بقلم : الكتورة سعاد غيث
يشيع بين الآباء استخدام نوع من الإساءات النفسية الخفية، كشك لمن أشكال سوء معاملة أطفالهم، عن جهل وقلة معرفتهم بطبيعة أبنائهم من الأطفال واليافعين. وقد يمارسونها بعدة أشكال وصور قد يصعب حصرها جميعاً، نظراً لتنوع معتقدات الآباء، وأنظمة الأسر التي يعيشون فيها، والتي عاشوا فيها وهم صغاراً.
ولأن مثل هذه الممارسات من سوء المعاملة لا تترك آثاراً وجروحاً على أبدان الأبناء، فقد لا يتم إدراك حجم آثارها السلبية على نمو الأطفال واليافعين من ناحية نفسية وانفعالية، ولذا قد يمكن أن نطبق عليها أنها "جروح خفية"؛ فتهديد الطفل بالتخلي عنه، أو هجره، أو تركه، أو حتى التوقف عن حبه، لسوكٍ خاطئ قام به، يمكن أن يؤثر على أمنه النفسي، ووهي حاجة مهمة يلبيها عادة الأبوان للطفل خلال نموه، وخاصة في المراحل النمائية المبكرة، والشعور بالأمن النفسي مسألة وجودية عالية الأهمية، تسهم في تسهيل استكشاف الطفل لذاته والعالم من حوله.
ومن الأمثلة على هذه الممارسات ما يشيع بين الآباء من مقارنة ابنهم بغيره من أشقائه، أو أقاربه أو أيّ من أترابه، مطالبينه أن يكون مثلهم، وهم بذلك يتجاهلون الفروق الفردية بين البشر، وتفرد كل إنسان عن غيره، إضافة إلى إثارة مشاعر سلبية ليهم حول ذواتهم، والأشخاص الذين تمت مقارنتهم بهم،
إن كنا نؤمن بأن للطفل قيمة إنسانية وكرامة موضع اعتبار وتقدير، فأنّ علينا كآباء أن نتوقف عن مثل هذه الممارسات المؤذية