الدوامة التي انزلق إليها أستون فيلا في السنوات الأخيرة بلغت الحضيض، أمس السبت، بعد هبوط الفريق رسميًا من الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.
وخسر أستون فيلا على ملعب مانشستر يونايتد بهدف نظيف سجله ماركوس راشفورد أمس السبت في المرحلة الرابعة والثلاثين من الدوري الإنجليزي.
وظل أستون فيلا في المركز العشرين الأخير برصيد 16 نقطة، حيث حقق الفريق ثلاثة انتصارات فقط في 34 مباراة وسجل 23 هدفًا واهتزت شباكه 65 مرة، علما بأن آخر فوز له كان في السادس من شباط/ فبراير الماضي حين تغلب على نورويتش سيتي بهدفين نظيفين.
ويتأخر أستون فيلا بفارق 15 نقطة عن نوريتش سيتي صاحب المركز السابع عشر، قبل أربع جولات من نهاية الموسم وهذا يعني هبوط الفريق رسميًا بصرف النظر عن نتائجه في باقي مباريات الموسم.
وقال إيريك بلاك المدير الفني لأستون فيلا بعد المباراة: "اللاعبون محطمون بكل تأكيد، الهبوط كان قادما في كل الأحوال، كنا نعلم ذلك، ولكن بمجرد حدوث الأمر الواقع يكون من الصعب استيعابه".
وأضاف المدرب: "الوضع صعب بالنسبة للجميع في هذا النادي".
ويمتلك أستون فيلا سجلا ثريًا في كرة القدم، حيث فاز بلقب الدوري الإنجليزي سبع مرات ولقب كأس الاتحاد سبع مرات بجانب خمسة ألقاب في كأس رابطة المحترفين كما توج بلقب دوري أبطال أوروبا في 1982، كما يمتلك الفريق مشجعين عاشقين لكرة القدم.
وعانى فيلا من شبح الهبوط في المواسم الأربعة الماضية لكنه كان دائما يجد طوق نجاة.
لكن الوضع اختلف هذه المرة، حيث لم ينجح الفريق في استعادة توازنه بعدما تراجع إلى المراكز الثلاثة الأخيرة بجدول ترتيب الدوري الإنجليزي في ايلول/ سبتمبر الماضي.
وتعرض فيلا أمس السبت لهزيمته التاسعة على التوالي والرابعة والعشرين في الموسم الحالي ليتوقف رصيده عند 16 نقطة بفارق 12 نقطة خلف نيوكاسل صاحب المركز الثاني من القاع.
وتعرض المدرب السابق تيم شيروود، الذي تولى المهمة في أواخر الموسم الماضي الذي شهد وصول الفريق لنهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، للإقالة بعد فوز الفريق في مباراة واحدة فقط خلال أول عشر جولات من الموسم الحالي.
وتولى بعد ذلك ريمي جاردي تدريب أستون فيلا لكنه رحل في آذار/ مارس الماضي، بعد أن حقق مع الفريق انتصارين فقط خلال 20 مباراة، ليخلفه بلاك في منصب المدير الفني حتى نهاية الموسم.
الأوضاع خارج الملعب لم تختلف كثيرًا عن مسيرة الفريق بالدوري الإنجليزي، حيث عرض المالك الأمريكي راندي ليرنر، النادي للبيع قبل نحو عامين لكنه لم يجد أي مشتري.
وشهدت المناصب القيادية بالنادي تغييرات واسعة في الفترة الأخيرة، كما لم يتعاقد الفريق مع لاعبين جدد خلال الانتقالات الشتوية في كانون ثان/ يناير الماضي رغم أن النادي كان يعاني من ويلات الهبوط.
وأشار بلاك: "إنها نهاية طبيعية للظروف المحيطة، ينتهي الأمر في الدوامة والجميع يختفي داخلها".
جماهير أستون فيلا تذمرت مرارًا من ليرنر وإدارة النادي بسبب الهزائم المتتالية، لكنها رغم كل شيء ظلت حاضرة وبقوة في ملعب فيلا بارك، وهو الأمر الذي أثر كثيرًا في بلاك.
وقال بلاك: "لقد ذهلت من هذه المساندة، لقد حضر أكثر من 32 ألف مشجع في أخر مباراتين لنا على ملعبنا".
وأستون فيلا كان واحدًا من بين سبعة فرق لم يسبق لها الهبوط من الدوري الممتاز بشكله الحالي الذي بدأ في عام 1992، لكن هذه القائمة تقلصت إلى ستة فرق فقط هي مانشستر يونايتد وليفربول وتوتنهام وأرسنال وتشيلسي وإيفرتون.
ويسعى أستون فيلا إلى العودة سريعًا لدوري الأضواء مثلما فعل في آخر تجربة له مع الهبوط في عام 1987 عندما عاد لمكانته المعهودة بعد موسم واحد فقط.
ورغم أنه لن يستمر في منصبه فإن بلاك ابدى ثقته في قدرة فيلا على تجاوز ازمته سريعا والعودة في أقرب وقت إلى الدوري الممتاز.
وقال بلاك: "الآن علينا أن ننعش النادي مجددا وخوض المنافسة الصعبة في دوري الدرجة الأولى في الموسم المقبل".
وأضاف: "الناس تؤمن بقدرة فيلا على العودة مجددا، واثق من حدوث ذلك".