صراع العقربين خامنئي وروحاني يكشف حقيقة تفكك النظام

صراع العقربين خامنئي وروحاني يكشف حقيقة تفكك النظام

صراع العقربين خامنئي وروحاني يكشف حقيقة تفكك النظام

 صوت الإمارات -

صراع العقربين خامنئي وروحاني يكشف حقيقة تفكك النظام

صافي الياسري

تبدو التصريحات الهجومية المتبادلة أشبه بلعبة المبارزة لا نهاية لها، لأن أحدًا لا يريد أن يخسر ولأنها ملهاة تشغل الشعب الإيراني عن واقعه المرير فتردي الوضع الأمني في مدينة مهاباد على خلفية انتحار  صبية كردية تعرضت لمحاولة اغتصاب، والصدامات التي تزداد سعة وشدة بين قوى الأمن والمتظاهرين أرعبت خأمنئي وروحاني وفريقيهما المعروفين بالمتشددين، الأمر الذي دفع خامنئي إلى القول إنها مؤامرة تستهدف النظام، فهو يدرك أن تساوق وتزأمن انفجار مهاباد وثورة المعلمين لا يمكن فصلها عن حال الشعب الإيراني بشرائحه ومكوناته وأقلياته، ويمارس النظام اضطهادا قمعيا يسلب فيه كل الحقوق الإنسانية. وقد دعت المعارضة الإيرانية مرارا وتكرارا المجتمع الدولي والرأي العام العالمي إلى الوقوف في وجه الانتهاكات الإيرانية لحقوق الإنسان دون جدوى.
وفي ظل هذا التخبط الأمني والسياسي يطل برأسه صراع الأقطاب أو صراع العقارب كما اصطلح على تسميته أبناء الشعب الإيراني ليكشف تفكك النظام من الداخل وسرع في هذا التدهور هزيمته المفجعة في اليمن وزحف المقاومة السورية على مدن الشمال وتهديدها معقل الرئيس بشار الأسد في اللاذقية.
وانعكس هذا الصراع على خطب الجمعة في طهران، فقد نقلت اعتراضات خامنئي على تصريحات روحاني التي طالب بها تخفيف الضغوط على ما أسماه بسوء التحجب وحرية ارتداء الثياب شرط الا تخرج عن المعقول والمتعارف عليه، الأمر الذي أغضب خامنئي وحاشيته وبدلا من تسميتها توافه ،اعتبرها أمورا تخص أمن النظام، يقول تقرير للمعارضة في هذا الصدد:
إن عروض صلوات الجمعة للنظام الإيراني في هذا الأسبوع كانت صدى لتصريحات خامنئي ضد الملا روحاني. وعلى سبيل المثال كان الملا "إمامي كاشاني" ممثل الولي الفقيه في طهران قد كرر تصريحات الخأمنئي ضد الملا روحاني قائلا: "إن المشكة تكون في البلاد، ويمكن حلها في داخل البلاد لا في لوزان ولا نيويورك ولا اثناء المفاوضات. وهذه جملة تفوه بها الخامنئي الأربعاء 29نيسان/ أبريل أمام مجموعة كانت تدعى بـ"العمال". وجاءت الجملة ردا على تصريحات أدلى بها الملا روحاني قبل كلمة خامنئي بيوم حين كرر ادعاءاته المثيرة للسخرية بشأن التضخم والانكماش والملف النووي وسبل معالجته بمثابة الخطوة الولى لحل المعضلات الأساسية مؤكدا على أنه "نظرا إلى الاتفاق النهائي الذي سنتوصل إليه في الأشهر القادمة فإن ظروف الإنتاج في إيران ستتحسن أكثر من هذا".
وفي اليوم نفسه 29نيسان/أبريل كان روحاني قد أكد قائلا "يقولون إن الحكومة الـ11 عيونها معقودة على الخارج بل إن الحكومة الـ11 عيونها معقودة أولا على السماء".
وهذا السجال الدائر بين خامنئي وروحاني بلغ ذروته منذ مطلع الأسبوع المنصرم بينما تحول إلى صراع يومي بينهما. وفي غضون ذلك ظهر روحاني وخامنئي في الساحة مرتين حيث تداولت مشادات كلامية بينهما على شكل تلويحي واشارات. ولأول مرة خاطب روحاني في السبت 25نيسان/إبريل قادة قوى الأمن الداخلي وقال: "إن الشرطة لا تتحمل مسؤولية تطبيق الإسلام. لا ينبغي علينا أن ندخل في المأزق الفكري. إن الشرطة عليها أن تطبق القانون فقط". وفي اليوم التالي من هذه التصريحات ظهر خأمنئي في الساحة مخاطبا قادة قوى الأمن الداخلي وقال: "إن قوى الأمن الداخلي هي ممثلة للحكومة الإسلامية" إن عملكم هو "نصرة الإسلام ونصرة الدين". واستغل خامنئي تقريرا رفعه قائد قوى الأمن الداخلي ليؤكد على ضرورة وجود "اتجاهات دينية وعقائدية" في "أجندات ومخططات" لقوى الأمن الداخلي. وعقب هذه التصريحات، بلغ السيل الزبى وتصاعدت هجمات عناصر زمرة الولي الفقيه ووسائل الإعلام التابعة له على روحاني بشكل غير مسبوق إلى أن أشار الملا "يزيدي" كونه رئيس مجلس الخبراء للنظام بوضوح إلى الملا روحاني وقال: "إذا لم تكف عن هذه المواقف المدمرة فإنك ستنهار في مستقبل قريب حيث يمارس الإسلام بحقك ما مارسه بحق الآخرين" وامتدادا لهذا التلاسن والتشاحن الفئوي، كتب 121 عضوا في برلمان النظام الإيراني كتابا تحذيريا إلى الملا روحاني.
وبلمحة من جانب خامنئي ومن باب التحذير نبه 3ملالي كبار في حكومة ولاية الفقيه- الذين يدعون بـ"المراجع"- الملا روحاني في فترات متباعدة من الزمن.
وكانت المواجهة الثانية بين الملا روحاني وخامنئي في الوقت الذي خاطب فيه الملا روحاني الأسبوع الماضي العمال معتبرا أن "حل الأزمة النووية" تعد "الخطوة الأولى لحل المعضلات الأساسية" وقال: " إن الاتفاق النهائي الذي سنتوصل إليه في الأشهر القادمة سيجعل ظروف الإنتاج في إيران تتحسن أكثر من هذا". وردا على هذه التصريحات للملا روحاني وبعد مضي فترة قصيرة جدا، ظهر الخامنئي في الساحة لإلقاء الكلمة بمناسبة اليوم العالمي للعمال رافضا خلال تصريحاته الحل الاقتصادي في "لوزان وجنيف ونيويورك". واستأثرت تصريحاته اهتماما بالغا لدى وسائل الإعلام وعناصر زمر النظام الإيراني وكما أشرنا إليه أن صلوات الجمعة للنظام الإيراني كانت آخر هذه الصراعات الدائرة بين خامنئي وروحاني.
ولافت للنظر أن هذا السجال الدائر بين الطرفين كان في أعقاب اعترافات حكومة الملا روحاني ولاسيما وزير الداخلية لها بشأن مكافحة الفساد والأموال القذرة إذ استهزأ خامنئي بهذه التصريحات وفي إشارة إلى المسؤولين قال"إنكم لستم صحفا تتكلم عن الفساد... ما هي هذه الكلمات؟... علينا أن نتخذ إجراءا للحيلولة دون استشراء الفساد بكل معنى الكلمة!". وبهذا الشكل ألقى خامنئي كرة مسألة الفساد إلى ملعب حكومة الملا روحاني.
لكن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو أن الصراع الدائر في رأس النظام الإيراني من خلال هذه المشادة الكلامية الجادة، إلام تشير؟
ومن خلال دراسة وإمعان النظر في الجولة الجديدة لصراع السلطة بين قادة النظام الإيراني، يمكننا أن نتوصل إلى نتائج مختلفة بشأن الوضع الراهن لنظام ولاية الفقيه الغارق في الوحل والتراب. والنقطة التي يجب أن نتوقف عندها هي قراءة موضوعية لتصعيد الصراعات في غضون الأسبوع الأخير بينما يمكننا أن ندرك من خلالها بأن خامنئي لا يرغب في أن يفقد زمام الحكم لامحالة وأن يقدم هيمنته لرفسنجاني في موازين القوى الداخلية. وعلى هذا السياق فإن تصريحات كريمي قدوسي وظهور سائر المراجع الحكومية في الساحة، كل ذلك يبين أن خامنئي بصدد تصفية شركائه نظير رفسنجاني ليتخلص منهم في السلطة فور أن تسنح له فرصة. وعلاوة على ذلك فإن هناك عدة مؤشرات لدخول مثل هذا الإجراء حيز التنفيذ. لكن النظام الذي يعاني من مآزق مستعصية ومن ضربات استراتيجية خارجية وداخليه من العيار الثقيل ،لا سبيل أمامه سوى الهرولة نحو شرخ أساسي في داخله وهو ليس إلا إضعافه بشكل متصاعد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صراع العقربين خامنئي وروحاني يكشف حقيقة تفكك النظام صراع العقربين خامنئي وروحاني يكشف حقيقة تفكك النظام



GMT 22:17 2024 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 22:15 2024 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

عطش.. وجوع.. وسيادة منقوصة

GMT 22:11 2024 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

بعد أوكرانيا الصين وتايون

GMT 22:07 2024 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

العراق فاتحاً ذراعيه لأخوته وأشقائه

GMT 22:21 2019 السبت ,20 تموز / يوليو

يحدث عندنا.. ذوق أم ذائقة

GMT 18:55 2019 الأربعاء ,20 آذار/ مارس

قرار المحكمة الصهيونية مخالف للقانون الدولي

GMT 15:46 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

سورية والعائدون إليها

GMT 18:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 صوت الإمارات - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 صوت الإمارات - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 06:14 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

العاهل الأردني يلقي خطاب العرش في افتتاح مجلس الأمة العشرين
 صوت الإمارات - العاهل الأردني يلقي خطاب العرش في افتتاح مجلس الأمة العشرين

GMT 18:09 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

تصميمات مختلفة لسلاسل من الذهب رقيقة تزيدك أنوثة

GMT 11:26 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

الصين تتسلم الدفعة الأولى من صواريخ "أس-400" الروسية

GMT 16:28 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

تسمية بافوس القبرصية عاصمة للثقافة الأوروبية

GMT 18:36 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 12:16 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 17:14 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

بن راشد يُصدر مرسوماً بضم «مؤسسة الفيكتوري» إلى نادي دبي

GMT 01:20 2019 السبت ,20 تموز / يوليو

نبضات القلب المستقرة “تتنبأ” بخطر وفاتك!

GMT 02:41 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

"الفاتيكان" تجيز استئصال الرحم من المرأة لهذا السبب فقط

GMT 23:19 2013 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

"Gameloft" تستعرض لعبة "Asphalt"بهذا الصيف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates