حين نطق البوشحاتي

حين نطق البوشحاتي

حين نطق البوشحاتي

 صوت الإمارات -

حين نطق البوشحاتي

بقلم :منعم بلمقدم

ما فعله نور الدين بوشحاتي النائب الثاني  لفوزي لقجع يوم اجتماع المكتب الجامعي هو عين العقل وجوهر الصواب، هو الاختلاف الرحيم الذي لا يفسد للود قضية وليس خلافا كما يراه البعض.

ولأنه في الاختلاف رحمة، فقد صمت بوشحاتي دهرا ونطق جهرا وفي حضرة اجتماع كثر فيه الضجيج الإيجابي وانطلقت فيه زفرات الحضور دهشة مما قاله إبن الحسيمة لأن من تحدث وقال كل الذي قاله ليس أي كان وإنما نائب الرئيس.

تخلي بوشحاتي عن صمته، توجه بجرأة كبيرة لصوب فوزي لقجع ليدلي بدلوه ويلقي لوما وعتابا شديدين على مقاربة اعتماد الرأي الواحد وتهميش من قال بشأنهم نور الدين أنهم من صنعوا ملحمة لائحة المكتب الجامعي الحالي وخص بالذكر نفسه وبودريقة ثم أبرون، هو المظهر الإيجابي لما ينبغي أن تكون عليه اجتماعات المكتب الجامعي كي لا تنتهي سلبية تبدأ بالتصفيق وتنتهي بالتأمين على كلام وقرارات كبير القوم.

بوشحاتي وهو يدعو لعقد جمع عام استثنائي للجامعة لانتخاب وجوه جديدة تحل محل تلك التي وضعت بالثلاجة وتم تجميد أضلعها ودورها وهو واحد منهم، يكون قد احترم هياكل المؤسسة وطالب بتقنين إطارها، لأنه لا يعقل أن يبحر السيد فوزي لقجع بسفينته ويمخر عباب القارة السمراء بالطول والعرض ويحقق مكاسب فردية وجماعية دون أن تحفظ للجهاز حرمته.
فحين ألقى رئيس الحسيمة السابق بقنبلة الجمع الاستثنائي، فهو لم يقدم بذلك على محاولة انتحارية ولا هي ثورة وحراك نقله من منطقته لرحاب حي الرياض، فقد ما تحسب له النقطة والجرأة وتبني الطرح بإقدام وشجاعة.

أن يكون لنا رئيس جامعة بكاريزما وبراغماتية لا نقاش بشأنهما، وأن تحقق الجامعة على عهده نقلات ومكاسب وطفرات، فهذا أمر محمود لا يتعارض مع ما قاله بوشحاتي، بل يضيف لكلام نور الدين الشرعية كاملة لأن الرجل يريد أن يصون هيبة المؤسسة.

ليس معنى الجمع العام الاستثنائي الإنقلاب على لقجع، وليس معناه سحب السجاد من تحت أقدام أعضاء مكتبه، بل لإعلان رحيل بوشحاتي وبودريقة وغيرهم ممن لم يعد لهم مكان في الإعراب ولا محل لهم من النحو والشكل بطريقة قانونية، وانتخاب من يحل مكانهم ويضمن للجان القضائية والانتخابية التي لم تر النور بعد أرضية اشتغال بشكل قانوني يجعل من الجامعة مرجعا لبقية فرق البطولة لا نشازا.

ما قاله بوشحاتي أيضا وهو يلوم من ساروا بمركب القرارات أو همسوا للرئيس كي يغير مجرى النهر ويتحدى من يملك ملفات ضده بفتحها، راق لقجع ولم يغضبه لأن الرجل جبل على ثقافة الحوار والأخذ والرد وتطبع على فلسفة احترام مواقف الآخرين متى اتسمت بالجرأة ولم تكن بالبلادة المستفزة.

الآن وقد خرج نائب رئيس الجامعة والمجرد من لجنة المنتخبات وحقيبة تقنية كان لها دور كبير في المرحلة السابقة، ومن لعب دورا كبيرا في ملف "الطاس" وحكاية "إيبولا" وعقوبات حياتو الشهيرة عن صمته، ما بوسع رئيس الجهاز أن يفعل وهو المقبل على أوراش ومؤتمرات ومناظرات على قدر كبير من الأهمية والثقل؟ وما بوسعه أن يفعل ويرد على رسالة رفيق الطريق؟

في مطلق الأحوال، بوشحاتي رد على من اعتقدوا أنه بلا لسان، أو أنه خنع وخضع لأمر التجميد والاكتفاء بدور الكومبارس على الهامش.
ما فعله بوشحاتي فيه إفادة كبيرة لدمقرطة جهاز الجامعة ولإعمال مقاربة البوليميك الإيجابي مستقبلا وتأكيد لمقولة "دوز على الواد الهرهوري لا دوز على الواد السكوتي"، وإثارة إيجابية لثقافة الاختلاف.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حين نطق البوشحاتي حين نطق البوشحاتي



GMT 01:34 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

عقدة حياتو والكامرون

GMT 19:51 2018 الخميس ,27 أيلول / سبتمبر

أين أخطأ الناصيري؟

GMT 18:05 2018 الأحد ,09 أيلول / سبتمبر

مقاصد الرديف

GMT 21:39 2018 السبت ,04 آب / أغسطس

البنزرتي وبركة المغرب

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه

GMT 10:56 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

إذاعيون يغالبون كورونا

GMT 12:44 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الريدز ومحمد صلاح في أجواء احتفالية بـ"عيد الميلاد"

GMT 07:32 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

نيمار يقود باريس سان جيرمان ضد نانت في الدوري الفرنسي

GMT 00:59 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت تصرفات وأناقة الرجل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates