اعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الخميس انه سيتم الاعلان عن صفقات تجارية بقيمة 9 مليارات جنيه استرليني (12,7 مليار يورو، 13,7 مليار دولار) خلال زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي لبريطانيا، فيما اشار مودي الى رغبة بلاده في بقاء بريطانيا في الاتحاد الاوروبي.
واستقبلت لندن مودي استقبالا حافلا في مستهل زيارته التي تستمر ثلاثة ايام الى بريطانيا، وهي اول زيارة يقوم بها رئيس وزراء هندي الى لندن منذ 10 اعوام.
والجمعة سيلتقي مودي الملكة اليزابيث الثانية، وسيلقي كلمة امام تجمع ضخم في ستاد ويمبلي يتوقع ان يحضره 60 الف بريطاني من اصل هندي.
وعقب محادثاته مع كاميرون سيلقي مودي كلمة امام البرلمان في وقت لاحق من الخميس ليكون اول رئيس وزراء هندي يقوم بذلك.
وحلقت طائرات "السهام الحمراء" في سماء لندن مطلقة دخان بالوان العلم الهندي بمناسبة زيارة مودي.
واعلن كاميرون عن الصفقات التجارية في مؤتمر صحافي، وكشف كذلك عن اصدار سندات بالعملة الهندية (الروبية) بقيمة مليار جنيه استرليني، سيتم تداولها في لندن.
وقال كاميرون في المؤتمر الصحافي "نريد ان نبرم شراكة اكثر عصرية وطموحا ونستفيد من نقاط قوتنا ونعمل معا على المدى الطويل للمساعدة على الاستفادة من ثرواتنا في الداخل والخارج في القرن الحادي والعشرين".
ويتوقع ان تشمل الصفقات شراء الهند طائرات هوك للتدريب من شركة بي ايه اي سيستمز، لتجهيز قواتها المسلحة بها. ولكن وردا على سؤال حول الاستفتاء الوشيك الذي يعتزم كاميرون اجراءه حول عضوية بلاده في الاتحاد الاوروبي، قال مودي "بالنسبة للهند، فان بريطانيا هي نقطة العبور الى الاتحاد الاوروبي".
-- اجواء من الخوف؟ --
واستقطبت زيارة مودي كذلك احتجاجات.
فقد تجمع نحو 500 شخص امام مقر الحكومة البريطانية احتجاجا على زيارته. وبينهم عدد كبير من السيخ الذين حملوا لافتات خلال التظاهرة السلمية.
وكان مودي فاز باغلبية ساحقة في انتخابات 2014، الا انه واجه وحزبه الهندوسي القومي بهاراتيا جاناتا اتهامات من معارضين بالفشل في حماية الاقليات.
وحتى قبل ثلاث سنوات كانت بريطانيا تحظر على مودي زيارتها بسبب اعمال الشغب المناهضة للمسلمين والتي ادت الى مقتل اكثر من الف شخص في 2002 بينما كان رئيس وزراء لولاية غوجارات. ونفى مسؤوليته عن تلك الاحداث باستمرار.
وقالت نيرمالا راجاسينغام احدى منظمات الاحتجاج "نحن نحتج ضد حكومة مودي منذ وقت طويل لانه لم يتم تسوية الامور المتعلقة بفظائع غوجارات بعد".
من ناحية اخرى وقعت نحو 200 شخصية ادبية من بينها الكاتب سلمان رشدي على رسالة مفتوحة تدعو كاميرون الى مطالبة مودي بتوفير "حماية افضل" للاصوات المنتقدة مثل الكتاب والفنانين، واثارة مسالة حرية التعبير معه.
-- العديد من الدول تخطب ود الهند -
ويسعى البلدان الى بناء علاقات اقتصادية اقوى مع بعضهما البعض.
وتعتبر الهند تاسع اكبر قوة اقتصادية في العالم وتتمتع باسرع نمو اقتصادي (7,4%) بين دول مجموعة العشرين.
اما بريطانيا، الدولة المستعمرة السابقة، فانها صاحبة خامس اكبر اقتصاد في العالم. وتسعى الحكومة البريطانية جاهدة الى زيادة التجارة الخارجية في اطار مساعيها لخفض العجز الكبير الذي تعاني منه بعد الازمة المالية في 2008.
وانهى مودي يومه بالقاء كلمه امام اصحاب الاعمال البريطانيين في غيلدهول الفاخرة في قلب المنطقة المالية في بريطانيا.
ووعد مودي بتقديم دعمه الكامل لاية شركة تستثمر في الهند.
وقال "اطمئنكم باهتمامي الشخصي بتحقيق احلامكم (..) والعديد منكم ينتمون الى الهند. والعديد منكم في الهند بالفعل. وللذين لا يتواجدون في الهند يجب ان اقول انه من الحكمة الان ان يكونوا في الهند".
وتحدث وزير التجارة البريطاني فرانسيس مود عن بعض الصفقات الجديدة.
وقال انها تشتمل على استثمار لشركة فودافون بقيمة 1,3 مليار جنيه استرليني، واستثمار لشركة "انتلجنت اينجريي" للطاقة النظيفة بقيمة 1,2 مليار جنيه استرليني، واتفاق بان تفتح مستشفى كينغز كوليدج معهدا في تشانديغاره.
وقال غارث براس من معهد شاتام هاوس للشؤون الخارجية ومقره لندن ان بريطانيا هي في اسفل قائمة الدول التي تختارها الهند مثل اليابان او المانيا.
وقال ان "الكثير من الدول تخطب ود الهند وهذه الدول تمتلك الكثير من المال وليس لديها مع الهند تاريخ ثقيل" مثل بريطانيا.
وصرح لفرانس برس ان الطلب الاول الذي تطلبه الهند من بريطانيا هو في العادة منح المزيد من التاشيرات للمواطنين الهنود.
الا انه اكد ان هذا يمثل "مشكلة" بالنسبة لكاميرون الذي يسعى الى خفض عدد المهاجرين منذ توليه السلطة قبل خمس سنوات.
وقبل الزيارة اعلنت حكومة مودي هذا الاسبوع خططا لتحرير نظام الاستثمارات الخارجية المباشرة في قطاعات من بينها الدفاع والمصرفية والبناء. وبريطانيا هي ثالث مصدر للاستثمار الخارجي المباشر في الهند.
وتعتبر تلك الخطوة محاولة من مودي لمواجهة الاتهامات بان مساعيه للاصلاح متوقفة، وانعكس ذلك بهزيمة حزبه المريرة الاحد في انتخابات ولاية بيهار.
أرسل تعليقك