوشلير:"المؤسسة تهدف إلى تعزيز التفاهم بين الحضارات من بوابة الأدب والترجمة، وننظم من خلالها العديد من الأنشطة والندوات والمؤتمرات وورش العمل الهادفة إلى تدريب المترجمين الشباب ودعم الناشرين الداعمين للترجمة، كما نقوم بالبحث في تشكيل السياسات الخاصة بقطاع الترجمة، وإجراء الإحصاءات، ونركز في عملنا على ترجمة المواد التعليمية التي تتجلى فيها معالم الكتابة الإبداعية".
أرسل تعليقك