أكد مسؤولون فرنسيون أهمية تعزيز الروابط الاقتصادية بين فرنسا والإمارات الذي من شأنه زيادة حجم الاستثمارات المتبادلة، وبالتالي تحقيق أفضل العوائد على البلدين من خلال استغلال كافة الفرص الاستثمارية المتاحة بين الجانبين .
قالوا إن فرنسا تتطلع نحو جذب الشركات والمؤسسات الإماراتية للاستثمار في البنية التحتية إلى جانب استغلال الفرص الاستثمارية في الامارات وخاصة بعد الاعلان عن استضافة معرض "إكسبو الدولي 2020" سواء من الشركات الفرنسية القائمة أو الشركات الجديدة التي تعتزم الدخول للسوق خلال المعرض .
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقدته اللجنة الفرنسية في الشرق الأوسط لمناقشة تأسيس "بيزنس فرانس" من خلال اندماج "يوبيفرانس" و"إي إف إيه"، يوم أمس الأول الاثنين في مقر اللجنة في دبي .
وأشارت سفيرة الاستثمارات الدولية والرئيسة التنفيذية للجنة التجارة الفرنسية،موريال بينيكو إن السوق الإماراتي يعتبر من الأسواق المهمة للصادرات والاستثمارات الفرنسية في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، مضيفةً أن "الإمارات تعتبر أولى الاسواق للصادرات الفرنسية في المنطقة،حيث وصلت قيمة الصادرات الفرنسية من البضائع الى الامارات بنحو 16 مليار درهم تقريباً خلال 2014" .
وأشارت بينيكو إلى أن فرنسا تتطلع نحو جذب الاستثمارات الإماراتية من خلال "بيزنس فرانس" الوكالة الرسمية لترويج الاستثمار، التي تتخذ من دبي مقرا لها والتي تقوم على خدمة أكثر من 900 شركة فرنسية . وانطلاقا من أهمية المنطقة لفرنسا، تغطي الوكالة أغلب دول المنطقة ومنها السعودية في الرياض وجدة وقطر والكويت ولبنان ومصر .
وأوضحت أن الإمارات ليست أولى وجهات الصادرات الفرنسية فقط إنما تعتبر الأولى في نشاط الشركات والهيئات الفرنسية من حيث مشاركتها في المعارض مثل الرعاية الصحية والأغذية .
وتابعت " أن 750 شركة فرنسية تشارك في الجناح الفرنسي في المعارض التي تقام في دبي، ومنها 150 شركة جديدة حضرت من فرنسا لتطوير منتجاتها وخدماتها وتقديم حلولها في المنطقة، الجدير بالذكر أن 30% من هذه الشركات وقعت عقودا في المنطقة" .
وأضافت سفيرة الاستثمارات الدولية إن فرنسا استقطبت خلال العام الماضي نحو 1014 مستثمرا أجنبيا جديدا بنمو 8% مقارنة مع ،2013 الأمر الذي يؤكد جاذبية فرنسا للشركات الأجنبية في نمو مطرد .
وأشارت إلى أن وكالة "بيزنس فرانس" تقوم بثلاث مهام رئيسية، وهي تعزيز نمو صادرات الشركات الفرنسية وتشجيع وتسهيل الاستثمار الدولي في فرنسا، والترويج للشركات الفرنسية وإبراز صورة قطاع الأعمال وتعزيز جاذبية الدولة الفرنسية للاستثمار .
وتعمل الوكالة على توفير حلول وخدمات تلبي احتياجات الشركات الأجنبية والمستثمرين لتعزيز الصادرات، وللكشف أيضا عن فرص الاستثمار الداخلي ودعمه وتسهيله وتعزيز جاذبية فرنسا للاستثمار، من خلال الجمعيات الإقليمية والجمعيات القائمة على القطاعات والتعاون الوثيق بين الشركات . ورصد صورة الدولة الفرنسية وجاذبية الاقتصاد الفرنسي في الخارج والعمل على التنسيق مع أكثر الشبكات التجارية تأثيرا في المستوى الدولي وتحليل واقتراح إجراءات السياسة الحكومية التي تهدف إلى دعم الاقتصاد الفرنسي دوليا .
وذكرت بينيكو "تعمل أكثر من 20000 شركة أجنبية في فرنسا، وهي توظف أكثر من مليوني شخص، ما يساوي ربع القوى العاملة في القطاع الصناعي بفرنسا، كما أنها تمثل أيضاً 28% من نفقات البحث والتطوير الخاصة بالمشاريع التجارية وثلث مجموع الصادرات الفرنسية . فقد قامت نحو 40% من الشركات الأجنبية العاملة بفرنسا بإعادة الاستثمار على مدى السنوات الخمس الماضية (وهو ما يعد دليلاً على الثقة في البيئة التجارية)" .
وأضافت إن دبي تبني سمعتها على أصولها وهذا ما تقوم به فرنسا، حيث سيمنح استثمار الشركات الإماراتية في فرنسا الفرصة للدخول إلى الأسواق الأوروبية، كما أنها توفر فرصا استثمارية عدة في القطاعات المختلفة، كما تمتلك الشركات الفرنسية الخبرة اللازمة للتعامل مع السوق الإفريقي .
من جانبه، لفت سفير الجمهورية الفرنسية لدى الإمارات،ميشال ميراييه إن التعاون الثنائي بين الإمارات وفرنسا ضروي جداً، وخاصة في هذه المرحلة من أجل تعزيز الاستثمار المتبادل والاستفادة من كافة الفرص التي يتيحها التعاون بين البلدين . وأضاف ميراييه أن الشركات والمؤسسات الاماراتية برعت في العديد من القطاعات الاقتصادية المختلفة، وخاصة أن هيئة كهرباء ومياه دبي نجحت في تبني أنظمة المباني الخضراء وما يترتب على الاقتصاد الأخضر، ويمكن لفرنسا وللشركات الفرنسية ان تحذو حذوها في هذا القطاع .
وأشار إلى أن القطاعات الاقتصادية في البلدين تحتوي على العديد من الفرص الاستثمارية وخاصة في البنية التحتية من المواصلات والموانئ والمطارات، إضافة الى القطاع العقاري وقطاع التصنيع والقطاع المالي ولهذا ينبغي العمل سويا لتحقيق أفضل النتائج .
وعن معدلات اليورو، قال السفير الفرنسي، إنه يمكن للاقتصاد الإماراتي وخاصة لأنشطة التجارة أن تستفيد من سعر الصرف وخاصة مع تراجعه أمام الدولار وارتفاع الدرهم .
وأكد أن العديد من الشركات الإماراتية تبدي اهتمامها بفرنسا وخاصة جهاز أبوظبي للاستثمار الذي يبدي اهتمامه بالاستثمار في القطاعات الاقتصادية في فرنسا، بعد قيامه بدراسة السوق في الفترة الأخيرة، ومما يدل على أهمية الدولة للإمارات والمستثمرين الاماراتيين .
أرسل تعليقك