زوجة رجل مهم بدون مقر أو عنوان

زوجة رجل مهم" بدون مقر أو عنوان !

زوجة رجل مهم" بدون مقر أو عنوان !

 صوت الإمارات -

زوجة رجل مهم بدون مقر أو عنوان

بقلم: عزيز البودالي

 جاء اليوم الذي تتذكر فيه " أمي فاطمة خير" أرملة الهرم الرياضي العربي الزاولي، أنها لا تملك في هذه الدنيا بيتا أو عنوانًا.. جاء اليوم الذي ربما ستلتفت فيه مناجية محدثة زوجها: "ارتح يا العربي..على الأقل لك مقر وعنوان، لك قبر يأويك.. !

لم تعد لها حتى القدرة على الصراخ..ولا على الاحتجاج، بل وتكاد لا تقوى على النطق للتعبير عن خيبة أملها، عن حسرتها.. لا تستطيع العثور على كلمة لتوجيه العتاب..ليس لوطن خذلها، فقد تذكرت أنها عندما احتاجت لوطن يحميها، يدفئها، لم تجده.. بحثت عن كلمات عتاب لترسلها لزوجها هناك في السماوات العليا تذكره بأيام انصهر في العمل الرياضي، في تكوين اللاعبين، في تربية الصغار على حب الرياضة وحب الوطن، ناسيا متجاهلا أن لديه أسرة وأطفال، يحتاجون لبيت قار، لمورد عيش كريم.. لم يهتم حينها بتنبيهاتها فحسب، بل جرها لمشاركته هم العمل في الملعب، نزع عنها ثوب الزوجة ربة البيت، ليضعها في قائمة المستخدمين، طباخة للأطفال وللصغار والكبار من اللاعبين، ومن ربة بيت إلى ربة ملعب ترعاه وترعى من يلجه كأنها ترعى أطفالها.

تذكرت أنها شاركته أيضا في نقل "عدوى" حب الرياضة لأبنائها، ساهمت معه في الدفع بهم إلى خدمة " الطاس" والحي المحمدي، غير مبالين بدورهم بالبحث عن التحصيل الدراسي أو البحث عن وظيفة، ليجدوا أنفسهم وقد اعتقلتهم متاعب الحياة بدون مورد مالي قار، بدون بيت أو عنوان، وبدون اعتراف أو شكر!

عندما كان الراحل العربي الزاولي يفرح لاكتشاف لاعب موهوب، كانت تفرح معه.. عندما كان يحزن لهزيمة أو لتواضع فريق الطاس، كانت تحزن معه. شاركته السعادة حين كان يسعد بتألق لاعبي الطاس وهم بألوان القميص الوطني، وحملت معه هم " التخمام" والقلق والسهر في انتظار أخبار هذا اللاعب أو غيره اختفى للإصابة أو للمرض.. تحملت بؤس المكان والزمان، بيت مهترئ، بنيانه متساقط، ثقوب جدرانه قنوات لتصريف مياه المطر، وفتحات لأشعة شموس حارقة.

لم تشتك، صمتت إلى أن فقدت القدرة على الصراخ.. لكنها نطقت أخيرا وهي تكتشف أنها تحتاج لوطن غير الوطن الذي خذلها وأسقطها من برجها ،وهي التي ألفت أن تعتليه بوصفها " زوجة رجل مهم"!
انتظرت إلى أن أصبحت في عقد الثمانين لتكتشف أنهم يريدونها بلا وطن يحميها، بلا عنوان وبلا مقر ولا بيت يأويها..بجرة قلم في مكتب دافئ، حكموا عليها بالتشرد.. نزعوا عنها هويتها..تنكروا لها ما قدمته وما أعطته من شبابها ومن أحلى سنوات الزوجية في سبيل فريق حي المقاومة وأبناء المقاومة.

غدا، ستغادر هذا البيت بعد ستين سنة من حياة وسط ملعب للكرة.. ستفتقد عنوان شريط من الصور عاشتها هنا في " الحفرة"..ستفارق مكانا رعت فيه مئات، بل آلاف الأطفال منحتهم بطاقة الانتماء لوطن تذكرت أنها ليست منه، أو أنهم هناك من مكاتبهم الدافئة، جعلوها تظن أنه ليس لها وهي لا تنتمي إليه.

هن بالمئات إن لم نقل بالآلاف مثل " مي فاطمة خير" لا يتذكرهن أحد..أمهات وزوجات نجومنا الرياضيين، يقمن بأهم دور في حياة الرياضيين.. يسهرن ويشرفن على إعداد كل الظروف للرياضي، يعشن معه القلق كثيرا، ويقاسمنه الفرح لماما.. يهملن ذواتهن، يغسلن الملابس، يعددن الأكل، يوفرن كل شروط الحياة.. ويقفن خلف الستار يتفرجن.. المحظوظات منهن من تمنح الرياضة لذويهن أفضل مقابل، وكثير منهن يعشن البؤس ويعانين القهر والتجاهل.. !

مي فاطمة خير أنت واحدة منهن، منحت كل الخير لهذا الوطن، ومستحيل يخذلك وطنك.. صنعت لأبناء الحي المحمدي وكاريان سانطرال بيتا للمقاومة.. وأكيد كل أبناء الحي بيتك ووطنك..
مي فاطمة خير، با العربي الزاولي يذكره التاريخ كهرم في الرياضة الوطنية، والمنطق يقول أنك هرم على نفس " هرمية" زوجك..

مي فاطمة خير، تقارب سن الثمانين، ربما هي تلتفت ،اليوم، لزوجها تغبطه، تحسده، على الأقل له مقر وعنوان، له قبر يأويه..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زوجة رجل مهم بدون مقر أو عنوان زوجة رجل مهم بدون مقر أو عنوان



GMT 01:36 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إعلام بلا أخلاق !!

GMT 01:34 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

عقدة حياتو والكامرون

GMT 21:39 2018 السبت ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

الإعلام هو الخاسر الأكبر!!

GMT 20:44 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

وداعا صديقي العزيز

GMT 01:14 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

منتهى الغطرسة..

GMT 00:10 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك
 صوت الإمارات - البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 00:01 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة
 صوت الإمارات - نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة

GMT 21:45 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 09:30 2014 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

تسريحة الكعكة الناعمة تُعطيك إطلالة جميلة داخل منزلك

GMT 05:42 2015 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

المنامة يواصل صفقاته ويتعاقد مع سلمان عيسى

GMT 12:56 2014 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

متفرقات الأحد

GMT 07:24 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الوحدة يشارك بـ 3 زوارق في بطولة العالم للفورمولا 1

GMT 19:50 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

النجم هاني شاكر يدعو لإيمان البحر درويش بالشفاء العاجل

GMT 05:27 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

عطوي يفاضل بين 3 أندية للانضمام اليها في الموسم المقبل

GMT 10:17 2012 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة الإسكان تبدأ تنفيذ "المليون وحدة" ٢٠ نوفمبر

GMT 17:49 2013 الجمعة ,22 آذار/ مارس

"سمراويت" رواية أريتريا المجهولة

GMT 14:11 2014 الإثنين ,01 أيلول / سبتمبر

أناقة التنورة مرهونة بطولها المناسب

GMT 18:39 2021 الثلاثاء ,13 إبريل / نيسان

سكودا تكشف سعر أيقونتها الكهربائية "Enyaq iV"

GMT 05:51 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

أفكار رائعة لتصميم غرف السفرة

GMT 20:11 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

جو كايسر يؤكّد استعداد الشركة لمساندة لبنان

GMT 01:07 2018 الخميس ,27 أيلول / سبتمبر

"أوتوماك فورميلا 2018" طرح فورد كوجا ST
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates