بقلم: سنا السالم
رغم أن سحر السعادة بين إيدينا فإن البعض لا يتقن استخدامه فحسب بل أيضا يرفضه ويتفنن بالنكد، سحر السعادة بسيط جدا ومنه:
القيام بالمهام المطلوبة منك ولا مفر منها بمحبة وسكينة.. على سبيل المثال: لا بد أن تقومي بإعداد وجبة الطعام، فعوضا عن إعدادها بعصبية وتذمر ونكد فقومي بها بمحبة! عوضا عن التذمر عند التسوق لحاجات المنزل فقم بذلك بمحبة وسكينة.. فقط ما عليك إلا استبدال الفكرة: فعوضا عن "شايفيني خدامة طول نهار بخدم عليهم إلى الحمد الله رب العالمين الذي رزقني بعائلة أعتني بها وبطعام أتفنن به"، وعوضا عن "طالع عتال ونازل زبال إلى الحمد الله رب العالمين الذي رزقني عائلة أعتني بها ورزقني المال لألبي احتياجاتهم والصحة لأقوم بكل ذلك".
لا أدري لماذا البعض منا يتفنن بصناعة النكد عوضا عن أن يكون مصدرا للفرح والسعادة له ولغيره، مع الأسف فمن ينكد على نفسه أيضا ينكد على غيره ومن يسعد نفسه يسعد غيره.
أحسن الحوار مع نفسك فهو الأجمل أو الأسوأ الذي سيجعلك إما أبو نكد أو مصدر فرح! حوارك مع نفسك هو الجزء الأكبر الذي يتحكم بواقعك ويتحكم بسعادتك وراحة بالك.
لا تجعل من الحبة قبة فهذه لوحدها كفيلة أن تنكد عيشتك وعيشة من حولك! خذ الأمور ببساطة وتقبل المواقف والآخرين وكن مرنا! لا تشخصن الأمور وتظن أن الكون كله يحاكي مؤامرة حولك! اكتفِ من لعب دور الضحية وتحمل مسؤولية حياتك وكن مبادرا! فكر قبل ما تتحدث وتطلق سهام النكد والأذى!
ولتحدد في ما إذا كنت من صناع النكد العظماء فأنت:
قليل الابتسامة..
تعشق الانتقاد والعتاب..
قليل الثناء والمديح..
متسلط لا ترضى استعياب رأي الغير..
تحب التحكم بحياة الآخرين وتفاصليهم التي لا تؤثر عليك بشيء..
لا تعترف بالمعروف..
لا تعبر للآخرين عن تقديرك وامتنانك..
وأرجوك لا تبدأ بإسقاط هذه الصفات على غيرك الآن وكن صادقا فالجمل لا يرى حردبته كما يقال!
وإن كنت ممن يعانون من التعامل مع أبونكد.. فكان الله بعونك وخفف عنك.. تعلم كيف تحمي روحك منهم وتحافظ على سعادتك.. اختصرهم وانسحب من أي نقاش قد يؤذيك، وركز على ما هو جميل بهم من صفات أخرى قدر المستطاع.
في النهاية.. أنت الحارس الوحيد على أفكارك فمهما كان من حولك من إيجابيين وأنت لا ترغب بذلك فلن تتمكن من التعلم منهم، فحياتك من قرارك ومن اختياراتك وأنت الوحيد الذي تتحكم بالزاوية التي ترى منها الدنيا من حولك.. فأحسن القرار واختر الزاوية ورفقا بنفسك وبمن حولك.