عهد البنوك الإسلامية قد حان في المغرب

عهد البنوك الإسلامية قد حان في المغرب

عهد البنوك الإسلامية قد حان في المغرب

 صوت الإمارات -

عهد البنوك الإسلامية قد حان في المغرب

أحمد علوة

  أكبر المتفائلين في المغرب لم يكن يعتقد أن الحكومة الجديدة الإسلامية في المغرب ستشرع في الإعداد لاستقبال البنوك الإسلامية في المملكة وعمرها لم يتجاوز بالكاد الستة أشهر، و"اللوبيات" التي كانت تضغط في اتجاه عرقلة هذا النوع من البنوك استسلمت أخيرًا وصار أمر البنوك الإسلامية ممكنا مع الانتهاء من مشروع قانون أعده بنك المغرب المركزي مع الوزارة الوصية على القطاع . بنك "البركة" البحريني وبنك "الاستثمار" الكويتي ثم بنك قطر الوطني وبنك فيصل الإسلامي السعودي كلها بنوك تتسابق للظفر بترخيص يسمح لها بدخول المغرب في الأمد القريب الذي قد لا يتعد أيلول/ سبتمبر المقبل، القانون الجديد الذي أصبح جاهزا تحت اسم "البنوك التشاركية والمنتجات البديلة " والذي سيحال على البرلمان المغربي قريبًا بعد المصادقة عليه من طرف الحكومة سيسمح للبنوك الإسلامية الأجنبية بالدخول عبر شراكات مع بنوك مغربية وليس الترخيص بفتح فروع لها في المغرب وهي ثورة بنكية جديدة دشنتها حكومة حزب العدالة والتنمية، حين عدلت من قانون البنوك في المملكة الذي كان بابه موصدا في وجه كل الحكومات المغربية المتعاقبة منذ استقلال المملكة عن الاستعمار الفرنسي.  ثورة بنكية حرب حزب العدالة والتنمية مع الجهات التي ظلت تهيمن على البنوك التقليدية ابتدأت قديمًا، حين كان هذا الحزب في المعارضة، فالحزب الإسلامي المغربي الذي كان قد تقدم بمقترح قانون لإنشاء مصارف ومؤسسات تمويل وفق مقتضيات الشريعة الإسلامية كان قد جوبه بحرب شرسة من طرف من اسماهم آنذاك بلوبي تقليدي يرفض العمل بمعايير الاقتصاد الإسلامي في البلاد ويستفيد من الوضع الحالي بهيمنته على ساحة الاقتصاد المغربي في ظل هيمنة البنوك "الربوية " فالجهات التي اتهمت بالوقوف سدا مانعا ضد البنوك الإسلامية لم تركن بدورها إلى الصمت آنذاك حيث انبرت العديد من الأقلام والمنابر الإعلامية للدفاع عن أطروحاتها التي كانت تسمي أيضا لوبيًا اخر إسلامي ينطلق من نظرة بدائية وغير صحيحة للإسلام والمتمثلة في تحريم الربا وتحريم تبادل الأموال عن طريق استعمال القروض بفائدة ، فأمر الاستغناء عن سعر الفائدة في الأسواق المالية غير ممكن حتى مع البنوك الإسلامية حسب جمال أزواوي المتخصص في المجال البنكي الذي يعتبر أن سعر الفائدة هو الدم الذي يروي عروق أي اقتصاد في أي مكان من العالم لافتا إلى إمكانية فشل ما يسمى بالبنوك الإسلامية ارتباطا بما هو تقني ومنها ما هو قانوني منها ماهو واقعي مرتبط أساسًا بالسوق المالي المغربي وخصوصية هذا السوق الذي يعرف نسبة استثمار أجنبي غربي كبيرة قد لا يشكل أمامها حجم الاستثمار العربي الشئ الكبير.  موانع التطبيق  مع حكومة إسلامية قوية في المغرب لم يعد الآن ممكنا الحديث عن موانع تنزيل قانون البنوك الإسلامية في البلد في المقابل لاحت في الأفق مخاوف من نوع اخر تتعلق بتطبيق نظام إسلامي مصرفي في بلد ظل عالة على موائد الفكر والنظريات السياسية الاقتصادية التي نبتت في بيئات غربية، غريبة عنه، ونقلت إلى بلده وفرضت عليه كرها كما يقول الباحث في الشأن الاقتصادي المالي عبد الكريم القلالي القلالي، الذي عدد أسباب كثيرة ستكون عائقا أمام انطلاق البنوك الإسلامية في المغرب، من بينها سيطرة أصحاب البنوك الربوية على مراكز القرار، و عدم وجود كوادر وأطر مصرفية مكونة تكوينًا شرعيًا بمقدورها الإشراف على هاته المؤسسات وإخراجها إلى حيز الوجود ناهيك يضيف الباحث في الشأن الاقتصادي المالي عن غياب خبراء في الساحة المغربية يمكن أن يحتذى بهم في هذا المجال وتتخذ تجربتهم كمثال يقتدى به.  مخاوف قد تصبح واقعية إذا ما استحضرنا عدم اهتمام الجامعات المغربية والمعاهد العليا المهتمة بالمجال الاقتصادي بمجال الصيرفة الشرعية وتخريج أطر يسعون لترجمة المؤسسات المالية الإسلامية على أرض الواقع، مخاوف وأخرى كثيرة لا يعيرها قادة حزب العدالة والتنمية الكثير من الاهتمام وهم ينتشون بانتصارهم السياسي على خصوم البنوك الإسلامية وعينهم على المكاسب الاقتصادية الكبرى التي ستجنيها البلاد من وراء ذلك.   

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عهد البنوك الإسلامية قد حان في المغرب عهد البنوك الإسلامية قد حان في المغرب



GMT 07:21 2024 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

الإصلاح الاقتصادي ..والطبقة المتوسطة

GMT 07:16 2024 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

التضخم …آفة مهلكة

GMT 07:10 2024 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

أزمة الطاقة وسيناريوهات المستقبل

GMT 07:08 2024 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

الدولار إلى أين في سباقه مع الجنيه المصري؟

GMT 07:05 2024 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

دور الاستثمار العقاري الخارجي في التنمية الاقتصادية

GMT 15:02 2019 الأربعاء ,08 أيار / مايو

التقشّف ضرورة وليس خياراً يبحث عن شعبية

GMT 23:14 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

خطة الحكومة في هيكلة قطاع الأعمال العام

GMT 20:59 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

تطوير مادة موجودة في لعاب السحالي للكشف عن أورام البنكرياس

GMT 20:58 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

شرطة نيويورك تبحث عن رجل أضاع خاتم الخطوبة

GMT 09:44 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد بن سعيد يدشن " فندق ألوفت دبي ساوث " فى الامارات

GMT 23:20 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

محمد الشامسي جاهز للمشاركة مع الإمارات أمام عمان

GMT 01:40 2016 الجمعة ,14 تشرين الأول / أكتوبر

حمود سلطان يطالب برحيل المدرب الاماراتي مهدي علي

GMT 10:48 2021 الإثنين ,06 أيلول / سبتمبر

الطاولات الجانبية في الديكور لتزيين غرفة الجلوس

GMT 19:49 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

سيفاس سبور يكتسح قيصري سبور برباعية في الدوري التركي

GMT 00:03 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحالف معظم الكواكب لدعمك ومساعدتك في هذا الشهر

GMT 08:50 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

شباب الأهلي يقهر عجمان بثلاثية في الدوري الإماراتي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates