الشارقة - صوت الإمارات
بدأ معهد الشارقة للتراث برنامجه الفكري صباح أمس الاثنين بعقد حلقة للنقاش بعنوان "اللهجة الإماراتية تنوع ودلالات" ناقش فيها المتحدثون أهمية الحفاظ على اللهجة الإماراتية، وحفظ الموروث الفكري الذي تحتويه للأجيال القادمة، كما ناقشت الحلقة تنوع وغنى هذه اللهجة بالمفردات والمعاني التي بدأت تندثر بفعل تأثر الشعب الإماراتي بالتعددية السكانية واللغات واللهجات الكثيرة التي تحيط به، والاستغناء عن استخدام الكثير من المفردات، واستعرض المتحدثون جوانب عديدة لدراساتهم وأبحاثهم المتشعبة في ملامح هذه اللهجة، وطالبوا بتوثيق مفردات اللهجة الإماراتية خوفا من اندثارها.
وأكد مدير معهد الشارقة للتراث عبدالعزيز المسلم أهمية البحث في التراث الثقافي ككل، وتحدث عن الفراغ البحثي الذي يفتقده هذا الجانب رغم كل الجهود المبذولة، والتي اقتصرت على جهود الأفراد معظم الأحيان، ثم عرّج للتعريف بمعهد الشارقة للتراث الذي أراد له عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي أن يكون المؤسسة المؤهلة لإيصال تراث الإمارات إلى كافة أنحاء العالم، وأوضح أن الموسم الثقافي يبدأ باللهجة، لأنها الوعاء الذي يضم الأدب الشعبي.
ثم تحدث د.فالح حنظل "باحث في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث" عن أهمية الاحتفاظ باللهجة العامية، كونها تمثل الوعاء الفكري لتراث مهم يتمثل بالأدب الشعبي، والأمثال والأشعار والأغاني والمأثورات الشعبية، التي يجب أن تحفظ باللهجة العامية التي جاءت بها، وأكد أن الاحتفاظ بالعامية لن يعليها على اللغة العربية الفصحى، لأن هذه اللهجة أتت من بطن الفصحى،مشيراً إلى أن 90%من اللهجة الإماراتية تعود إلى صميم الفصحى.
وأوضح أن اللهجات موجودة عند العرب منذ القدم، و انتقل لتوضيح تباين اللهجة ما بين العام والخاص، فشرح عن أن اللهجات الخليجية على سبيل المثال مأخوذة مثل غيرها من اللهجات العربية من اللغة العربية الفصحى، ورغم أنها تحتفظ ببعض الصفات والملامح المشتركة إلا أنها تختلف بين بلد وآخر، وكلما ضاقت الدائرة اختلفت اللهجة بين منطقة وأخرى، وكلما اقتربنا من الصحراء زاد استخدام العربية الفصحى.
وأشارت شيخة الجابري "باحثة ومدربة في التراث" إلى تطلع المفكرين المهتمين بالتراث إلى جيل جديد من الباحثين يعمل المعهد على تنشئتهم ليحملوا رسالة من سبقهم، واستعرضت الجابري تجربتها السابقة في الاستقصاء لتدوين "معجم الألفاظ العامية وتأصيلها في الإمارات" التي قامت بها قبل أكثر من ثماني سنوات برفقة عدد كبير من الشباب والفتيات اللاتي تم تدريبهم للمشاركة في هذا البحث، وأوضحت كيف أن البحث كشف عن عدد كبير من المفردات الدخيلة، مشيرة إلى أن هذا يحمل دلالة إلى وجود حاجة ملحة إلى إعادة دراسة اللهجة الإماراتية من قبل المؤسسات وتوثيق هذه المفردات من خلال التدوين الكتابي والصوتي من أجل إعادتها إلى حضن أبنائها.
وأوضح أحمد محمد عبيد "باحث في دار الكتاب الوطني" إلى أن ظاهرة تنوع اللهجات في الإمارات ليست حديثة النشأة، وبين أن هذا التنوع يعود إلى اللهجات التي كانت تتحدث بها القبائل القديمة التي كانت موجودة في المنطقة، ثم عرّج للحديث عن ظاهرة القلب والإبدال في الحروف مبيناً الفرق بينهما، ومستشهدا بالكثير من الحالات التي تناولها بالدراسة للعديد من المناطق في دولة الإمارات.
واختتم الحلقة عبدالعزيز المسلم مشيرا إلى تأثر الجيل الجديد باللهجات الأخرى، ليفتح المجال للنقاش والتعليق مع الضيوف.
أرسل تعليقك