قف نقطة تفتيش

قف.. نقطة تفتيش

قف.. نقطة تفتيش

 صوت الإمارات -

قف نقطة تفتيش

بقلم : حسن البصري

وقف طابور المشجعين الذين كانوا يهمون بدخول ملعب مراكش الكبير، تعالت صيحات الاحتجاج مطالبة بالحد الأدنى من الانسيابية، قبل أن يتبين للجميع سر "البلوكاج" اللاإرادي، أمام نقطة التفتيش المكونة من حراس أمن خصوصيين أشداء على المناصرين، رحماء بينهم.

فقد عثر أحد المراقبين على قنينة عطر في حقيبة أحد المشجعين، وتبيّن أن صديقه يتأبط شرا حقيقيا حين وجدت معه صورة كبيرة لمحسن فكري، بائع السمك الذي مات في شاحنة شفط النفايات الصلبة.

فكان لابد من استنطاق المشتبه فيه وإحالته على شرطة الآداب بتهمة حيازة صورة مثيرة للفتنة، لكن الفتى أطلق ساقيه للريح وهو يراوغ حارسا لا تطاوعه لياقته البدنية للقبض على الهارب من نقطة تفتيش.

بدت على وجوه القائمين على نقاط التفتيش تقاسيم صارمة، وكان ضباط الأمن برتبة ثقيلة، يتفقد بين الفينة والأخرى سير العمل، وبين الفينة والأخرى يردد لازمة "يالله تحرك"، قبل أن يطالب الجميع بالتوقف للتأكد من السن الحقيقي لشاب عليه أعراض القاصر متهم باقتحام ملعب مخصص للراشدين.

يسأل شاب، تظهر على شعره تسريحة الاغتراب، الضابط عن القانون الذي يمنع القاصر من حقه المكتسب في تشجيع المنتخب المغربي، وعن المشرع الذي يحرم الطفل والقاصر من السفر إلى الملاعب إلا مع محرم، مما يتعارض مع روح اتفاقية حقوق الطفل، فيكون الرد "كتابيا" بتخطيط خدوش على جسد ملفوف في شعار فريق أجنبي يدين له بالولاء.

عليك عزيزي المتفرج أن تقرأ دعاء السفر وأنت تتوجه إلى الملاعب، وأن تحافظ على تركيزك كلما بدأت أمسيتك بوقفة أمام مفتش يستظهر أمامك بسرعة لائحة الممنوعات كأنه نادل يسرد على زبون ما يتوفر من مشروبات، ادع ربك أن يمتعك بصبر أيوب ويثبتك عند السؤال ويعينك على تجاوز نقطة التفتيش التي تعيش وأنت تعبرها أول امتحان.

في ظل الاختناق المروري في المعبر الالكتروني، يسمح لمجموعة من الشيخات بالدخول دون الحاجة إلى تفتيش أو إلى ترخيص بالعبور، قيل إن الفرقة الغنائية الشعبية مدعوة لتنشيط افتتاح المباراة من المدرجات، وتبين أن وجودهن يهدد وجود فصائل "الالتراس"، مادام المنظمون يصرون على أن يكون للشيخات مكان قار في "فيراج" المدرجات ويعلنون ميلاد "كابو" من درجة شيخ.

مرت الفرق الغنائية الشعبية دون الخضوع للتفتيش الروتيني رغم أن أغلب الشيخات طوقن أجسادهن بأحزمة ناسفة للمشاعر طبعا، وحين تجاوزن البوابة الالكترونية عاد المحقق هولمز إلى عادته القديمة، منتشيا بسلطته المؤقتة، يمنع دخول اللافتات والشعارات وغيرها من الممنوعات، وكأن المتفرج داخل لقداس ديني. وكلما زاد الطابور طولا تحرك الضابط نحو الباب يستطلع سر الاختناق أمام نقطة التفتيش، وحين يتبين له أن المتفرج وافد جديد من ملاعب بلدية لا تخضع زوارها للتفتيش يلتمس له العذر تارة ويتهمه بالاستهبال تارة أخرى. تخال نفسك في معبر حدودي مستهدف من طرف إرهابيين، وتتوقع مداهمة المكان من سيارة مفخخة يقودها انتحاري، فيتملكك رعب التفتيش.

أمام كل نقطة مراقبة أكوام من المحجوزات، مأكولات ومياه معدنية ومشروبات غازية وقنينات عطر ومواد حادة ولافتات وطبول وبقايا قنب هندي وغيرها من المواد المصادرة، لكن لا أحد يعرف مصيرها حين يكون الجمهور منشغلا بالهتاف للوطن.

قيل والعهدة على القائل إن إدارة الملعب تحرص على التعامل القانوني مع المحجوزات فتعيد بيعها وفق سمسرة عمومية فيعود ريعها لصيانة نقط التفتيش، وفي رواية أخرى فإن المواد المصادرة توزع كغنائم حرب على المراقبين، بينما يقسم مستخدم صغير في الملعب الكبير، على أن المواد المصادرة تحول إلى خيرية يمنع أيتامها من الاقتراب من الملاعب كأنهم كائنات مفخخة.
 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قف نقطة تفتيش قف نقطة تفتيش



GMT 22:41 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

فريق لكل وزير

GMT 00:48 2018 الأحد ,30 أيلول / سبتمبر

ملاعب منسية

GMT 01:28 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

على مسؤوليتي فتاوى على سبيل الاستئناس

GMT 18:47 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

على مسؤوليتي المفتش كرومبو

GMT 14:03 2017 الخميس ,26 تشرين الأول / أكتوبر

حالة تسلل

GMT 11:31 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 20:33 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 21:36 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 17:50 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 16:17 2018 الأربعاء ,02 أيار / مايو

خطوات تنظيف "خشب المطبخ" من الدهونوالأتربة

GMT 15:54 2015 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

أفضل 4 ألوان يمكن أن ترتديها في مكان العمل

GMT 14:13 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

وفاة البطل محمد سعد بعد تمثيل مصر في المسابقات الدولية

GMT 08:00 2012 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

وثائق ويكيليكس وأسرار الربيع العربي

GMT 16:20 2014 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"أبوظبي للسياحة" تطلق معرض "أبعاد مضيئة"

GMT 13:20 2015 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هطولا للأمطار الرعدية فى السعودية الجمعة

GMT 18:49 2016 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

لوحات ضوئية عكست حالات إنسانية ووجدانية في معرض أبو رمانة

GMT 01:53 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

Falcon Films تقدم فيلم "بالغلط" من بطولة زياد برجي

GMT 14:42 2017 الجمعة ,13 كانون الثاني / يناير

تشيلسي كلينتون تتألق في معطف أنيق باللون الأسود

GMT 00:17 2022 الخميس ,15 أيلول / سبتمبر

إيران... لا خطة «ب»
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates