بقلم : راشد الزعابي
منتخب السعودية وصل إلى كأس العالم ومنتخبنا لم يصل، وبعد إنجاز الوصول أعلنت الهيئة العامة للرياضة في السعودية عن حزمة قرارات تاريخية لتصحيح الكثير من أخطاء الماضي، وبعد إخفاق الخروج أصدر اتحادنا الكروي حزمة من التصريحات المعلبة، لدرجة أنني أصبت بالحيرة والدهشة ولم أعد أفهم، من الذي وصل، نحن أم هم!
ومن أهم القرارات التي أصدرتها الهيئة العامة للرياضة السعودية تشكيل لجنة خاصة تعنى باستكشاف المواهب الكروية، واستقطاب الموهوبين من مواليد المملكة الذين لا يحملون الجنسية السعودية ما بين 18 و28 عاماً، على أن يسمح لكل نادٍ بتسجيل لاعب واحد منهم، وفي اليوم الأول لعمل اللجنة تم استقبال أكثر من 1000 لاعب.
نحن أيضاً لدينا أناس يفكرون، وبعد إخفاق المنتخب عقد اتحاد الكرة 3 اجتماعات، لم تكن هناك قرارات، ولكن صدرت مجموعة من التصريحات، وكلمات ليست كالكلمات، وباقة من الوعود، وسلسلة من التبريرات، وغاب القرار لتحل محله حفنة من الأفكار، والكثير من الكلام المنمق، كما تم إطلاق شعارات جديدة، وتدشين أحلام سعيدة، والحديث عن الغد واستشراف المستقبل، فالقادم أفضل، وتفاءلوا بالخير، وعند الحديث عن التطوير ما أسهل التنظير، فالشارع الرياضي لكي يتعافى من آثار الصدمة كان بحاجة إلى جرعة زائدة من التخدير.
10 أيام كانت كافية لتركي آل الشيخ الرئيس الجديد للهيئة العامة للرياضة السعودية لإصدار حزمة من القرارات التي تصب في خانة تطوير الرياضة السعودية، أما اتحادنا الكروي والذي أكمل 500 يوم فلا يزال في مرحلة الاختبار، وما زالت الأرقام تحت التجربة، ولم يكمل الشاب دراسته بعد، لا يزال يتعلم، «مع حمد قلم»، وما زال يكون نفسه ويبني مستقبله، وما زلنا ننتظر، لا شيء وراءنا، فكأس العالم من الأساس هو حلم مؤجل باستمرار، وكرتنا التي انتظرت طويلاً لن يضرها المزيد من الانتظار.
تعودنا على أن العمل والقرارات التاريخية تأتي عند الإخفاق لا وقت الإنجاز، ومقارنة ما فعله الأشقاء في السعودية مع ما فعلناه يعتبر مثيراً للاستغراب، فالذي أنجز يريد المزيد من التطوير، والذي أخفق وفشل لا يزال يعيش في دوامة التنظير، وصل الأخضر السعودي إلى كأس العالم وأعقب صعوده عمل وقرارات، وأكاد أجزم أنه لو كان المتأهل هو منتخب الإمارات، لكان الذين في بالي حتى يومنا هذا في الشوارع ينظمون الأفراح ويتقدمون المسيرات.