دبي - صوت الإمارات
عندما أدخل محمد الماغوط السجن للمرة الثانية عام ،1961 وجد سنية صالح إلى جانبه، تزوره وتحمل إليه الكتب، وتبث فيه الصبر والأمل إلى أن خرج من السجن، فتزوجها، وحين كان مطاردا متخفيا كانت سنية صالح تزوره في مخبئه وتجلب له الكتب والمجلات، وتشجّعه، وجدها دائماً قريبة منه برهافتها وشاعريتها، وحبها الذي لا ينضب، تحنو عليه وتدثره كطفل صغير، ولم تتوقف عن ذلك إلى أن اختطفها الموت بعد رحلة استطباب طويلة في باريس سنة 1985 .
سيرة الشاعر السوري محمد الماغوظ والشاعرة سنية صالح هي سيرة أديبين جمعهما الأدب والحب، وأسسا على خيوط الرابطتين حياة تنضح بالإبداع، وكانت حياة الماغوط قبل أن يلتقي بسنية صالح في بيروت في أواخر الخمسينات، حياة شاعر فقير طريد من وطنه بسبب مواقفه السياسة حيث كان ينتمي إلى الحزب القومي السوري الذي كان أعضاؤه مطاردين في تلك الفترة من طرف حزب البعث العربي الذي كان يحكم البلاد، وكان الماغوط قد سجن قبل هروبه من سوريا، وذلك إثر اغتيال عدنان المالكي في نيسان/ إبريل 1955 الذي اتهم الحزب السوري القومي الاجتماعي باغتياله، فلوحق أعضاء الحزب، واعتقل الكثيرون منهم، وكان الماغوط ضمنهم، وقد فجر السجن طاقاته الكتابية، ووجهه نهائيا إلى احتراف الشعر والكتابة بشكل عام، وكان قبل ذلك مشتت الاهتمام بين العمل في الزراعة وتعاطي الكتابة وممارسة السياسة، التي كان التنافس فيها حاداً، ويستقطب بشدة أبناء القرى الفقيرة، وكان الماغوط قد ترك المدرسة الثانوية قبل أن يحصل على شهادتها، ومما زاد من ميوله الأدبية أنه تعرف إلى الشاعر أدونيس، ونسج معه علاقة سوف تكون مفيدة له، عندما ذهب إلى بيروت حيث قدمه أدونيس إلى زملائه في مجلة شعر، فاحتفوا به، وعلى صفحاتها بدأ ينشر قصائده التي ستكون فاتحة عهد قصيدة النثر في سوريا، وسيكون بها أحد مؤسسي هذه القصيدة في الوطن العربي .
أرسل تعليقك