بقلم : أحمد الحوري
سيكون من الظلم لنادي روما الإيطالي، ألا نتحدث عن عودته التاريخية أمام برشلونة الإسباني، في إياب دور الثمانية من دوري أبطال أوروبا، وفوزه المستحق بثلاثية نظيفة، قادته للوصول إلى نصف نهائي المسابقة، معوضاً خسارته في الذهاب بهدف مقابل أربعة، ليكون بذلك ثالث فريق في التاريخ المسابقة الأوروبية، يحول خسارته بفارق ثلاثة أهداف إلى فوز، ويتأهل للمرحلة المقبلة، بعد كل من ديبورتيفو وبرشلونة الإسبانيين، في نسختي 2004 و2017.
من الظلم أن يتغنى ويتحدث العالم قبل عام فقط عن «رومنتادا» برشلونة، على حساب باريس سان جيرمان الفرنسي، بعد أن قلب تأخره بأربعة أهداف، إلى انتصار بستة أهداف لواحد، قاده لدور الثمانية في النسخة الماضية، ولا يسلط الضوء على ما فعله ذئاب العاصمة الإيطالية في ليلة «الأولمبيكو».
فمن وجهة نظري، أن ما فعله «دي روسي» وزملاؤه في ملحمة روما، أكبر بكثير مما قدمه ميسي وطيب الذكر نيمار في العام الماضي، فمن حيث المقارنة، برشلونة آنذاك، كان أعلى كعباً من فريق العاصمة الباريسية، والرهان على عودته في تلك المباراة، كان حاضراً من مناصرين ومراقبين كثر.
ولكن في مباراة أول من أمس، كانت الغالبية العظمى من الجماهير والمراقبين، وحتى أنصار فريق العاصمة الإيطالية أنفسهم، لم يتوقعوا سيناريو الدقائق التسعين، فهم يواجهون أحد عمالقة أوروبا، وبفارق أهداف ليس من السهل تذليله وتخطيه، لذا، فوقع النتيجة كان عميقاً وكبيراً، ليس فقط على الإيطاليين، بل على الكاتالونيين ومناصريهم في العالم، بل حتى المحايدون لم يفيقوا من الصدمة، حتى بعد ساعات من المباراة.
أهل روما أثبتوا أنهم قياصرة هذا الدور بلا منازع، كيف لا، وهم من وضع كل أحلام البرشلونيين في مهب الريح، فلا ثلاثية بعد الآن، فهم الأحق بالتأهل، ليس فقط بسبب مباراة الإياب، بل حتى خسارتهم في الذهاب، لم تعكس سير المباراة، وحصيلة المجهود المبذول من الجانبين، كيف لا يكون روما أحق بالتأهل، وهو الفريق الذي هدد مرمى برشلونة 17 مرة، منها 10 مرات في الشوط الأول.
وهي نبة لم يتعرض لها برشلونة في العقد الأخير بكامله، فالمدرب «دي فرانشيسكو»، قدم في المباراة روحاً إيطالية، أداء وجهداً وفناً وتكتيكاً، أسقط من خلاله «فالفيردي» بالضربة القضية، فكان حديث العالم.
صافرة أخيرة..
لن ينسينا الفوز التاريخي لنادي روما، ما يقدمه نجمنا العربي المصري، محمد صلاح، في الملاعب الأوروبية، فهدفه الجديد في مرمى مان سيتي، يؤكد أنه يستحق كل الاهتمام الإعلامي والجماهيري عربياً وعالمياً.