عمان _ صوت الإمارات
قال الدكتور هاني الملقي، رئيس مجلس مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، إن الرؤية التي وضعتها القيادة الأردنية لتطوير منطقة العقبة في مطلع القرن الحالي، تمثلت في تحويل المدينة إلى منطقة اقتصادية خاصة لتكون نافذة الأردن البحرية إلى العالم، مشيراً إلى أن حجم الاستثمارات الاقتصادية التي خصصت لتنفيذ هذه الرؤية في "العقبة" تصل نحو 21 مليار دينار أردني، أي ما يقارب 400 مليار دولار، نُفذ منها حتى الآن ما قيمته 14 مليار دينار.
وأضاف الملقي خلال حديثه لبعثة من الصحافة القطرية زارت العقبة للإطلاع على تجربتها التنموية، إن الأردن يحظى بكونه مدخلا لمنطقة الشرق الأوسط وكافة الدول العربية، لما يتمتع به من موقع جغرافي متميز، فضلاً عن ما يحظى به من استقرار سياسي واقتصادي وأمني، وهو ما يؤهله إلى جذب العديد من الاستثمارت العربية والأجنبية في مجالات عديدة.
وتناول الملقي تجربة تطوير منطقة العقبة، قائلا: "في البداية كان لابد من تطوير إمكانيات النقل والقدرة اللوجستية للعقبة، كونها المعبر الوحيد للأردن على بحار العالم، وكنا نخطط لأن نحول العقبة إلى منطقة حرة على غرار منطقة بورسعيد وجبل علي، بيد أننا قررنا بعد الدراسة والاطلاع على نماذج اقتصادية عربية وأجنبية أن تتحول مدينة العقبة إلى منطقة اقتصادية خاصة، حتى يتم الاستفادة من مزايا الاتفاقيات الدولية الإقتصادية والتجارية التي أبرمها الأردن مع دول العالم، وخاصة منطقة التجارة الحرة العربية، ولكي تكون العقبة منطقة لها أسس وتعليمات وأنظمة اقتصادية خاصة.
وذكر أنه قبل 15 عاما كان الأردن يملك ميناءً وحيدا في العقبة وهو ميناء عام لكل البضائع، أما الآن وبعد خطة التطوير الشاملة، تتمتع العقبة بوجود 9 موانئ متنوعة، بالإضافة إلى مينائين جديدين لمناولة المواد الكيميائية والفحم، سيتم تشغيلهم بنهاية العام القادم، وهي موانئ متخصصة لها استخدامات خاصة تخدم المستثمرين وتؤدي إلى تكامل عربي في مجالات عديدة. وتحدث الدكتور الملقي عن فرص الاستثمار الواعدة في منطقة العقبة بعد سلسلة التطوير التي شملت موانئ عدة، فقال: "يحظى ميناء الشيخ صباح للغاز الذي افتتح في شهر مايو الماضي، بميزة تنافسية هائلة، ليس فقط بما يمتلكه من قدرة تكنولوجية حديثة، بل لموقعه على خط الغاز العربي، أي أنه يخدم الأردن وسوريا والعراق ومصر، ويربط شمال أفريقيا بالمشرق العربي، وهو بذلك يمثل فرصة استثمارية هائلة لدول المنطقة وخاصة دولة قطر في مجال الغاز. من جانبه،كشف المهندس غسام غانم، الرئيس التنفيذي لشركة تطوير العقبة أن حجم الاستثمارات الموجودة في المدينة بلغت 21 مليار دينار أردني تتمثل نسبة الاستثمارات العربية منها نحو 90 بالمائة، مبينا أن تلك الاستثمارات وفرت 50 الف فرصة عمل حتى الآن ومن المتوقع أن تصل الى 70 الف فرصة عمل بحلول العام 2020. وأشاد بتجربة دولة قطر في مجال التنمية على مدى السنوات القليلة الماضية، مبينا أن سلطة العقبة اطلعت على تلك التجربة، التي اعتبرها فريدة من نوعها وتركت معالم واضحة للعيان على مختلف المستويات.
وأشار المهندس غسان غانم، الرئيس التنفيذي لشركة تطوير العقبة إلى أن الشركة نشأت موانيء جديدة وأهلت القائم منها انطلاقا من الايمان بجدواها الاقتصادية على البلاد وأهميتها في جذب أصحاب رؤوس الأموال للاستثمار في العقبة، فيما تتطلع شركة تطوير العقبة إلى توفير صناعات تتوائم مع طبيعة المدينة التي تخدمها، بينما تنوي الشركة إنشاء خوض جاف يهدف إلى إيجاد أعمال صيانة لسفن المتوسطة والكبيرة الأمر الذي يجعل العقبة موئلا لهذا الاستثمار الذي من شأنه أن يخلق كفاءات أردنية متخصصة، ويقود إلى إمكانية لتصنيع السفن في المستقبل.بدوره، قال المهندس مأمون القسوس الرئيس التنفيذي للشركة المطورة لمدينة العقبة الصناعية الأردنية، إن جملة الاستثمارات في المدينة الصناعية تبلغ نحو300 مليون دولار، إن النية تتجه إلى الوصول بهذه الاستثمارات إلى نحو 700 مليون دولار في السنوات القليلة المقبلة.
ولفت القسوس إلى، أن المدينة الصناعية توفر فضاء ملائما للاستثمار في مجال التصنيع والتخزين والإسناد اللوجيستي والخدمات في المنطقة، وهدفها بناء قاعدة عالمية للصناعات الصديقة للبيئة والطاقة المتجددة وأنظمة توفير الطاقة والصناعات الهندسية والإسناد اللوجيستي والتخزين والخدمات و الصناعات الغذائية وتصنيع مواد البلاستيك الأولية ومنتجاتها.وأشار الرئيس التنفيذي للشركة إلى جملة من الانجازات التي حققتها مدينة العقبة الصناعية على غرار توقيعها على نحو 70 عقد مع مختلف الشركات الصناعية واللوجستية وشركات الخدمات، وخلقها حتى الآن نحو ألف فرصة عمل، على أن يصل العدد الكلي لفرص العمل التي ستوفرها الشركة إلى ما يقارب 3000 فرصة عمل في مرحلة التشغيل الكامل.
كما حققت مدينة العقبة الصناعية الدولية المركز العاشر على دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في حيويتها وقدرتها على جذب الاستثمار الدولي, وذلك بحسب الاستطلاع الذي نظمته الفينانشل تايمز لعام 2013/ 2014وقال القسوس إن نحو 90 % من انتاج الشركات العاملة في المنطقة الصناعية موجه للتصدير، مستفيدا من مجموعة واسعة من اتفاقيات التجارة الحرة.وتراهن مدينة العقبة على الموقع الجغرافي المتميز والاستثمارات العملاقة والتسهيلات والمزايا الخاصة لجذب السياحة العربية والأجنبية عبر سلسلة من المشروعات العقارية ذات الطابع السياحي في أحضان جبال وردية شامخة وبمحازاة شواطىء البحر الأحمر.
وتعتبر قرية الراحة أولى المناطق السكنية في مشروع "مرسى زايد" قلب العقبة النابض، وهو من أكبر المشاريع السكنية الاستثمارية التي تنفذها شركة المعبر المالكة للمشروع والتي تعمل تحت مظلة شركة "إيجل هيلز" الرائده وهي شركة عقارية واستثمارية خاصة تتخذ من أبو ظبي مقرًا لها.وتشهد العقبة حركة عقارية نشطة حيث يجري بناء عدة مدن عقارية واعدة من بينها مشروع سرايا الذي يقع على الشاطئ الشمالي من مدينة العقبة، ومشروع أيلة الذي يعد أحد أهم استثمارات شركة أسترا السعودية في الأردن.
أرسل تعليقك