أبوظبي ـ صوت الامارات
ينشط نادي تراث الإمارات هذه الأيام في حراكه الثقافي في مدينة العين التي تشهد فعاليات معرض "العين تقرأ" حيث ألقى الدكتور إبراهيم أحمد ملحم محاضرة أمس في فرع مركز زايد للدراسات والبحوث في العين التابع للنادي بعنوان " الشعر النبطي .. المعنى -النشأة -المستقبل " حضرها عدد من المسؤولين في النادي وجمهور من المختصين والمهتمين بالشعر النبطي ومن الشخصيات الثقافية في مدينة العين فيما يشارك النادي غدا في إحدى ندوات البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض.
وتناولت محاضرة الدكتور ملحم ثلاثة محاور أساسية تتعلق بالشعر النبطي هي اختلاف الدارسين في تحديد معنى الشعر النبطي والظروف التي أحاطت بنشأته ومستقبل هذا الشعر في ضوء التحولات المعاصرة إذ ذهبت المحاضرة إلى تأكيد أن معنى الشعر النبطي يتصل بالأنباط القدامى الذين كانت أصولهم وفقا لبعض المؤرخين من منطقة الخليج العربي حيث الإمارات العربية المتحدة على وجه الخصوص وقد وفدوا إلى هذه المنطقة بعد انهيار مملكتهم التي كان مركزها في "البتراء" جنوب الأردن عام 106 للميلاد فعادت نسبة منهم إلى المنطقة التي انطلقوا منها وتلاقحت ثقافتهم - التي تجمع بين العربية لهجة والآرامية كتابة - مع ثقافة أهلها فانبثقت لدينا نواة شعر موازٍ للشعر الفصيح وليس نقيضا له أو محاولا ابتلاعه ليبقى وحده.
وأكدت المحاضرة أن معنى هذا الشعر يختلف عن معنى الشعر الشعبي من عدة زوايا منها أن الشعر الشعبي يبقى مجهول القائل بينما يرتبط الشعر النبطي باسم قائله ما لم تكن هناك عوائق ..وهكذا نشأ لدينا شعر باللهجة البدوية محافظا على القوالب الإيقاعية للقصيدة العربية القديمة إلى حد كبير وعلى النظم الشفوي لها ومعبّرا عن روح الجماعة وهمومها ..وقد تجلت قمة نضوجه الفني على يدي الماجدي بن ظاهر وابنته فتاة الحي.
وانتهت المحاضرة إلى أن مستقبل هذا الشعر لن يؤول إلى تحوله إلى شعر عامي لأسباب منها أن لغة الشعر رغم تطورها إلا انها لا تخرج عن كونها لغة شعرية لها طبيعتها الخاصة التي تستند إلى تراث ضخم أوصلها إلى الحاضر وأن طبيعة الحياة نفسها انعكست على القصيدة فبدأت تميل إلى الإيقاع السريع والنَّفّس القصير الأمر الذي يملي على الدارسين تحليل النصوص بعيدا عن فكرة أن المعاصر ليس كالمتوارث بل إنه تطور طبيعي لشعر مرتبط بنبض الحياة.
وإلى جانب هذه المحاضرة التي تم تكريم المحاضر فيها بدرع النادي يحافظ نادي تراث الإمارات على تأكيد حضوره النوعي في معرض "العين تقرأ" إذ يساهم بفاعلية ضمن برنامج المعرض الثقافي حيث تشارك الباحثة ناجية الكتبي إحدى الباحثات الفاعلات في مركز زايد للدراسات والبحوث بندوة حول تدوين التراث إذ يعد النادي من المؤسسات الرائدة في هذا المجال فيما تعد الباحثة ممن لهم خبرة في مشاريع النادي التدوينية حيث عملت في أكثر من مشروع لتدوين التراث منها مشروع معجم ألفاظ لهجة الإمارات ومشروع التراث الشعبي
أرسل تعليقك