محمد فتحي
مع انقضاء عام 2013 بكل ما فيه من أحداث سياسية واقتصادية أحدثت الكثير من التغيير في العالم العربي بعد سقوط العديد من الأنظمة العربية بمخطط أمريكي صهيوني خسر فيها العرب سياسيا واقتصاديا وأخلاقيا,وأخذت وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة تتحدث عن الجوانب الايجابية والسلبية للحصاد السياسي والاقتصادي ونسي الجميع وتناسي ما حل علي عالمنا العربي من انفلات أخلاقي ,فكانت البداية مع المظاهرات النسائية التي أعطت نموذج سيء للمرأة المصرية فكان التجاوز اللفظي الغير مسبوق هو القاسم المشترك للعديد من المظاهرات ناهيك عن التحرش الجنسي فكان عام 2013 هو الأسوأ أخلاقيا فتجرع الشعب المصري كأس مرير من الكلام الخارج التي وصل إلي حد غير مسبوق ,وارتفع معدل التحرش الجنسي ضد الأطفال والنساء ومضي الشعب إلي هاوية فقدان الأخلاق, وهناك أحداث تشهد علي كلامي منها ما أبرزته وسائل الإعلام ومنها ما خفي خوفا من الافتضاح فأصبح الشارع المصري الذي كان يتميز بالأخلاق منفلت أخلاقيا .
ولعل ابرز الأحداث التي أفردت لها وسائل الإعلام مساحات كبيرة واقعة التحرش الجماعي بفتاة في ميدان التحرير "ميدان الثورة " , وكذلك حادث مقتل الطفلة بورسعيد "زينة "بعد اغتصابها.
الضحية الأولى هي فتاة لم تكمل عقدها الثالث وتعرضت لاعتداء جنسي جماعي بطريقة غيرأدمية أثناء مشاركتها في مليونة "الإعلان الدستوري" الذي أصدره الرئيس المعزول محمد مرسي، أثناء إطلاق الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة وقعت الفتاة على الأرض، وتم سحلها من المتظاهرين وتحركوا بها إلى شارع محمد محمود، ومزقوا ملابسها بالأسلحة البيضاء ولولا تدخل أهالي منطقة عابدين بوسط العاصمة القاهرة ربما كان مصيرها الموت .
والحالة الأكثر قسوة هي طفلة بورسعيد "زينة ريحان" التي احتفلت بعيد ميلادها الخامس ودخلت القبر في اليوم الأول من عامها السادس، إذ اختفت لساعات طويلة فبحثت عنها أسرتها، تبين بعد ذلك مقتله على يد وحشين تجسدا لها فى صورة بشر، بعد اغتصابها ، وتم إلقاء جسدها الملائكى من فوق سطح العمارة وهي جريمة هزت قلوب وعقول الشعب المصري .
تلك هي ابرز اللقطات المأساوية التي غابت فيها أخلاق وعقول المصريين الذي طالما تحدث عنها الناس ونسي الجميع وتناسي قول شاعرنا الكبير أمير الشعراء احمد شوقي
وإنما الأُممُ الأخلاقُ ما بقيت ..... فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا
ولذلك أعود واسأل نفسي لماذا انحدرت أخلاقنا وأين يكمن الخلل هل تغيرت جنيات المصريين الوراثية أم أن العوامل السياسية والتلاسن الإعلامي خلق لدينا جينات جديدة كلها ضد الأخلاق.