تعيش روسيا الاحد حالة حداد على اسوأ كارثة جوية بعد تحطم طائرة سياح روس في جزيرة سيناء المصرية ما ادى الى مقتل جميع من كانوا على متنها وعددهم 224 شخصا.
وكانت الطائرة تقل مصطافين عائدين الى مدينة سانت بطرسبرغ، ثاني اكبر المدن الروسية، عندما سقطت في سيناء.
ويحاول خبراء في موقع التحطم حاليا معرفة سبب الكارثة.
وقالت غالينا غريغوريفا (34 عاما) التي كالعديد من المواطنين وضعت اكاليل الزهور على صرح مؤقت في منطقة وصول المسافرين في مطار بولكوفو في سانت بطرسبرغ "تخيلوا ان الناس جاؤوا الى هنا لاصطحاب اولادهم واحفادهم، ليعرفوا انه لم يعد لهم وجود".
واضافت "عندما علمت بكيت بشدة".
وكانت برفقتها ابنتها البالغة من العمر خمس سنوات وتحمل دمية صغيرة لوضعها على الصرح تكريما للاطفال الذين قتلوا على الطائرة وبينهم رضيع عمره 10 اشهر.
ونكست الاعلام فوق مبنى البرلمان والكرملين وغيرها من المباني الرسمية حدادا على الضحايا ومعظمهم من سانت بطرسبرغ والمناطق المحيطة بها.
واقامت السلطات مركز ازمات في الفندق القريب من المطار حيث دعي اقارب الضحايا الى تقديم عينات دي ان ايه، ووفرت اختصاصيين نفسانيين للتعامل مع اقارب واصدقاء الضحايا.
وقطعت قناة روسيا 24 الرسمية بثها باستمرار بلحظات صمت وصور لضحايا الطائرة المنكوبة وهم يبتسمون، التقطوها على الارجح اثناء اجازاتهم ونشروها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكان عدد من الضحايا في اول رحلة خارج البلاد وبعضهم لم يركب طائرة في حياته لتكون هذه اول واخر مرة، وبين الركاب كذلك عروسان كانا يقضيان شهر العسل، بحسب القناة.
وقال بطريرك موسكو وعموم الروسيا كيريل اثناء قداس على ارواح الضحايا "كان يمكن ان يكون العديد منا على متن تلك الطائرة، ولا يمكن الا ان نتاثر بهذه الماساة".
- صالحة للطيران
وفتش المحققون الروس مكاتب شركة شركة الطيران كوغاليمافيا التي تشغل الطائرة، وقالت وكالة مراقبة النقل في روسيا انها ستواصل التحقيق حتى 30 تشرين الثاني/نوفمبر.
وواصلت الشركة رحلاتها المعتادة الاحد.
وقالت كوغاليمافيا مساء السبت ان قائد الطائرة وهي من طراز ايرباص 321 لديه خبرة طويلة، فيما قالت السلطات في اخر محطة تزودت بها الطائرة بالوقود انه لم تكن هناك مؤشرات على اي خلل في الطائرة.
وقالت ممثلة مكتب تحقيقات النقل المحلي مايا ايفانوفا "الطائرة لم تخضع لعمليات فحص فني في سمارا (جنوب شرق روسيا)، ولكن طاقم الطائرة قام بعملية تدقيق ووجد الطائرة صالحة للتحليق".
واضافت في تصريحات متلفزة "جرى تحقيق في وقود الطائرة وطابقت جودة الوقود في ذلك الوقت جميع المعايير المطلوبة".
والغت العديد من الفعاليات الترفيهية في موسكو، وحولت العديد من المؤسسات الاعلامية شعارها الى اللون الاسود على وسائل التواصل الاجتماعي.
وغاب الرئيس فلاديمير بوتين، الذي اعلن مكتبه يوم الحداد الوطني، عن شاشات التلفزيون، وانتقده عدد من الروس بسبب عدم القائه كلمة حول الماساة.
وبين ضحايا الطائرة اربعة اوكرانيين، بحسب وزير الخارجية بافلو كليمكين.
وقال في تغريدة على تويتر "فقدان الارواح ماسوي. الالم يكون مضاعفا عندما يموت ابناء الوطن".
وفي العاصمة الاوكرانية وضع السكان اكاليل الزهور امام السفارة الروسية في اشارة الى الدعم المعنوي للروس رغم التوترات السياسية بين البلدين بسبب النزاع في شرق اوكرانيا.
وقالت لودميلا (32) التي تسكن كييف "الحزن لا جنسية له (..) المهم هو ان نتحلى بالانسانية وان لا نفقد حس التعاطف مع الغير".
أرسل تعليقك