يُعتبر التعادل الذي خرج به بني ياس والفجيرة 3- 3 من مباراتهما على ملعب الأخير ضمن الجولة الثالثة لدوري الخليج العربي، خسارة في ظل السباق المحموم الذي تشهده المسابقة إلّا أن الفريقين أبديا رضاءهما عن الأداء والنتيجة التي انتهت إليها المباراة، والتي جاءت عامرة بالإثارة والأهداف الغزيرة إلى جانب جملة من الأخطاء الدفاعية.
بدأ بني ياس اللقاء بتفوق واضح قبل أن يقلب الفجيرة الطاولة، ويحول تأخره بهدفين إلى تقدم بالثلاثة مع نهاية الشوط الأول، ليعاود «السماوي» نفس السيناريو في الحصة الثانية، وينجح في حفظ ماء وجه وانتزاع التعادل في الأنفاس الأخيرة من عمر المباراة، رغم النقص العددي الذي طرأ في صفوفه بعد طرد لاعبه بندر الأحبابي بسبب الخشونة الزائدة.
وبقي بني ياس في الصدارة مؤقتاً بنقاطه ال 7، فيما واصل الفجيرة تقدمه بعد عثرة البداية رافعاً رصيده إلى النقطة الرابعة، والتي ستعطيه من دون شك المزيد من القوة والانطلاقة.
على خط آخر، أكد التشيكي إيفان هاسيك مدرب الفجيرة سعادته بالمستوى الجيد الذي قدمه فريقه والنقطة التي خرج بها من المباراة، حيث استمتعت الجماهير بستة أهداف، على الرغم من أن الفجيرة كان قاب قوسين من الفوز واقتناص النقاط الثلاث.
وأضاف: رغم بعض الأخطاء الفردية التي صاحبت اللقاء، إلّا أنه راض تماماً عن الأداء بصفة عامة والتطور الذي يشهده فريقه، والذي برهن على أنه يسير في الطريق الصحيح، وأن المعدلات البدنية والمهارية وهضم الخطط في تصاعد مستمر نحو الأفضل.
وأشار المدرب هاسيك إلى أن الفجيرة دخل المباراة بتحد كبير، وقدم نموذجاً إيجابياً في كيفية العودة والتعامل مع المباريات الصعبة باللعب الحماسي والرجولي، ولم يسعفنا الوقت في المحافظة على الفوز بسبب عامل الخبرة، كما أن أجانب الفريق الضيف هم من صنعوا الفارق لاسيما الأرجنتيني لاريفي في الوقت الذي لم يستفد الفجيرة من الزيادة العددية والنقص في صفوف منافسه، مشيراً إلى أنه لا يريد الخوض في أمور أخرى، أو يعاتب أي لاعب، خصوصاً أن فريقه مقبل على مباراة مهمة أمام الإمارات في الجولة الرابعة.
ونوه هاسيك إلى أن الإصابة المفاجئة التي تعرض لها محترفه النيجيري باتريك إيز مع بداية الشوط الثاني، وترك على إثرها الملعب، كان لها التأثير السلبي في خط الهجوم.
وقال: «عموماً قدمنا مباراة جيدة، وكنا قريبين جداً من تحقيق الفوز، وأشكر اللاعبين على الأداء مع إشادة خاصة بالثنائي خليل خميس وحسن معتوق اللذين قدما جهداً مضاعفاً».
وعن تعليقه على ما أثاره مدرب بني ياس بشأن الهدف الثالث، وأن لاعبي الفجيرة لم يقوموا بإخراج الكرة أثناء سقوط المدافع يوسف جابر على الأرض، قال هاسيك إنه لم ير لاعباً ساقطاً على أرضية الملعب، مشيراً إلى أن لاعبي فريقه يحترمون الميثاق الرياضي ويقدرون لائحة اللعب النظيف، منوهاً بأسلوب إخراج الكرة المعمول به في الدوري الإماراتي، لكن في الدوري الإنجليزي يحدث العكس ويكون القرار للحكم في مثل هذه الحالات، وأقول له إنني سبق وأن أشرفت على تدريب اللاعب يوسف جابر في الأهلي، فهو من أفضل اللاعبين المواطنين متمنياً له عاجل الشفاء والعودة السريعة لبقية زملائه اللاعبين.
ورفض المدرب التشيكي الخوض في الشؤون التحكيمية فيما يتعلق أيضاً بما ذكره غارسيا بلجوء لاعبي الفجيرة لإهدار الوقت في الشوط الثاني، بالسقوط من غير سبب لكسب مزيد من الدقائق والتمثيل على الحكم، حيث قال هاسيك في اعتقادي أن المباراة لم تكن سهلة، وكان فيها اندفاع بدني كبير وحارسنا تعرض لخشونة واضحة من قبل لاعبي بني ياس، كان واضحاً حالة التمثيل التي قام بها لاعبو الفريق المنافس لكسب ركلات جزاء غير شرعية، أبرزها الحالة التي سقط فيها اللاعب صالح المنهالي من دون أن يلمسه أحد، ويقيني بأن أفضل قرار للحكم في مثل هذه الحالات هو الطرد بالبطاقة الحمراء.
من جهته، أعرب الإسباني لويس غارسيا مدرب بني ياس عن رضائه بالنقطة التي خرج بها فريقه من ملعب الفجيرة، وإدراك التعادل في الثواني الأخيرة بعد أن كدنا نفقد الأمل في المباراة، وأشار إلى أن فريقه كان الأفضل في بداية المباراة وحتى عندما لعبنا بعشرة لاعبين في الشوط الثاني، وأثبت قدرته وكفاءته في روح التفوق وعدم اليأس والاستسلام والسعي الدؤوب لكسب النقاط.
وأضاف أن المباراة كانت قوية وأمام فريق جيد لا يعطي منافسه اللعب بأريحية، ويعتبر من أخطر الفرق في التحول السريع من الدفاع إلى الهجوم، ومع هذا كنا قادرين على الفوز لولا بعض الأخطاء والهفوات الدفاعية، والتي بموجبها أهدينا الفجيرة هدفين بكل سهولة ويسر.
كما انتقد المدرب غارسيا لاعبي الفجيرة وعدم تطبيق مبدأ اللعب النظيف عند تسجيلهم الهدف الثالث، وكان وقتها المدافع يوسف جابر ساقطاً على أرضية الملعب مصاباً، واستشهد غارسيا بحادثة مماثلة في مباراتهم مع الفجيرة الموسم الماضي، وكان فريقه قريباً من تسجيل هدف وفضل لاعبو بني ياس إخراج الكرة وإتاحة الفرصة لعلاج لاعب الفجيرة.
وعن أداء الجزائري بلفوضيل الذي كان خارج الخدمة تماماً خلال اللقاء أشار المدرب الإسباني إلى أن الأمور لم تسر في الاتجاه الصحيح وأن اللاعب لم يكن موفقاً في العديد من الكرات واستسلم للرقابة اللصيقة في الكثير من الأوقات، بعكس الأرجنتيني لاريفي الذي أعتبره رجل المباراة الأول من خلال تحركاته الجيدة وتسجيل الأهداف الثلاثة.
كما أثنى المدرب غارسيا على الهولندي درينثي في ظهوره الأول مع الفريق، وقال «مازال يحتاج إلى المزيد من التأقلم والانسجام».
وعن الخلل الدفاعي الذي أصاب فريقه بعد الصمود في الجولتين السابقتين أكد غارسيا أن استقبال شباكه 3 أهداف في ثلاث مباريات ليس بالشيء المخيف، في حين سجلنا 8 أهداف، وهو معدل جيد بكل المقاييس.
أرسل تعليقك