حب متعب

حب متعب

حب متعب

 صوت الإمارات -

حب متعب

بقلم : سهير بشناق

لم تأت لتذهب لكنها تحمل شيئا ما في ثنايا نفسها يعيدها إلى الماضي بقايا مشاعر متناثرة بين محطات العمر ولحظاته الجميلة وذكرياته وبين كرامة لا تعلم يوما كيف تتنازل عنها لأجل الحب والإبقاء عليه.

امرأة لا تملك خيارات كثيرة بحياتها بعد أن استنزفتها الأيام لا هي قادرة على الإبقاء على من تحب بحياتها ولا قادرة على الاستمرار بقصة تجرحها .

ليست امرأه كباقي النساء العاشقات أو العاقلات اللواتي يتنازلن عن أشياء كثيرة بحياتهن لتستمر الحياة ولكي لا يفقدن من يوفر لهن الأمان.

ليست امرأة تساوم على كرامتها لأجل الحب لأنها تؤمن بان الحب ليس لحظات إنما هو عمر ومواقف وأسلوب نعيشه مع من نحب نحافظ به على كرامتهم قبل مشاعرهم ....

لم تتعلم بحياتها أن تتنازل كثيرا عن ذاتها ووجودها ونظرتها لنفسها لكي تحتفظ بمن تحب

فماذا سيمنحها الحب أن لم تره بمكانة كبيرة ارقى بكثير من التجريح وتكسير النفس وحرمانها من أن تشعر بوجودها كإنسانه قبل أن تكون امرأة .

راهنت على ما بينهما كثيرا ورهان المرأة على الرجل الذي تحب يكون اصدق لأنها ترى به حب العمر وأيامه ولحظاته لكنها لا تمتلك القدرة على التنازل مرات ومرات عن كرامتها التي تتجرح باسم الحب كي تعيش معه.

قبل أن يرحل والدها عن الحياة وعندما أخبرته بانها تحب وبانها لن ترضى برجل يشاركها أيامها سواه نظر إليها بنظرة لم تفهم معناها إلا اليوم وقال لها : هو يحبك كرجل لكنه لن يعاملك كامرأة اعتادت أن تحيا بكرامة لا تهان ولا تتجرح .

واكمل حديثه : الحب أن لم يترافق عند الرجل مع الاحترام الذي يقف بينه وبين غضبه لن يكون قادرا على منحك ما تريدين... لن تكتفي بالحب وحده لأنك لم تعيشي يوما ما قبله دون قيمتك كإنسانه... دون أن تفقدي احترامك لذاتك قبل كل شيء ... لا تدعيه يسلبك نظرتك لذاتك باسم الحب .. فالحب ضعف .... يشدنا دوما للانهزام أمام من نحب لنعيش غير سعداء لأننا نبحث عن قيمنا الضائعة بنفوس من نحب .

وهي اليوم تائهة بين حبها وبين ضعفها بين حاجتها له وبين ذكريات تؤلمها لكل ما كان جميلا بينهما وبين إدراكها بان التنازل عن كرامتها لأجله ولأجل كل ما كان بينهما لن يسعدها سيبقيها تعيش في مساحة من الحزن الداخلي لأنها ليست هي .. ليست كما تريد.

أي حياة تنتظرها واي وجع مجبرة هي أن تتعايش معه لتعيش كما تريد امرأة عاشقة تحيا بجانب من تحب وتمتلك كرامتها...

لم تأت له لكنها لم ترحل عنه مسكونة هي به ومسكونة بكيانها ونظرتها لذاتها لتحقق بأيامها ما آمنت به دوما حقيقة لا تتنازل عنها «الحب مشاعر والكرامة حياة» ....

إليك.... في عيدك....

حلمت بملامح وجهك... كثيرا.... عشت معك اجمل الأيام كانت حركاتك وأنت بداخلي تنقلني لعالم أخر لا يعيشه إلا أنا وأنت.

كم من المرات حادثتك وأنت بداخلي... كم من المرات تخيلت أيامك المقبلة  وانتظرت اللحظة التي أضمك بها فتعيد لي رائحتك اجمل ما يمكن أن يمر بحياة المرأة واصدقها لحظات.

كم من المرات آلمتني وتحملت ذاك الوجع الجميل المترافق مع الانتظار لرؤيتك والشعور بك بين ثنايا القلب والوجدان.

عندما رايتك للمرة الأولى تعيش مستقلا عني بعدما شاركتني رحلة من الأيام والشهور لم اشعر بحياتي بالفرح يتغلغل إلى ذاتي كتلك اللحظات... هي لحظات تساوي لي العمر والحياة بما رحبت

.. جزء أنت من ذاتي قطعة من القلب حب لا يضاهيه حب... يمنحني في كل لحظة معنى الوجود والقدرة على الاستمرار.

تكبر يوما بعد يوم وعاما بعد عام لم تعد طفلا يقضي أيامه بين ذراعي ... في كل عام اشعل شموع العيد لك أنيرها من أيامي وحياتي .

في كل عام تضيء شمعة جديدة بأيام عمرك احمل لك أمامها دعواتي وصلواتي بان تبقى سنوات عمرك جميلة محملة بالخير والرضا لأنك جمال الروح ورونق الحياة وعبيرها الذي استنشقه وأنت بجانبي .

لست ابني فقط أنت نبض القلب والروح ،المساحة من الحياة التي اجد بها الفرح مستوطنا بها.

اليوم وأنت تضيء شموع العيد تضيء بقلبي نورا بحجم العمر كله ... تمنحني القدرة على البقاء والاستمرار وانا أراك تكبر عاما بعد عام وتكبر بداخلي الأمنيات الجميلة لك.

إيه الغالي القريب من القلب والروح ما زلت أدعو لك .

ما زلت لأجلك أرى بالأيام الفرح... لأجلك تصبح الحياة محملة بالمعاني أعيشها بك ولك .

في عيدك تزهو أيامي وتنير بقلبي مساحات من الحب والفرح الاتي من مكان تكون أنت به..

لن تدرك يا صغيري قيمتك بثنايا الروح... لن تعلم كم تعيش بالوجدان والقلب، لكنك الأغلى والأجمل والأنقى... ذاك الحب النابض يوما بعد يوم الذي يربطني بالحياة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حب متعب حب متعب



GMT 15:14 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هذا ما أراده سلطان

GMT 03:05 2018 الجمعة ,20 إبريل / نيسان

​عبدالرحمن الأبنودي شاعر الغلابة

GMT 00:55 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

الموت كتكتيك أيدولوجيّ

GMT 19:58 2018 السبت ,03 آذار/ مارس

تغريدة آذار

GMT 20:10 2018 الأحد ,04 شباط / فبراير

فلسفة الموت

GMT 20:41 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الإمارات تدين عملية الدهس التي وقعت في سوق بألمانيا
 صوت الإمارات - الإمارات تدين عملية الدهس التي وقعت في سوق بألمانيا

GMT 20:34 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد
 صوت الإمارات - ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:01 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السجائر في الإمارات بعد تطبيق الضريبة الانتقائية

GMT 12:14 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الثور الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 07:44 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

تامر حسني يعلن موعد عرض فيلم "الفلوس"

GMT 12:06 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

دندن يبحث سبل تعزيز التعاون مع جمعية الشارقة الخيرية

GMT 16:46 2016 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

تخفيض دائم على سعر جوال "OnePlus 2" إلى 349 دولار

GMT 08:23 2016 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

توزيع جوائز القصة القصيرة بالتعاون مع مؤسسة "بتانة" الثقافية

GMT 11:42 2015 الخميس ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

المصممون يضعوا لمسة "الأهداب" الأنيقة لأحذية الرقبة

GMT 23:56 2015 السبت ,11 تموز / يوليو

الأمطار تغرق المناطق المنخفضة في روالبندي

GMT 07:31 2013 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

"THQ" تُقرر عدم إصدار لعبة "Avengers"

GMT 09:19 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

واريورز ينتصر على دالاس مافريكس في دوري السلة الأميركي

GMT 08:25 2015 السبت ,14 شباط / فبراير

ظهور ضوء مبهر وصوت هائل في سماء نيوزيلندا

GMT 10:51 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أمل رزق تستعد للمشاركة في مسلسل "للحب فرصة أخيرة"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates