ميليسا
ربما يعتبر البعض ان الجمال هو المفتاح الوحيد و الاكيد لابواب الاضواء في العديد من المجالات التي يتم التداول بها في الاوساط الحياتية العامة و يعتقد هؤلاء ان الفتاة في حال كانت تملك حسن المظهر و الجاذبية فهي ليست بحاجة لاي جهد لكي تصل الى الشهرة على اساس ان العصر الحالي يصب في خانة الشكل الخارجي اكثر من المضمون , وهي المسألة التي نصادفها يومياً هنا و هناك و ربما تثير غضبنا أحياناً نتيجة من يختبىء خلفها من نماذج بالكاد تستحق المرور امام الكاميرات , و انا هنا لا العب دور الحكم لاطلاق الاحكام على الاخرين و انما اريد ان اوضح نقطة مهمة و هي ان سياسة " كوني جميلة و اصمتي " لم تعد قائمة في عالمنا الحالي لان النجومية ليست للدمى و انما للشخصيات الفعالة القادرة على التواصل مع الناس و بالتالي تحقيق النجاحات التي بات من الصعب تحقيقها الا من خلال التعب و المتابعة و الاستمرارية .
واقول ايضاً ان الجمال لا يغني ولا يمثل ولا يكتب ولا يحقق الابداعات و من المتفرض ان يكون هناك خلفية ذاتية و ثقافية تعكس حجم معين و وفير من الموهبة اضافة الى الطاقة التي يجب ان يتحلى بها المرء كي يكون مؤهلاً للخروج الى الناس من اجل التعبير عن نفسه , وارى ان من لا يدوم تحت الاضواء لاكثر من عام قد حاول و فشل نتيجة نقص في ادوات التعبير عن الذات او للتمسك بقناعات لا تنتمي الى الواقع بأي صلة , و انا بفضل الله املك الشكل لكنني في نفس الوقت لدي الموهبة و الصوت و الاحساس و الطاقة و القدرة على التجدد وهي نواح اهلتني ان استمر والا لكنت كما كثر مجرد تجربة عادت الى حيث ما اتت .
ولاشك اننا نعيش عصر الصوت و الصورة لكن الاعتماد الكلي على الصورة خاطىء لان من المفترض ان يكون لدى المرء موهبة و ليس ملامح ممكن ان تتغير مع عوامل السنوات و الايام و بالتالي الناس سوف يهتمون بالاصوات لا الاشكال .