بقلم : احمد المالكي
لماذا يتم القبض علي الصحافيين هذه الأيام؟ وهل هذا القبض بقصد أو بدون قصد؟ ولماذا الصدام بين الصحافه والجهات الأمنية؟ وهل الصحافه تضر بالدولة لدرجة أنها أصبحت خطر علي الدولة؟
هذه الأسئلة وغيرها تدور في أذهان الصحفيين والعاملين في مهنة الصحافه وأيضًا المواطنين المهتمين بحرية الرأي والتعبير وبالطبع لا أحد ينكر أن هناك أزمه حاليا بين الصحافه والدولة بسبب القبض علي الصحافيين واستهدافهم من قوات الأمن اثناء قيام الصحافي بتغطية المظاهرات؛ وهذا ما حدث بداية من يوم السبت الماضي الي الاثنين الماضي 25 ابريل/نيسان بالاضافه الي واقعة اقتحام نقابة الصحافيين والاعتداء علي بعض الصحافيين الموجودين داخل النقابه وقيام امين شرطه بالرقص علي سلالم النقابه مما أغضب اعضاء النقابه ومجلس نقابة الصحفيين الذي أصدر بيان يعبر فيه عن غضبه وإعلانه التقدم ببلاغ إلى النائب العام ضد وزير الداخلية ومدير أمن القاهرة بسبب هذه الأحداث.
وبالطبع هذا لا يرضي أحدًا وأعتقد أنه أيضا لن يرضي الرئيس عبدالفتاح السيسي هذه الأفعال التي تضر بسمعة الرئيس وسمعة النظام والرئيس لن يرضي أن يتهم باْنه يقمع الحريات الصحفيه في مصر في عهده ولذلك يجب علي الرئيس أن يطالب الجهات المختصه بتقصي الحقائق حول ماحدث الاثنين الماضي سواء القبض علي صحافيين اثناء تاْدية عملهم أو الاعتداء علي صحافيين داخل النقابه والرقص على سلالم النقابه ومعاقبة كل من تورط في ذلك لأنه أساء إلى الرئيس وأساء أيضا إلى حرية الصحافه في مصر بالقبض علي صحافيين أو منع صحافيين من الوصول إلى نقابتهم أو محاصرة صحافيين داخل النقابه والاعتداء عليهم بالضرب.
وهناك مبادئ عامه لحرية الصحافة:
1- حرية الصحافة من حرية الوطن والتزام الصحافيين بالدفاع عن حرية الصحافة واستقلالها عن كل مصادر الوصاية والرقابة والتوجيه والاحتواء واجب وطني ومهني مقدس.
2- الحرية أساس المسؤولية، والصحافة الحرة جديرة وحدها بحمل مسؤولية الكلمه وعبأ توجيه الرأي العام علي أسس حقيقية.
3- حق المواطن في المعرفه هو جوهر العمل الصحافي وغايته؛ وهو ما يستوجب ضمان التدفق الحر للمعلومات وتمكين الصحافيين من الحصول عليها من مصادرها واسقاط اي قيود تحول دون التعليق عليها أو نشرها.
4- نقابة الصحافيين هي الإطار الشرعي الذي تتوحد فيه جهود الصحافيين دفاعًا عن المهنة وحقوقها.
هذه مبادئ عامه لحرية الصحافة والتي تحدثت على أن حرية الصحافة من حرية الوطن وهذا صحيح والصحافي ملتزم بالدفاع عن حرية الصحافة وحرية الراي والتعبير
ايضا من هذه المبادئ نقابة الصحفيين هي الاطار الشرعي الذي تتوحد فيه جهود الصحفيين دفاعا عن المهنه وحقوقها
لذلك عندما يتم الاعتداء علي نقابة الصحافيين رمز حرية الصحافة وحرية التعبير وهي المنوطه بالدفاع عن ذلك فهذا شيء سيء ولابد من معاقبة كل من تورط بذلك، وأيضًا هناك حقوق ومبادئ أخرى يجب أن تعرفها الدوله ويعرفها كل من يفكر بالاعتداء علي صحافي أو حرية الصحافة وهي
أ-لا يجوز أن يكون الراي الذي يصدر عن الصحافي أو المعلومات الصحيحة التي ينشرها سببًا للمساس باْمنه.
ب- لا يجوز إجبار الصحافي على إفشاء مصادر معلوماته.
ج- لا يجوز تهديد الصحافي أو ابتزازه باْي طريقه في سبيل نشر ما يتعارض مع ضميره المهني.
د- عدم التسامح في جريمة اهانة صحافي أو الاعتداء عليه بسبب عمله باعتبارها عدوان علي حرية الصحافة وحق المواطن في المعرفه.
ه- ضمان امن الصحافي وتوفير الحمايه اللازمة له أثناء قيامه بعمله في موقع الاحداث والحروب ومناطق الكوارث.
هذه المبادئ ليس انا من وضعها هذه موجوده في ميثاق الشرف الصحفي الذي وافق عليه المجلس الاعلي للصحافه عام 1998م وهذه المبادئ موجوده أيضا في قانون تنظيم الصحافه رقم 96لعام 1996م وسوف تكون موجوده في اي قانون وحرية الصحافه مكفوله في الدستور لكن للاسف هناك من يظن أن الصحفي فريسه سهله يمكن الاعتداء عليه أو القبض عليه حتي أثناء أداء عمله.
ولا أعرف هل إلى هذا الحد أصبح الصحافي وحرية الصحافة خطر على الدولة، رغم ان الرئيس عبدالفتاح السيسي يصطحب في جولاته صحافيين وشباب الصحافيين فلماذا يتم القبض عليهم أثناء أداء عملهم الميداني أو منعهم من الوصول إلى نقابتهم لأداء عملهم، هل هناك إزدواجيه في المعايير بين اصطحاب الرئيس للصحافيين واللقاء بهم وبين قيام قوات الأمن بالقبض عليهم واستهدافهم أثناء تغطية المظاهرات؟
بصراحه الإجابه عند الدولة وليس عند الطرف الذي يتم الاعتداء عليه والدولة هي الطرف الأقوى في المعادله وهي التي تستطيع أن تحد من ذلك لأنه يسئ إليها ويسيء إلى سمعة مصر في الخارج عندما يقال إن حرية الصحافة في مصر في تراجع بسبب القبض علي الصحافيين.
وأيضا يجب علي الدوله ان تعلم ان الصحافة ليست خطرا عليها هي تساعدها علي كشف الحقائق وكشف الفساد ونقل معاناة ومشاكل الناس إلى القائمين على إدارة الدولة.
الصحافة هي رسالة والصحافي يعمل عند الناس لذلك يسعى الصحافي وراء الحقيقه حتى لو كان ذلك علي حساب حياته.
الصحافة التي تنقل المظاهرات المعارضة للنظام الحالي أو لقرارت النظام هي أيضا الصحافة التي عارضت جماعة الإخوان ووقفت في وجه هذه الجماعة الإرهابية وتم الاعتداء عليها واستهدافها من الإخوان والجماعات الإرهابية ودفع أبناء مهنة الصحافة الثمن وخير دليل علي ذلك الشهيد الحسيني أبوضيف والشهيده مياده اشرف وغيرهم من الشهداء، وهي أيضا الصحافه التي تنقل معارك الأمن مع الإرهابيين في سيناء وهي التي تقوم بتغطية جنازات الشهداء من رجال الشرطه والجيش وتطالب الدوله طوال الوقت بالاهتمام باْهالي هؤلاء الشهداء.
لذلك سوف يكون عار علي كل من يري ان الصحافة خطر على الدولة وعليه أن يراجع نفسه ويعرف أن الصحافة رسالتها اهم من معاداة الدولة بل هي من اجل وجود دوله قويه ودولة مؤسسات.
ونطالب الدوله بالافراج عن أي صحافي تم القبض عليه أثناء أداء عمله وأيضًا يجب أن يكون هناك تواصل بين الدولة والصحافة من أجل توضيح الحقائق وتوفير المعلومات للصحافي حتى لا تترك مجالا لأي اجتهادات شخصيه اواي شائعات تنشر، وتذكروا دائمًا أنه لن توجد دولة قوية ودولة مؤسسات إذا لم يكون هناك حرية صحافة وحرية رأي وتعبير.