تعهد وزير المالية البريطاني جورج أوزبورن، بأن بلاده لديها عدد من الخطط الطارئة لمساعدة البريطانيين المتواجدين في اليونان بعد المخاوف التي أثيرت حول تركهم دون التمكن من الحصول على المال.
ويسعى المستشار جاهدًا عبر مجلس العموم إلى الموافقة على خطط وزارة المالية لمساعدة المتقاعدين البريطانيين والسائحين الذين يواجهون أزمة مع أجهزة الصراف الآلي في اليونان التي لا يوجد فيها أوراق نقدية.
وتم إبلاغ المسافرين إلى اليونان أنه يتعين عليهم طوال العطلة أن يكون بحوزتهم ما يكفي من الأدوية على خلفية التقارير الإعلامية الواردة في الأيام الأخيرة بوجود عجز في الإمدادات الطبية في اليونان، حيث سافر دبلوماسيون وموظفون في وزارة الخارجية إلى اليونان لمساعدة مواطني بريطانيا في حال تفاقمت الأزمة هناك.
من جانبه وجّه دايفيد كاميرون، الوزراء لإجراء ما في وسعهم لحماية بريطانيا من تداعيات الأزمة التي تعاني منها اليونان، حيث رفض المواطنون هناك التصويت بالموافقة في الاستفتاء الذي جرى على خطة الإنقاذ.
واستدعي كاميرون كبار الوزراء بما فيهم وزير المالية أوزبورن، ومحافظ بنك إنجلترا مارك كارني، لإجراء محادثات عاجلة لاستعراض الموقف وكيفية مواجهة شهور الأزمة التي تهدد بابتلاع منطقة "اليورو".
وأبدى أوزبورن حزنه الشديد على تضاؤل فرص التوصل إلى حل لتسوية الأزمة، بعدما جاء تصويت المواطنين في اليونان بالرفض بنسبة 61% في الاستفتاء الأخير الذي تم إجراؤه على خطة الإنقاذ التي كانت مطروحة للخروج باليونان من أزمتها، مؤكدًا على استمرار المعاشات التقاعدية المدفوعة للبريطانيين المغتربين وعقد اتصالات مع المواطنين هناك.
وحذر أوزبورن، بأن الموقف يزداد سوءًا وأن بريطانيا سوف تتأثر كلما طالت مدة الأزمة المالية التي تلحق باليونان، وأشار إلى أنه ينبغي على زعماء منطقة "اليورو" واليونان التوصل إلى مخرج لهذه الأزمة.
وضغطت النائبة عن حزب "العمال" غيزيلا ستيوارت، على أوزبورن حول مدى استعداد وزارة المالية لإرسال أوراق نقدية إلى المتقاعدين أو السائحين من البريطانيين المتواجدين في اليونان في حال نفاذ ماكينات الصراف الآلي من هذه الأموال.
وترك أوزبورن الباب مفتوحًا أمام الفكرة مفيدًا أن هناك عددًا من الخطط الطارئة التي يأمل أن لا يتم وضعها حيز التنفيذ، والنجاح في التوصل إلى حل للأزمة القائمة.
ويشار إلى أن طائرة من سلاح الجو البريطاني "RAF" في عام 2013 نقلت مبلغًا نقديًا قيمته مليون يورو إلى قبرص، وذلك لإنقاذ البريطانيين المتأثرين بالأزمة المصرفية.
وفي الوقت الذي تضع فيه البنوك في اليونان حدًا للسحب النقدي بواقع 60 يورو في اليوم، فإن المواطنين ممن يستخدمون البطاقات الائتمانية البريطانية لن تطالهم القيود المفروضة، ولكن في ظل نفاذ بعض ماكينات الصراف الآلي من الأموال النقدية فإن البريطانيين يكافحون من أجل الحصول على النقود، وبالتالي كان التحذير بضرورة تحقيق الاكتقاء من المال أثناء العطلة.
وعلى جانب آخر، أعلن وزير المالية اليوناني يانيس فاروفاكيس، عن استقالته بعد ساعات قليلة من التصويت على الاستفتاء الذي شهد بعض المناوشات من قبل المؤيدين والمناهضين لخطة الخروج من الأزمة التي تحل بالاقتصاد في اليونان، زاعمًا أنه بات من الواضح أن وزراء المالية الأوروبيين لم يعد يريدون مشاركته في المحادثات بشأن مستقبل اليونان.
وأكدت مصادر في الحكومة البريطانية أنه في الوقت الحالي لم تسجل أية مشاكل تضر بسلامة السياح البريطانيين، مؤكدة على أن التطورات يتم مراقبتها عن كثب.
وأصر نائب رئيس المفوضية الأوروبية فالديس دومبروفسكيس، على أنه لا توجد نية لإعادة فتح المفاوضات مع اليونان، بينما تعقد المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل، قمة طارئة في باريس مع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، لبحث تداعيات الأزمة في الوقت الذي يترقب فيه العالم مصير اليونان كعضو في الإتحاد الأوروبي.
أرسل تعليقك