الفنانون الباكستانيون يتعاملون مع الخطوط الحمر لمجتمعهم المحافظ
آخر تحديث 16:14:23 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

الفنانون الباكستانيون يتعاملون مع الخطوط الحمر لمجتمعهم المحافظ

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - الفنانون الباكستانيون يتعاملون مع الخطوط الحمر لمجتمعهم المحافظ

الفنان الباكستاني محمد علي مع والدته في مشغله في كراتشي
كراتشي - صوت الامارات

 هل يمكن وضع صورة رجل نصف عار في بلد محافظ مثل باكستان؟ هذا ما يؤكده الفنان محمد علي مشيرا الى لوحة مماثلة يعرضها في مدينة كراتشي من دون رقيب ولا حسيب. 

ومحمد علي رسام في السابعة والعشرين من العمر، وواحد من مجموعة من الفنانين العاقدين العزم على تحدي المحظورات الاجتماعية في مدينة كراتشي.

ويقول لمراسل وكالة فرانس برس من احد المعارض في مدينة كراتشي "انا ارسم لوحات جريئة وخطرة، لكن لحسن الحظ لم تعترضني الرقابة مرة".

تثير لوحات الفنان الشاب مواضيع شائكة، من السياسة الى الجنس، وهي مواضيع تعد متفجرة في مجتمع محافظ جدا كالمجتمع الباكستاني.

الاهتمام بالفنون عموما في هذه المدينة ليس كبيرا، فكثير من الناس "لا يجدون ما يليق بالانسان ليأكلوه، وطالما هم جائعون فالفنون لن تعنيهم"، بحسب محمد.

- تغير في المشهد -

لكن المشهد بدأ يتغير قليلا في السنوات الماضية، مع افتتاح متاجر عدة للوحات تعول على جيل جديد قد يكون ذا اهتمام اكبر بالفنون ممن قبله.

تملك سميرة رجا صالة عرض مشهورة في كراتشي تدعى "كانفاس غاليري"، وهي ترشد زوارها الى ما فيه من اقسام واعمال.

ومن بين اللوحات ما يتناول المثلية الجنسية. وتعلق سميرة على هذه اللوحات بالقول "هذه ليست من المحظورات الاجتماعية، على الاقل بين من يحبون الفنون".

لكنها تقر ان لوحات كهذه لا يمكن عرضها في اماكن عامة، بل يقتصر ذلك على معارض او غرف نوم الاثرياء في باكستان.

وتقول "لا يمكن ان نسبب لاي فنان خطرا اجتماعيا". ولذا تبقى اعمال محمد علي وغيره ممن هم مثله حبيسة المعارض والاماكن المغلقة.

ويتوخى فنانون عدة قدرا عاليا من الحذر، مثل حديقة آصف التي تدرس الفنون الجميلة في جامعة كراتشي. وتقول "حين ننجز تمثالا، علينا ان نكون واثقين من انه لا يستفز المجتمع في شيء".

- محافظة مستجدة -

لكن الحال لم يكن هكذا في السابق. وبرأي بعض الفنانين، فإن التوجه المحافظ بدأ يسيطر على المجتمع في الثمانينات، على اثر سياسة "اسلمة" المجتمع التي رفعها نظام ضياء الحق الاستبدادي.

ومنذ ذلك الحين بدأت رقعة المحرمات الاجتماعية تنتشر، وصار الفنانون يمارسون رقابة ذاتية على انفسهم.

ويقول الرسام مشكور رضا "الكبار كانوا يرسمون لوحات لاشخاص عراة، لكنهم وبدافع الخوف توقفوا عن ذلك وصاروا يركزون على تخطيط ايات من القرآن، او الشعر الصوفي".

في تلك الحقبة، لم يستطع مشكور رضا ان يعتاش من لوحاته، فعمل على مدى عشر سنوات مصمما في معمل للنسيج.

وفي العام 1988، قتل ضياء الحق. ثم في التسعينات عادت متاجر الفنون لتزدهر في بعض الحواضر مثل كراتشي، وانطلقت اعمال مشكور رضا بشكل لم يسبق له مثيل.

- سوق ضخمة وخطوط حمراء -

يقول عدد من التجار والنقاد الفنيين ان مئات من المتاجر الفنية والمعارض تنتشر حاليا في مدينة كراتشي، وهي "تتضاعف بشكل سريع جدا" بحسب رجا.

وتضيف "لقد اصبح لدينا سوق ضخمة".

لكن هذا لا يعني ان الفنانين احرار تماما في تناول ما يحلو لهم من مواضيع، بل ان المجتمع ما زال يفرض قيودا في هذا المجال.

يرى منور علي سيد استاذ الفنون في جامعة كراتشي ان الخطوط الحمراء التي يفرضها المجتمع، مثل عدم تصوير جسم الانسان عاريا، من شأنها ان تحفز الابداع لدى الطلاب.

ويقول "حين تدرك ان هناك ممنوعات، تعمل بابداع اكثر".

وتؤيده درية قاضي رئيسة قسم الفنون البصرية في الجامعة نفسها "لا اعتقد ان للوحات العري مكانا في باكستان، ما عدا في المساحات الخاصة".

وتضيف "لا اعتقد ان ذلك يتناسب مع مجتمعنا".

 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفنانون الباكستانيون يتعاملون مع الخطوط الحمر لمجتمعهم المحافظ الفنانون الباكستانيون يتعاملون مع الخطوط الحمر لمجتمعهم المحافظ



GMT 21:59 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

عاصفة ثلجية مفاجئة تضرب الولايات المتحدة

GMT 20:08 2018 الأربعاء ,23 أيار / مايو

طريقة تحضير السبرنغ رول بالخضار

GMT 13:02 2018 الثلاثاء ,03 إبريل / نيسان

المعلمون يعلنون عن أهمية التعلم في الهواء الطلق

GMT 23:21 2016 السبت ,16 إبريل / نيسان

آبل تستعد لبيع هاتفها المليار

GMT 16:04 2016 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

شروط جديدة للراغبين بشراء الوحدات العقارية على الخارطة

GMT 13:41 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

تراجع أعداد الحشرات يُهدّد بحدوث انهيار للطبيعة

GMT 00:46 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إبراهيم عيسى يؤكد أن حراسة النصر مسؤولية كبيرة

GMT 15:56 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

"سم العناكب" يعالج أحد أخطر أنواع السرطان

GMT 14:54 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تطبيق الرسائل الخاص بـ"فيسبوك" يختبر ميزة جديدة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates