الخطاب الشعري الأنثوي  بين تطور التقنية و جرأة الغواية
آخر تحديث 03:46:18 بتوقيت أبوظبي
الخميس 20 آذار / مارس 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

الخطاب الشعري الأنثوي : بين تطور التقنية و جرأة الغواية ..!

الخطاب الشعري الأنثوي : بين تطور التقنية و جرأة الغواية ..!

 صوت الإمارات -

الخطاب الشعري الأنثوي  بين تطور التقنية و جرأة الغواية

بقلم : سناء الحافي

بما أن القصيدة أنثى...و الكتابة صيغة تجسيدية و رمزية لها، فإن الطرح الأدبي في محتواه المعنوي بقلم المرأة سيرتكز حتما على خلجات الروح بحساسية امرأة... و عنفوان طفلة ..و حلم عاشقة ،بمعنى أن الهدف هو إيجاد حالة من التوازن قد تقيها مكائد الزمن، عبر استغلال وجودها الاضطراري في مجتمع شرقي بائس، مُحاولةً صياغة ذاتها الابداعية من جديد...وفق متطلبات الظرف و المكان...

أما عن تصنيف النص من ناحية الجنس الأدبي ، بين شعر نسائي و آخر ذكوري فباعتقادي المطلق أن الشعر لا يؤنّث و لا يذكّر ....لتبقى المقارنة فقط تعتمد على الآليات و اللغة التي يستخدمها كل واحد منهما في نتاجه الخاص ،حيث لا يجب تجاهل ما قدّمه الادب النسوي للساحة الأدبية العربية حاليا حيث سجل بصماته المميزة والجادة في المجال المعرفي بصورة عامة وثبت أقدامه بتركيز فعلي ومؤثر ...وظهرت كتابات جديرة بالاهتمام على صعيد الشعر والرواية أو في فن القصة القصيرة وجميعها تعالج قضايا المجتمع وما تمر به البلاد العربية من انتكاسات سياسية واقتصادية وحتى ما يخص قضايا المرأة واستطاعت بذلك ان تتبلور الفكرة القائلة ان ليس هناك فرقا واضحا بين أدب المرأة وأدب الرجل فهي تصب في مجرى واحد وهي هموم الانسان وأوجاعه وآلامه ... ولكن يبقى الادب النسوي بحاجة للدعم من قبل المجتمع والحكومات العربية والمؤسسات الادبية حتى نستطيع القول انه بلغ مبلغ ابداع الرجل بالكم والنوع ....

لكن تطور التقنية و انتشار مواقع التواصل الاجتماعي لم تساهم في تراجع روح الشعر بقدر ما فرضت أسماء على الساحة الأدبية لا تبث للشعر بصلة ، فأصبح استسهال النثر كقصيدة متجردة من القواعد البنيوية للقصيدة العمودية الحقّة من أولويات المستشعرين و المستشعرات ، لتأخد قالب التعبير المطلق دون ضوابط و التزام بمدركات الكتابة النثرية ...لكن هذا التطور و انعكاساته لا يعني عدم وجود اسماء نسائية استطاعت بلورة خطابها الأنثوي بتميز و أثبتت قدرتها على مواكبة الاحتفاء بالحداثة و تطور أساليبها ..هدفاً منها في التعبير عن خلجاتها و ولواعجها و

الانعتاق من طوق القيود و العادات و التقاليد البالية التي ظلت حبيسة توابيتها لعقود من الزمن ،اذ نلاحظ أن القصيدة النسائية اصبحت أكثر جرأة و حرية و عفوية ..و هذه التلقائية التي تتمتع بها الكتابة النسائية جعلت المتلقي أكثر انتماء للخطاب الأنثوي لما يحتويه من صدق و إحساس و أحيانا يصل الى جماليات الغواية... كما هو الحال حين نقارن بين شعر الشعراء الذي يتسم بالعفوية المطلقة و الاحساس الصادق بوجع الغربة و الحب و شعر العلماء الذي يرتكز على قوالب العروض و الخوف من النقد فقط ليفتقد بذلك صبغة التلقائية التي دائما تشد المتلقي الى الغوص في عمق النص و مدركاته..

مقابل ذلك، نشهد تراجعا ملحوظا ودراماتيكيا للنقد العربي في تناوله للقصيدة النسائية بدون تحيز أو رتوش ، فبدون حركة نقدية- ترصد وتفرز وتُقيّم- لا يمكن أن يعرف القراء طبيعة هذا التطور ومستواه وممثليه الحقيقيين، لذلك اختلط الحابل بالنابل، بحيث كثر الأدعياء والسطحيون وأصبحوا ينعقون، فخُيّلَ لهم أنهم يُغرّدون ويَشْدون في سماء الشعر و النثر ... فالتغيير القائم على مبدأ التأثر و التأثير سار بوتيرة عالية وباتجاهات متعددة أفرز حالات لم تكن بالحسبان وبالرغم من كل هذا و ذاك فالأدب النسائي مازال يحتاج الى وقت للتفاعل معه واستيعابه ومن ثم فإن المؤسسة الأدبية الذكورية يجب ان تمنح المرأة الحق في التعبير و الحضور و مواصلة رحلة ابداعها دون قمع لمنجزها الفكري و الأدبي ...

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخطاب الشعري الأنثوي  بين تطور التقنية و جرأة الغواية الخطاب الشعري الأنثوي  بين تطور التقنية و جرأة الغواية



GMT 21:41 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

أزمة الصمت

GMT 21:39 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

لا ترجعي...! :

GMT 23:22 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

تحديات تحولات الكتابة للطفل في العصر الرقمي

GMT 20:35 2023 الأحد ,22 كانون الثاني / يناير

مجانية الالقاب على جسر المجاملة أهدر قدسية الكلمة

GMT 02:34 2022 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

بيروت تتوالد من رمادها وتتزين بكُتابها.

GMT 00:53 2021 الأربعاء ,19 أيار / مايو

”أعطنى مسرحًا أُعطِكَ شعبًا مثقفًا”

GMT 20:38 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

صندوق أسرار الزمن المعتّق

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 00:23 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 18:32 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

تعرف على موضة أثاث الحدائق في موسم صيف 2020

GMT 15:55 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

نشاطات محفزة واوقات سعيدة

GMT 08:40 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

"باغاني" تقدم نسخة وحيدة من سيارتها "Zonda Aether"

GMT 19:35 2013 الإثنين ,29 تموز / يوليو

كتارا تحتضن معرض "من قرطبة إلى كوردوبا"

GMT 23:52 2016 الأحد ,10 إبريل / نيسان

كتاب الغناوي

GMT 15:03 2014 الأربعاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أبو جودة الفلسطيني يحصل على لقب ملك أكاديمية "ستار أكاديمي"

GMT 05:05 2016 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

عرض Dark Souls 3 يستعرض منطقة جديدة كليًا

GMT 03:35 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

«البيئة» تطلق برنامجاً لمراقبة البحر والساحل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates