علماء الآثار يعلنون عن اكتشافات توضح الحجم الحقيقي لستونهنغ
آخر تحديث 21:09:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

على بعد أميال من نصب شهير يعود لعصور ما قبل التاريخ

علماء الآثار يعلنون عن اكتشافات توضح الحجم الحقيقي لستونهنغ

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - علماء الآثار يعلنون عن اكتشافات توضح الحجم الحقيقي لستونهنغ

اكتشافات توضح الحجم الحقيقي لستونهنغ
لندن - سليم كرم

أعلن علماء الآثار النقاب عن اكتشافات جديدة تشير إلى فترة التحول الديني في ستونهنغ، ويبدو أنه حدث انقلاب على النظام الديني السابق وحل محله نظام جديد يدعم وجود أطلال معبد يرجع إلى عصور ما قبل التاريخ على بعد بضعة أميال من ستونهنغ، ما يرجح وجود ثورة دينية.

وأوضحت صحيفة "الاندبندنت" منذ ما يقرب من عامين كيف استخدم علماء الآثار من بريطانيا والنمسا، الرادار المخترق للأرض لاكتشاف معبد جديد يرجع إلى عصور ما قبل التاريخ على بعد ملين من الشمال الشرقي من ستونهنج.

وأشار بحث أجرى على مدار الأشهر الأخيرة من خلال عمليات إضافية من المسح بالرادار المخترق للأرض، إلى أن المعبد مثير للإعجاب أكثر مما كان يُعتقد سابقًا.

ويعتقد علماء الآثار أنه تم الاستغناء عن المعبد المكتشف حديثًا عمدًا، كنوع من التحول الديني، حيث دفنت بعض الحجارة الضخمة تحت النصب منذ عصور ما قبل التاريخ وهو ما قد يدفع بفكرة التحول إلى عبادة الشمس بعد عبادة مظاهر الطبيعة التي كانت محورًا رئيسيًا للخشوع.

وتأسس معبد ضخم في البداية على شكل حدوة حصان في النصف الأول من الألف الثالث قبل الميلاد، وربما قبل بناء المرحلة الأساسية من ستونهنغ عام 2600 قبل الميلاد، ويقع المعبد حاليًا بالقرب من قرية ديورينغتون في ويلتشير، ويتكون الجزء الجنوبي والغربي من المعبد من 200 حجر كبير بطول ثلاثة أمتار وعرض متر ونصف.

واستطاع علماء الآثار حتى الآن من خلال نظام الرادار المخترق للأرض رؤية 40 حجرًا مدفونًا و35 حجرًا مكسورًا وحوالي 50 ثقبًا من الثقوب التي تقف فيها هذه الحجارة، وعلى الرغم من ذلك لا يتسم معبد حدوة الحصان بالحجارة الواقفة لكنه يتميز بسلسلة من التلال المنحنية على أرض مرتفعة بشكل طبيعي، وربما تكون الأرض مرتفعة بشكل صناعي في مرحلة ما عند نصب الحجارة، وتتخذ الأرض شكل المنحدر المنخفض في الجزء الخلفي والجانب الشمالي للمعبد إذا صحّ هذا الاعتقاد.

ويتناسب المعبد مع معلم طبيعي بارز يعرف باسم "بيكون هيل" ويبعد عن المعبد حوالي ثلاثة أميال، كما يتماشى نفس التل مع الجزء الغربي من معبد ستونهنغ، الذي يحتمل أن يكون مكانًا للمواكب الدينية في العصر الحجري الحديث، ولذلك ربما يكون "بيكون هيل" ذات أهمية كبرى في عصور ما قبل التاريخ، باعتباره معلمًا مقدسًا ربما يجسد روح الطبيعة، ويعتبر تحديد الملامح الطبوغرافية البارزة مع الكائنات الإلهية أو أرواح الطبيعة أمرًا شائعًا في معظم التقاليد الدينية الأصلية القديمة في العالم.

وتوارى "بيكون هيل" عند بناء معبد عبادة الشمس الجديد حوالي عام 2600 قبل الميلاد، وفي عام 2500 قبل الميلاد تم الاستغناء عن معبد حدوة الحصان وحل محله المعبد الثاني الموجه للطاقة الشمسية الذي يسمى "هنغ" ويعرف اليوم باسم "حائط ديورينغتون".

ويبدو أنه تم سحب حجارة معبد حدوة الحصان عمدًا من قواعدها ثم دفنها تحت الجزء الجنوبي للمعبد والجزء الجنوبي من الجسر الترابي الجديد المشيد للارتباط مع الطبيعة، مع نحتها بشكل دائري بحيث تمثل "حائط ديورينغتون"، ويعد هذا المثال الأكثر دراماتيكية بعد اكتشاف تغيير الموقع قبل المرحلة الرئيسية لستونهنغ وأثناء المرحلة الشمسية في ستونهنغ.

وتعرف هذه التغيرات الدينية عادة في بريطانيا وحول العالم من خلال الفترات اللاحقة عن طريق السجلات التاريخية، مثل التحول من عبادة الشمس في العصر الروماني إلى المسيحية، وكذلك التحول من الوثنية العربية إلى الإسلام، أو التحول من الكاثوليكية إلى البروتستانتية في عصر الإصلاح في أوروبا.

وتكون لحظة التغيير الديني عادة في عصور ما قبل التاريخ غير واضحة أو مفهومة، إلا أن اكتشاف الحجارة الواقفة في "حائط ديورينغتون" يثبت الاستثناء من هذه القاعدة.

وشملت أعمال المسح الجيوفيزيائي في موقع المعبد وأماكن أخرى في ستونهنغ مجموعة من علماء الآثار من ثلاث مؤسسات أكاديمية هي جامعة "بارفورد" وجامعة "برمنغهام" ومعهد "لودفيغ بولتزمان" في النمسا.

وأفاد البروفيسور فينس جافني من جامعة "برادفورد"حول الاكتشاف: "ساعد اكتشافنا حائط ديورينغتون في تطوير فهمنا للمظاهر الطبيعية في ستونهنغ، ويمثل دفن الحجارة في العصر الحجري تغييرًا اجتماعيًا وطقوسيًا كبيرًا".

ويساعد الاكتشاف الجديد لـ "جدران ديورينغتون" في إطلاق مزيد من التحقيقات الجيوفيزيائية في مواقع أخرى في محاولة للتأكد من احتمالية وجود بعض الأحجار الواقفة من خلال نظام الرادار المخترق للأرض، ومن الأماكن المرشحة للحفر "آثار هينغي الكبيرة في أيفبري، وماردين في ويلتشير، وكذلك ماونت بليزانت في دورسيت".

ويعتقد العلماء أن موقع مثل أيفبري، وبعض المواقع المهمة في العصر الحجري الحديث، ربما تحتوي على هياكل طقوسية قديمة، ويبدو أن التحول إلى عبادة الشمس جزء من تحول مجتمعي أوسع بكثير من تقديم الولائم وتناول لحم الخنزير.

 

ويعد اكتشاف الحجارة الدفينة في ديورينغتون جزءًا من مسح أثري أوسع للطبيعة في ستونهنغ بقيادة البروفيسور فينس جافني من جامعة "برادفورد" والبروفيسور فولفغانغ نيوباور من معهد "لودفيغ بولتزمان" في فيينا، والذي كشف أكثر من 20 موقعًا من آثار ستونهنغ خلال الأعوام الخمسة الماضية.

وتتمثل الآثار المكتشفة حديثًا في بعض الأضرحة ومرفقاتها المقدسة والتي تقع على بعد نصف ميل من ستونهنغ نفسها، ويثبت هذا أن ستونهنغ لم تعش في عزلة لكنها تكمن في قلب سلسلة من الهياكل الدينية والاحتفالية، ومن خلال تحليل مظاهر الطبيعة في ستونهنغ يمكن معرفة مزيد من التفاصيل عن طبيعة المجتمع في ذلك الوقت.

ويذكر أن من المعالم المكتشفة حديثًا، حلقة قطرها 20 مترًا من الأعمدة الخشبية الكبيرة، واستخدم نظام الرادار المخترق للأرض للكشف عن الثقوب التي توجد فيها هذه الأعمدة منذ وضعها.

واكتشف العلماء في إطار مشروع "المظاهر الطبيعية المخفية في ستونهنغ" مزيدًا من التفاصيل عن العصر الحجري الحديث والعصر البرونزي من خلال مظاهر الطبيعة المقدسة في ستونهنغ، وتم مسح خمسة أميال مربعة باستخدام الرادار المخترق للأرض ونظام القياس المغناطيسي ونظام استقراء الكهربائية المغناطيسية على مدار الأعوام الخمسة الماضية.

 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علماء الآثار يعلنون عن اكتشافات توضح الحجم الحقيقي لستونهنغ علماء الآثار يعلنون عن اكتشافات توضح الحجم الحقيقي لستونهنغ



GMT 19:44 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

شاعرات يتحدثن عن آخر أعمالهن في ضيافة دار الشعر بتطوان

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 19:18 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 صوت الإمارات - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 02:59 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة
 صوت الإمارات - بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة

GMT 19:21 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 صوت الإمارات - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 19:57 2019 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

تتحدى من يشكك فيك وتذهب بعيداً في إنجازاتك

GMT 21:09 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

"داميان هيندز" يطالب بتعليم الأطفال المهارات الرقمية

GMT 11:11 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حسن يوسف سعيد بالاشتراك في مسلسل "بالحب هنعدي"

GMT 03:01 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

حسين فهمي ووفاء عامر يستكملان "السر" لمدة أسبوع

GMT 16:07 2013 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

مطعم النينجا المكان الوحيد الذي تخدمك فيه النينجا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates