بقلم : عبد القادر مصطفى عبد القادر
بعد ما يربو على 20 سنة في الوظيفة؛ أقدم لكم بعض خبرات السنين في تدريس مادة الحاسب الآلي؛ علها تكون شافية لما أصاب النفوس من ألم والقلب من حزن على خروج المادة من المجموع بالمرحلة الإعدادية؛ وقد كانت من قبل مادة نشاط في المرحلة الابتدائية ومادة نجاح ورسوب في الصفين الأول والثاني الثانوي ولا تضاف إلى المجموع ومادة نشاط بالصف الثالث الثانوي.
(1) الحاكم لهيبة المادة ليس كونها مادة مجموع من عدمه؛ ولكن الحاكم لهيبتها شخصيتك كمربي ومُعلم وملهم لطلابك؛ من خلال علمك وثقافتك ومقدرتك على الوصول إلى عقولهم ووجدانهم؛ مستخدمًا في ذلك التعلم الخفي؛ الذي تنقل به إلى الطالب سمتك وإيماءاتك و إشاراتك وذكاؤك في التعامل المواقف الطارئة وهندامك ..إلخ.. الطالب لا يأخذ منك مادة تدريسية فقط؛ ولكن يأخذ منك ثقافة وخلقًا ووعيًا وخبرات.
(2) جهز درسك جيدًا واملأ به تفاصيل الفترة دون أن تكون مملًا؛ والتقط الوقت الذي تشعر فيه بشرود طلابك عنك بإثارة انتباههم بسؤال أو طرفة أو سكوت بابتسامة؛ ولا تقل لهم لماذا شردتم؛ ولكن أخرجهم من الشرود إليك بلباقة.
(3) انقل إليهم بإخلاص كم أن مادة الحاسب الآلي هامة لهم في حياتهم المستقبلية والعملية؛ وأن ذلك لا يرتبط بكونها مادة مجموع من عدمه؛ فكثير من مواد المجموع لا وجود لها في الواقع العملي بعد التخرج؛ وأذكر لهم نماذج ممن برعوا في برمجة الحاسبات الآلية وصاروا بذلك من أنجح وأثرى رجال العالم.
(4) تحمَّل محاولات طالبك للعب على جهاز كمبيوتر واترك له متنفسًا ليعبر عنه نفسه ليتعلق بالحصة كما يتعلق بحصة التربية الرياضية؛ فكثير من الطلاب ليس لديهم حواسب؛ وإن كان لديهم لا يُمكنون من استعمالها في البيوت خاصة أيام الدراسة.
(5) استقبل أسئلة طالبك وشغفه بالخيال العملي برحابة صدر؛ وشاركه الفكرة ولو كانت غير منطقية؛ ثم ادفعه نحو البحث الإلكتروني؛ وقيم بحثه ودعم نقاط الإيجابية فيه؛ والتقط من خلاله ميوله في مجالات الحاسب.
(6) حتى يلتزم طالبك بحضور الحصة في موعدها و بإحضار الكتاب الإلكتروني طباعة وبكشكول الحصة يجب أن تكون في انتظاره على باب المعمل ويجب أن يكون معك الكتاب ودفتر التحضير ودفتر المكتب وكراسة كتابة الملاحظات عن طلابك.
(7) ليكن معك ما تشجع به طالبك المتميز أثناء الحصة ولو كان شيئًا بسيطًا لتشجع الآخرين على الاقتداء به.
(8) صاحب طالبك خارج الفصل؛ وكن ناصحًا له؛ وداعمًا لتميزه في المجالات الأخرى؛ ومدافعًا عنه إن وجدت عليه قسوة وتحاملًا من أي طرف؛ واجذبه إليك بالرفق والرحمة؛ وادفعه إلى محبتك واحترامك بلا قسوة.
(9) بادر بالسؤال عنه متى غاب؛ وأسأله عن الأسباب؛ وحاول أن تجد حلولًا لمشكلاته متى وثق فيك وحكى لك واطمئن إليك.
(10) لتكن العقوبة على قدر المخالفة بلا تهوين ولا تهويل ولا تصعد مشكلات طالبك الصغيرة إلى إدارة المدرسة؛ فذلك يفسر له ضعفك في استيعابه والسيطرة عليه.
(11) التمس أجرك الحقيقي من الله؛ فإنك في مهمة الرسل الذين قالوا لأقوامهم بلغة المقال والحال (إن أجري إلا على الله).