أبوظبي- فهد الحوسني
قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، الدكتور أنور قرقاش، إنه في أتون الأزمة السورية وتطوراتها الدراماتيكية المخيفة، تميز الموقف الإماراتي بعقلانيته السياسية وتعاضده مع الشعب السوري.
وأضاف: منذ الأيام الأولى للثورة (السورية) نصحنا بالتوافق السياسي وتجنب العنف وضرورة صياغة إطار سياسي لمرحلة جديدة في ضوء مطالب الشارع السوري لتجنب السقوط.
وأكد أنه مع العنف وعسكرة الصراع نبهت الإمارات مراراً من خطر دعم وتمويل الجماعات التكفيرية والمتطرفة، مدركين أن لهؤلاء أجندة خاصة بعيدة عن هموم سوريا، سقطت ثورة السوريين ومطالبهم المشروعة بين سندان الإرهاب والتكفير ومطرقة النظام، رأت الإمارات هذا المصير بعين بصيرة، ولكن لا حياة لمن تنادي.
وتابع قائلاً: "شهدنا الاستقطاب الحزبي والإقليمي الحاد للسيطرة على المعارضة المعتدلة، ونجح الإخوان وحلفائهم في تدجين هذه المعارضة على حساب فقدانها لتأثيرها.
وقال تتابعت الأزمة السورية المروعة من هجوم البراميل ووحشية داعش وإرهاب فرق القاعدة لنرى التطورات المأساوية في أزمة اللاجئين، والنفق مازال معتم، وساهم تقاعس المجتمع الدولي في التصدي لتطورات الأزمة في تعقيداتها ووحشيتها والركام الإنساني والبشري الذي يدمي القلوب، حساب التاريخ سيكون عسير".
وأضاف في الإمارات أدركنا مبكراً أن الحل السياسي هو الحل الوحيد الممكن، ونقر بأن الوضع لا يدعو للتفاؤل والتحرك الروسي الحالي مقلق وسيعقد الأمور، مستغربا بعض الانتقادات الغربية لدول الخليج في التعامل الإنساني مع الأزمة السورية، معتبرا أنه بلا شك نابع من تأنيب الضمير والخوف من موجة اللجوء القادم".
وأكد قرقاش أن "الإمارات مستمرة في واجبها الأخلاقي والقومي والإنساني، مضيفا : استقبلنا مائة ألف سوري منذ بداية الأزمة واستثمرنا أربعة مليارات درهم للتصدي لتداعياتها، والأهم أن رأينا السياسي العاقل و المعتدل دعا للحل السياسي منذ الأيام الأولى وسعى إلى التحذير من استغلال الإرهابيين والتكفيريين للفوضى".
أرسل تعليقك