بقلم : سلطان الزايدي
منذ بداية "دوري جميل" للمحترفين، هذا الموسم، والمؤشرات تدل على منافسةٍ قويةٍ وشرسة، وسوف تشتدّ في الجولات المقبلة، قبل أن تدخل في مرحلة الحسم، التي من الصعب أن تكون قبل الجولة الأخيرة، خصوصًا بعد فوز النصر والاتحاد في الجولة السابقة.
النصر لم يكن فريقًا سهلًا حتى يرمي المنديل، ويتفرغ لحلّ مشاكله، ولم تكن إدارته هشّةً حتى تقف متفرجة، وتتمنى نهاية الموسم بأي شكلٍ من الأشكال، بل عالجت الوضع بسرعةٍ، وعادوا للمنافسة من جديد، وهذا أمرٌ جيدٌ يحسب لإدارة الأمير فيصل بن تركي، الذي برهن للجميع أنه أصبح إداريًّا خبيرًا ومحنكًا، كذلك الاتحاد، الذي واجه منذ بداية الموسم هزاتٍ كبيرة، بدأت بالوضع المادي المتردي، والشكاوي المالية التي كانت ولا تزال تحاصره من كل مكان، إلا أنه رفض أن يقف موقف المتفرج، وواصل العمل ليكون طرفًا مهمًّا في المنافسة على بطولات الموسم، وهذا بالفعل ما تحقق له حتى الآن، فهو طرفٌ في نهائي كأس ولي العهد، ومنافسٌ شرسٌ على بطولة الدوري.
في منافسات كرة القدم حين تتسع رقعة المنافسة على البطولات، خصوصًا في بطولة الدوري، فهذا يعني أن الدوري سيكون أكثر إثارةً وقوة، وهذا بالتأكيد أفضل من أن تنحصر المنافسة بين فريقين فقط، فالنصر والهلال والأهلي والاتحاد أنديةٌ جماهيريةٌ، ويملكون من النجوم ما يجعلهم ينافسون حتى آخر لحظة، فالمميز في هذا الموسم هو قدرة هذه الأندية تحديدًا على الخروج من أزماتها ومواصلة المنافسة، وهذا أمرٌ جيدٌ يحسب لهم، ولمدى قدرة إداراتهم على تجاوز كل العقبات.
وفي رأيي إن حسم الدوري سيكون مرتبطًا بالمواجهات المباشرة بين الأندية الأربعة المتنافسة، وأي تعثرٍ أمام أي فريقٍ منهم سيفتح الطريق للمنافس الآخر، فالنصر ينتظر خسارة الهلال من الاتحاد؛ حتى يستعيد كل قوته المعنوية ويصبح أمر حسم الدوري بيده لا بيد غيره.