بقلم :الحسين بوهروال
اذا كانت مدينة مراكش قد عرفت من بين ما عرفت به رجالها السبعة: القاضي عياض،الإمام أبو القاسم السهيلي،ابي العباس السبتي،سيدي عبد العزيز التباع،سيدي يوسف بن علي،سيدي محمد بن سليمان الجزولي،سيدي عبد الله الغزواني،فقد عرفت كذلك بحدائقها الغناء وعرصاتها المتعددة ومنها حدائق المنارة بقبتها العالية وصهريجها الكبير وحدائق اكدال المترامية الأطراف بمختلف صهاريجها الكبيرة والمحاطة باسوار عالية بالاضفة الى جنان اكدال باحماد.
وحسب المتداول وكما هو معروف فإن مراكش القديمة كباقي المدن المغربية العتيقة تحيط بها الاسوار من أجل حمايتها من الغارات والمعتدين ايام زمان.
وتحسبا للحصار الذي قد يفرضه المهاجمون على المدينة لجأ المراكشيون إلى تخصيص مكان بكل حي للزراعة والتشجير لضمان قوتهم اليومي في انتظار فك الحصار عنهم.
وتسمى هذه الأماكن بالعراصي ولذلك نجد العديد من احياء مدينة مراكش قد سميت بأسماء تلك (العراصي) منها عرضة(البيلك)بمعنى المكان الذي يمكن الجلوس او التنزه فيه بدون مقابل.
عرصة المعاش( عرصةالبحث عن الرزق)، عرصة موسى ،عرصة بوعشرين،عرصة بريما،عرصة بالبركة ،عرصة بوعزة، عرصة الحوتة، عرصة لغزايل ،عرصة بن ابراهيم عرصة علي وصالح ، عرصة علي المسيوي، جنان بن شكرة ،بين العراصي،عرصة اهيري، عرصة الحامض،عرصة الملاك،عرصة باني، عرصة مولاي عبدالسلام،عرصة اوزان،عرصة الشباني،عرصة السباعي،عرصة السي يوسف،عرصة علي اوبراهيم،عرصة بوعزة،جنان بالقاضي،جنان الحصيرة،جنان الكبير،جنان بن درا.
حتى المستعمر الفرنسي سار على نفس المنوال واحدث واحدة من أجمل (العراصي) المشهورة في العالم،وهي عرصة ماجوريل(JARDIN MAJORELLE).
هذه النافدة التاريخية الضيقة تقودنا إلى الحديث عن ملعب الحارثي التاريخي الذي بني على أرض شاسعة تسمى جنان الحارثي تناسلت حوله مجموعة من الملاعب الرياضية والمؤسسات التربوية والاقتصادية وغيرها.
وقد اكتسى الملعب حلة جديدة قد تعيد له الحركة النشيطة وتعيد ربطه بالتاريخ وتعيد التوهج المنشود للكوكب الأزلي لجعل المستقبل الواعد يغار من إنجازات الماضي المجيد.