بقلم : حسن البصري
في الوقت الذي كانت جماهير اتحاد العاصمة الجزائري والوداد البيضاوي تردد من مدرجات ملعب مركب محمد الخامس موشح "خاوة خاوة ماشي عداوة"، وتدعو إلى إعدام بغلي النقطة الحدودية الشرقية وما تبقى من دواب ينتمون لسلالتهما، وتسريح شرطة الحدود، وإحالة وزراء الشؤون المغاربية الأشباح على المجالس التأديبية..
غرد عبد القادر مساهل وزير الخارجية الجزائري خارج سرب الكرة والديبلوماسية، ووجه اتهامات للمغرب ومؤسساته واعتبر استثمار بلادنا في إفريقيا مجرد تبييض للأموال وهلم شرا.
في الوقت الذي كان سفير الجزائر في الرباط يستعد للتوجه إلى الملعب لمتابعة مباراة المصالحة بين الاتحاد العاصمي والوداد، رن هاتفه وكان الهاتف الداعي مسؤول الخارجية المغربية الذي طلب منه الالتحاق بمقر الوزارة لاستفساره عن الطابع غير المسؤول والصبياني للتصريحات الخطيرة التي أدلى بها وزير خارجية الجزائر".
ويبدو أن توقيت هذه الخرجة الإعلامية لمساهل قد أضر بجهود التسوية التي كانت تقوم بها الفعاليات الرياضية، ووضع مسؤولي اتحاد العاصمة والوداد في موقف محرج، بعد أن تبين أن الكرة قادرة على إصلاح ما أفسدته السياسة، شريطة أن يبتلع أمثال مساهل ألسنتهم ويتذكرون أن الصمت حكمة.
صحيح أن بعض السياسيين المغاربة ينتمون لفصيلة مساهل، حيث أرادوا صنع مجد سياسي بتصريحات منفلتة، على غرار حميد شباط الذي طالب باسترجاع تلمسان ومغنية وبشار وإعادة تسطير الحدود الشرقية، أو حين استيقظ ذات صباح ودعا المغاربة إلى الجهاد لاسترجاع موريتانيا، دون استشارة ابن سيرين.
ولأن تصريحات وزير الخارجية الجزائري تعتبر ضربة موجعة لمحاولات تسوية الخلاف "كرويا"، فقد تبين أن "كابو" الوداد واتحاد العاصمة أكثر ديبلوماسية من مساهل، فقد حملا رسالة مودة وإخاء للمدرجات وجعلا من مباراة كرة درسا تطبيقيا في "التربية الوطنية"، فكان الرد على مساهل ومشتقاته الآدمية من الملعب وليس من تجمع سياسي. خاصة وأن الرياضة الوحيدة التي يمارسها الوزير هي لعبة الرماية.
كان حفيظ دراجي الصحافي الرياضي الجزائري والمعلق بقنوات بي إن سبورت، سباقا إلى الرد على تصريحات وزير خارجية بلاده عبد القادر مساهل ضد المغرب بالقول، في تغريدة له على حسابه بموقع "تويتر" إن "التصريح الأخير الذي أطلقه وزير الخارجية الجزائري بخصوص الجارة المغرب لا يقوله عاقل في كامل وعيه".
أما الجالية المغربية المقيمة في بي إن سبورت، فسكتت عن الكلام المباح خوفا على كسرة الخبز المغتربة، ولم يمتلك أي معلق أو محلل أو مدير القناة الإخبارية الشجاعة للتصدي لركلة وزير جزائري، رغم حجم الاتهامات وخطورتها.
فتش المغاربة في الصفحات الإلكترونية لمساهل وتبين لهم أن الرجل الذي يحاضر في الأخلاق، يجر في تلابيبه فضائح لا تحصى، بل إن الإعلام الجزائري لطالما تحدث عن فضائح ابنه رمزي في مدينة ليل الذي يتابع مباريات المنتخب الفرنسي وينشد بحماس النشيد الوطني للديكة "لامارساييز"، بينما ينشد والده نشيد جبهة التحرير.
هناك حالة من التوجس تحتل نفوس السياسيين والأطباء وحفاري القبور، فهم يخشون أن يتفشى وباء الصحة والأخوة بين الناس. لذا نهمس في أذن مساهل ونقول له: "أودي غير كاري كاري..المغرب ما تقدرش عليه".