ابن كثير والاضطراب النفسي في حقيقة مذهب الأندلسي

ابن كثير والاضطراب النفسي في حقيقة مذهب الأندلسي

ابن كثير والاضطراب النفسي في حقيقة مذهب الأندلسي

 صوت الإمارات -

ابن كثير والاضطراب النفسي في حقيقة مذهب الأندلسي

بقلم : أحمد الخالدي

الكتاب يُعرف من عنوانه مقولة تناقلت كثيرًا بين الأوساط العلمية والفكرية لكل المجتمعات الإسلامية، و كل حسب رؤيته لهذا القول، و لسنا هنا في باب التفصيل عن حقيقته، لكن ما يهمنا هو الحقائق و التوجهات التي ينطوي عليها وهي بمثابة عنوان فكري وأخلاقي لكل أفراد ألمجتمع فمثلاً الطبيب الماهر يعرف من خبرته الفائقة و كذلك بقية المهن و الحِرف الأخرى وهذا ما ينطبق تمامًا على ناقلي الروايات و الأحداث التي شهدها التأريخ، وعلى مر العصور فالراوي و الناقل للحديث يُعرف من خلال إطلاعه الواسع على مصادر الرواية و الحديث لأكثر من باحث ومدقق عند أصحاب الرسالة أو المبلغين لها إضافة إلى ذلك وهو الأهم وقبل كل شيء أن يتحلى الراوي بالصدق و الأمانة، وعدم الخيانة في نقل ما يسمعه و يراه من شواهد و حقائق تثبت صدق ما ينقله ويرويه، وهنا ندخل في صلب الموضوع فنحن قد أشرنا في عنوان مقالنا إلى أشهر و أبرز ناقل للحديث والروايات عند المسلمين والمعروف بابن كثير وهو غني عن التعريف ولا مجال للإسهاب في مكامن شخصيته لأننا بصدد مناقشة شبهة قد وقع فيها دلت على اضطراب نفسي و توهم ابن كثير في حقيقة الانحدار المذهبي لشهاب الدين الأندلسي صاحب كتاب العقد الفريد والمعروف أي الأندلسي بكثرة تردده على البلاط الأموي و مدى غلوه في المديح لهم و بشتى الأشكال حتى في أراجيزه و أشعاره التي لا ينكرها الداني و القاصي ومع كل تلك الحقائق الدامغة التي تثبت تسنن الأندلسي و حجم تعلقه بمذهب الأمويين و ابن كثير لم يعي حقيقته فوقع في شبهة عندما أعطى الصورة الخاطئة لحقيقة معتقد الأندلسي، فجعله في خانة التشيع و من الشيعة المغالين في أهل البيت (عليهم السلام ) متخذًا من ذم الأندلسي لبني أمية دليله على تشيع الأندلسي، والحقيقة خلاف ذلك فما عرف عن الأمويين من شغف للفحش والمجون جعلتهم موضع انتقاد لاذع و شديد و أيضًا فإن الأندلسي له أرجوزة تكشف حقيقة تسننه، فقد ذكر في إحداها الخلفاء الثلاثة ( رضوان الله تعالى عليهم ) وجعل معاوية رابعهم وهذا خلاف ما أجمعت عليه عامة المسلمين فلم يقر بخلافة الإمام علي ( عليه السلام ) و أبدله بمعاوية زورًا و بهتانًا في مخالفة صريحة للشرع والإجماع الإسلامي، وهذا ما أثبته المرجع الصرخي في محاضرته العاشرة من بحث ( السيستاني ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد ) و بتاريخ 2/9/2016 كاشفًا عن حقيقة مذهب الأندلسي و معللاً سبب الشبهة التي سقط فيها ابن كثير قائلاً : ((فأين أنت يا ابن كثير؟!! فأين عبد ربه الأندلسي يقول ويعلن تسنّنه ويصدح برأيه ومعتقده السنيّ بالخلافة والخلفاء والصحابة، بل أنّه صرح وأشعر بقصيدة (وقصد قصيدة وبمنظومة، وأشعر بقصيدة وأرجوزة أعلن فيها تسلسل الخلفاء فذكر الثلاثة؛ ذكر أبا بكر وعمر وعثمان، عنده شعر، عنده قصيدة، عنده أرجوزة) أعلن فيها تسلسل الخلفاء، فذكر الثلاثة وجعل معاوية رابعًا. (اعتبر معاوية من الخلفاء الراشدين، اعتبر معاوية في الترتيب الرابع، قدّم معاوية على علي وعلى كل الصحابة، جعله بعد عثمان) .
فصدق القول ( أن الكتاب يعرف من عنوانه) لما يلوح في أفقه بل كل ما يصدر عنه من مواقف، لا ما يخرج من لسانه وما ينطوي عليه من أقوال تخلو تمامًا من الإثباتات الفعلية الدامغة، وعلى هذا الأساس فلنقرأ التأريخ بتعقل و دراية تامة بعيدة عن القلب و العاطفة .

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ابن كثير والاضطراب النفسي في حقيقة مذهب الأندلسي ابن كثير والاضطراب النفسي في حقيقة مذهب الأندلسي



GMT 23:22 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

تحديات تحولات الكتابة للطفل في العصر الرقمي

GMT 20:35 2023 الأحد ,22 كانون الثاني / يناير

مجانية الالقاب على جسر المجاملة أهدر قدسية الكلمة

GMT 02:34 2022 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

بيروت تتوالد من رمادها وتتزين بكُتابها.

GMT 00:53 2021 الأربعاء ,19 أيار / مايو

”أعطنى مسرحًا أُعطِكَ شعبًا مثقفًا”

GMT 20:38 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

صندوق أسرار الزمن المعتّق

GMT 19:13 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 16:12 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

خليفة و بن راشد وبن زايد يهنئون رئيس بنما بذكرى الاستقلال

GMT 13:59 2015 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

تصاميم على شكل الماس لحقائب "إن إس باي نوف"

GMT 10:32 2016 الجمعة ,04 آذار/ مارس

لوني شتاءك بأجمل موديلات الأحذية الـ Pumps

GMT 01:32 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عيش الرفاهية في فنادق ومنتجعات الجميرا الفخمة

GMT 01:28 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

«بنتلي» تفوز بلقب الشركة الأكثر تقديرًا في بريطانيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates