المفاهيمية تعتمد ذائقة المبدع و اللايقين في الفن
آخر تحديث 16:54:37 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

الأسرع انتشارًا في الساحة التشكيلية العربية

"المفاهيمية" تعتمد ذائقة المبدع و" اللايقين" في الفن

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - "المفاهيمية" تعتمد ذائقة المبدع و" اللايقين" في الفن

المفاهيمية
الشارقة - صوت الإمارات

رغم أن لكل مجتمع نسقه ومرجعياته الفكرية، التي تختلف عن الأنساق والمفاهيم في المجتمعات الأخرى، فإن فضاء الفن أثبت عدم صحة هذا الزعم، بوصف الفن منظومة جمالية وبصرية، وبالضرورة، فكرية عابرة للدول والمساحات والتضاريس الجغرافية، والفن هو حالة تجسد التواصل والتفاعل وارتباط العالم بعضه ببعض، بحالة من التواشج الإنساني، التي تخضع في ضوء التحليل الأخير لما يعرف بعملية (التأثر والتأثير).

التأثر والتأثير، هو فهم ثقافي وحضاري، تمت ترجمة مفاعيله في القصة والرواية والشعر، كما هو شأن المسرح، والسينما وغيرها من الأشكال الفنية، وهو الذي تجسد بصور مختلفة، وأطروحات فنية مغايرة في معظم إن لم نقل كل الجاليريات والمعارض والبناليات العالمية.

تطرح هذه الأسئلة، ونحن نتذكر التطور السريع لمدارس ومذاهب التشكيل الحديث والمعاصر في العالم، وهو الذي بدوره، انتشر سريعا في الساحة التشكيلية العربية رغم عدم وضوح تلقيها ومن ذلك مثلاً "المفاهيمية" التي رغم ارتفاع نسبة التشكيليين العرب الذين مارسوها، إلا أن الغالبية العظمى منهم، ما تزال تتعامل معها على استحياء، ورغم ذلك، فإن انتشارها عربياً هو انتشار محسوب لأفراد، يعدون على أصابع اليدين، رغم أن المفاهيمية كمصطلح ومدرسة نشأت، في ستينيات القرن الماضي، وكانت طروحاتها في العالم الغربي، كما يؤكد النقد المتخصص، تتوخى نقل الفعل الجمالي في اللوحة التشكيلية إلى آخره، وهنا، تتحول القيمة الفنية من جمال الشكل إلى جمال الفكرة أو المفهوم، في حين كانت الذهنية الفنية أو الحسية التشكيلية إن جاز التعبير تراوح حول فهم واحد، هو التشخيص، كما هو في المدرسة التقليدية للفن، التي تجسد منظورها الجمالي في لوحة معلقة على مسند، مليئة بالصور والألوان والموتيفات والأشكال الدالة، ورغم بقاء هذه الذهنية تتراوح مكانها حول ثنائية (الأصالة والمعاصرة) التي خاض فيها التشكيل العربي طويلاً وما يزال حتى الآن.

في الشارقة، وتحت عنوان كبير هو (المفاهيمية في التشكيل العربي) وهو عنوان الدورة الرابعة ل (جائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي) كان البحث الفائز بالمرتبة الأولى من نصيب الناقد المغربي إبراهيم الحجري، عن بحثه (المفهومية في الفن التشكيلي العربي تجارب ورؤى).. حينذاك أضاف الحجري " انتقال الفن المفهومي للمنطقة العربية كان أسرع من انتقال المدارس الأقدم، إذ استغرق 20 عاماً فقط، وظهر المفهوم في المنطقة في نهاية الثمانينيات أو بداية التسعينيات من القرن الماضي".

وفي الإمارات تبرز أسماء عديدة زاولت من خلال تجاربها أعمالاً تنتمي للمفاهيمية ومن هؤلاء: محمد كاظم، ابتسام عبدالعزيز، عبدالله السعدي، وغيرهم، وكاظم يتفق تماماً مع الطرح المفاهيمي في الفن، وهو يؤكد دائما أنه يؤمن بألا يقينية في الفن، ويرى الفن المفاهيمي من حيث المصطلح حالة تشكيل فكرة ما، أما من حيث المظهر فهو الإشارة إلى الذات السيكولوجية لتشكيل فكرة ما وجعلها ملموسة، حتى نكشف الغموض في موضوع ما، أو تصرف ما، وهو يؤكد دائما أن الفنان الحداثي هو مَن يوظف كل التقنيات التكنولوجية الحديثة، إضافة إلى المواد التقليدية في عمله الفني.

كان انتشار المفاهيمية في الوطن العربي كما يؤكد إبراهيم الحجري، يدين للبيناليات العالمية، وبالأخص بينالي الشارقة، وما وفره من إمكانات فنية ومادية وتشجيعية.

المفاهيمية مصطلح يعود للفنان مارسيل دوشامب 1979، وحاز دوشامب على اعتراف الفنان الأمريكي جوزف كوسف في مقالته «فن الفلسفة» عام 1969م، عندما كتب: «كل فن (بعد دوشامب) مفاهيمي (في الطبيعة) لأن الفن يوجد فقط بنظرته المفاهيمية».

ظهرت المفاهيمية أولاً، في نهاية الخمسينيات في أميركا وأوروبا، وانتشرت عالميا، ويعتبر الفنان الأميركي من أصل لاتيفي ميشا غوردن "1946"  من أهم رواد هذا الفن، ونذكر من المفاهيميين العالميين: جي. دبليو. ليبنز 1956، وفي الستينيات وضع الناقد الفني الأميركي كليمنت جرين بيرج رؤيته للمفاهيمية في عام 1961 من خلال نظريته الشهيرة حول " مفهوم الفن"، وانتشرت أسماء كثيرة مارست المفاهيمية في أعمالها مثل روبرت باري، يوكو أونو، ووينير، هنري فلنت، روبرت موريس، أدريان بايبر، وراي جونسن، دان جراهام، هانز هاكا، ودوغلاس هوبلر.

نوعت المفاهيمية في استخدام المواد والخامات، والوسائط، مثل: الشاشة الحريرية،الخشب، والفورميكا، والكروم، والألوان العاكسة، الطين، والحصى والرمل، والتبن، وأغصان الشجر، والخيش، والحبال).

وقد ظهرت المفاهيمية في الفن الإماراتي كواحد من الاتجاهات المعاصرة، التي تحيل أعمالهم على فهم خاص يحيل على الذائقة والتجربة، لكل فنان على حدة، واللافت أن كثيرا من الفنانين الذين لم يمارسوا المفاهيمية، وغيرها من اتجاهات الفن المعاصر في الإمارات، لم يبدوا تحفظا تجاهها، فالدكتورة نجاة مكي مثلاً تؤيد كل الأفكار الجديدة في الفن، وترى من خلال متابعتها لأحد المعارض المشتركة لمحمد كاظم وابتسام عبدالعزيز أن أعمالهما مبنية على دراسة معمقة تجسد قيماً جديدة، وخصوصاً في تركيزهما على الزمن والرقم، وهو طرح لمفهوم حديث، يشكل اتجاهاً جديداً في الفن التشكيلي.

وتعلق التشكيلية هدى سيف على الفن المفاهيمي بقولها " هو فن يعتبر امتدادا طبيعيا لتطور اللوحة، وتفاعل الإنسان المبدع مع قضايا مجتمعه الإنساني، فمنذ ولادة الانطباعية من رحم الفن، وحتى الآن وهي في حالة مخاض مستمر، لذا فواقع الأمر أنها حلقات متصلة ومرتبطة وغير منفصلة.

 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المفاهيمية تعتمد ذائقة المبدع و اللايقين في الفن المفاهيمية تعتمد ذائقة المبدع و اللايقين في الفن



GMT 18:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 صوت الإمارات - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 صوت الإمارات - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 01:44 2018 السبت ,29 كانون الأول / ديسمبر

جيمي أيوفي يستمتع مع أسرته في "أتلانتس دبي"

GMT 10:11 2012 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الطاقة الإثيوبي: في طريقنا لاستكمال مشروع سد النهضة في 2015

GMT 19:07 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

اسباب تضخم الكبد وطرق العلاج

GMT 18:36 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

صفّ السيارات يتسبب في مشاجرة بالضرب بين رجل وفتاة في تكساس

GMT 20:58 2013 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

أول اجتماع لرئيس التليفزيون لبحث تطوير القنوات المصرية

GMT 06:43 2015 الجمعة ,19 حزيران / يونيو

الطقس في الإمارات الجمعة مغبرًا جزئيًا

GMT 01:51 2016 الثلاثاء ,29 آذار/ مارس

افضل التصاميم البارزة لأحذية ربيع 2016

GMT 11:53 2013 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

اختتام مسابقة الخطابة باللغة العربية للجامعات الصينية

GMT 22:33 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

إطلالة مثيرة للموديل هايدي كلوم في حفل "أمفار"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates