فنان من بيروت يوظف فنه في محاولة توحيد المدينة المنقسمة
آخر تحديث 16:54:37 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

اشتهر برسمه صورًا لمشاهير مؤثرين على الجدران

فنان من بيروت يوظف فنه في محاولة توحيد المدينة المنقسمة

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - فنان من بيروت يوظف فنه في محاولة توحيد المدينة المنقسمة

صورًا لمشاهير مؤثرين على الجدران
بيروت - فادي سماحة

يرسم الفنان اللبناني الشاب يازان حلواني جداريات للشخصيات اللبنانية والعربية المبجلة على الجدران، في محاولة للتغلب على الطائفة في هذه المدينة المجزأه، وذكر يازان "ما أقوم به هو محاولة لكتابة قصص المدينة على جدرانها، أحاول صنع ذاكرة للمدينة".

وكانت الحرب الأهلية اللبنانية انتهت رسميا قبل أعوام قليلة قبل مولد حلواني عام 1993، ولكن بقيت أثارها على النشء، وأفاد يازان بأنه "يمكن الشعور ببقايا الحرب في الواقع من خلال المباني المدمرة، كما يمكن الشعور بأثر الحرب على المشهد السياسي والشعب".

وانقسمت بيروت إلى جزأين خلال الحرب التي استمرت لمدة 15 عامًا، حيث كان شرق بيروت يدين بالمسيحية ويتحدث الفرنسية، في حين كانت بيروت الغربية إلى حد كبير تدين بالدين الإسلامي وتتحدث اللغة العربية، ونشأن الفنان حلواني في غرب بيروت ما ساعده في القيام برحلة خلال الخط الأخضر في المدينة التي يمر عبر وسطها يوميا متجها إلى مدرسته في الشرق، وأوضح حلواني "اعتدت رؤية وجوه مختلفة من المدينة، بدأت ألاحظ أن المجتمع ليس واحدا لكنه عدة مجتمعات".
وأضاف "بيروت منقسمة إلى أحياء وشوارع وتتحكم الميليشيات في كل جزء من المدينة، واعتادت المليشيات على رسم شعاراتهم على الجدران في أنحاء المدينة التي يسيطرون عليها، وبعد تحول هذه الميليشيات إلى أحزاب سياسية إلا أن الشوارع لا تزال مسيسة وتحمل الشعارات السياسية والأعلام وملصقات الشهداء ونقاط التفتيش".

ونشأ حلواني مع الشعور بعدم وجود مكان كبير للثقافة في المدينة، ولم يرد الساسة تعزيز البنية الثقافية بعد الحرب مثل المسارح والمتاحف العامة ودور السينما، وهي أماكن تساعد على نبذ الطائفية والثقافة العلمانية، وأراد حلواني خلق شارع فني يخلو من شعارات الأحزاب السياسية، حيث كان الساسة يخربون المدينة، لكن الفنان حلواني أراد عمل شيء بنّاء من أجل المدينة.

وسعى إلى ملئ  جدران المدينة بالرموز التي حاولت التصدي للطائفية التي سعى السياسيون إلى تعزيزها، في محاولة لإعادة تعريف الثقافة من خلال هذه الرموز بدلا من هؤلاء الذين يغذون تقسيم الثقافة اللبنانية، وحاول حلواني الاستماع إلى كافة المجتمعات المحلية في المدينة قبل الرسم على الجدران، لأنه أراد رسم فن ينمو مع المدينة ولا يكون ضدها، وأضاف "كنت حريصًا على جمع المعلومات بشأن المناطق الجغرافية وسياق وظروف كل منطقة حتى أرسم شيئًا يعكس المدينة بطريقة إيجابية".

وشملت رسوم حلواني شخصيات مثل سمير قصير وهو صحافي ومؤرخ لبناني راحل، والشاعر اللبناني جبران خليل جبران، والشاعر الفلسطيني محمود درويش، والمطربة اللبنانية فيروز كأيقونة ثقافية، وتظهر أخر أعماله في الشارع الرئيسي في منطقة الحمرا التي تستقر فيها الجامعة الأميركية في بيروت، وتحدث حلواني إلى السكان هناك منذ فترة طويلة عن فترة ما قبل الحرب الأهلية التي يطلق عليها "العصر الذهبي"، حيث تواجد المبدعون والمثقفون في دور السينما والمسارح والمقاهي.

وذكر حلواني "عندما تحدثت إلى الناس كانوا يتحدثون بحماس شديد عن هذه الفترة الذهبية، بدأت في التحدث مع الناس عن المطربة اللبنانية صباح التي شاركت في العديد من الأفلام السينمائية، وقررت أن ارسمها لخلق نوع إيجابي من الحنين إلى الماضي لدى السكان الذين يعيشون هناك، وهو ما يدعم رمزًا ثقافيًا كان موجودًا في الماضي".

ورأى في الجانب الأخر من المدينة "الجميزة" تأثير أعماله عندما رسم لوحة جدارية للمطربة فيروز ووقع اختياره عليها بعد حديثه مع السكان الذين يعيشون بالقرب من الشارع الرئيسي في الجميزة، والذي يمتلئ حاليا بالطلاب الذين يسمعون أغاني "Black Eyed Peas"، وأخبر السكان حلواني عن حبهم لفيروز وأجمل الأيام في الجميزة.

وبيّن "إنها رمز للهوية اللبنانية التي لم تصبها الطائفية، ففي الصباح عادة ما يسمع سائقي التاكسي إلى أغاني فيروز"، وقال مالك المبنى المقابل عن اللوحة الجدارية وعمره 81 عامًا "إنها من أفضل الجدران في بيروت".

وتعتبر بيروت من المدن التي يشعر فيها السكان بالعجز على إحداث تغيير بعد أعوام من الفساد وعدم وجود إدارة فعالة، إلا أن الناس أصبحوا يشعرون بالحماس بسبب لوحات حلواني والرسالة التي تجسدها، وعندما تتعرض لوحاته للتشويه في بعض المناسبات يتلقى حلواني مكالمات هاتفية من غرباء يطلبون منه إصلاحها، وفي إحدى المرات عندما عاد لإصلاح إحدى الرسومات كان شخص أخر قد أصلحها بالفعل.

ويعتبر حلواني أعماله وسيلة للتعبير عن المشاعر المضادة لطائفية مثل حركة  #YouStink التي نمت بعد أزمة القمامة في فصل الصيف بسبب انتشار الفساد، حينها طُلب من حلواني الرسم على الجدار المُشيد لفصل المتظاهرين عن السرايا الحكومية، ولكن في ظل استخدام الناس العاديين الجدار للتعبير عن احتجاجهم لم يرغب حلواني في استغلال كل المساحة للتعبير عن رأيه فقط.

وذكر حلواني "حاولت أن أظهر للناس أنه من السهل تغيير المدينة بحيث تنتمي إلينا وليس إلى مجموعة من الساسة حتى من خلال فعل شيء بسيط مثل الرسم على الجدران، وهو ما يظهر التأثير الذي يمكن أن يحدثه الفرد في المشهد الحضري في المدينة، أتمنى أن يكون هذا هو الإلهام الذي يحتاجه الناس حتى يدركون أن هذه هي مدينتهم وعليهم مسؤولية تجاهها ولديهم حقوق فيها".

 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فنان من بيروت يوظف فنه في محاولة توحيد المدينة المنقسمة فنان من بيروت يوظف فنه في محاولة توحيد المدينة المنقسمة



GMT 06:03 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 19:44 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

شاعرات يتحدثن عن آخر أعمالهن في ضيافة دار الشعر بتطوان

GMT 18:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 صوت الإمارات - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 صوت الإمارات - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:18 2016 الخميس ,13 تشرين الأول / أكتوبر

كارينا كابور في إطلالة رشيقة مع أختها أثناء حملها

GMT 15:51 2019 الإثنين ,13 أيار / مايو

حاكم الشارقة يستقبل المهنئين بالشهر الفضيل

GMT 15:56 2018 الجمعة ,27 إبريل / نيسان

"الديكورات الكلاسيكية" تميز منزل تايلور سويفت

GMT 12:03 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

قيس الشيخ نجيب ينجو وعائلته من الحرائق في سورية

GMT 11:35 2019 الخميس ,09 أيار / مايو

أمل كلوني تدعم زوجها بفستان بـ8.300 دولار
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates