تعدّد الأجهزة الرقابية بيروقراطية الزير

تعدّد الأجهزة الرقابية "بيروقراطية الزير"

تعدّد الأجهزة الرقابية "بيروقراطية الزير"

 صوت الإمارات -

تعدّد الأجهزة الرقابية بيروقراطية الزير

بقلم : القاضي عامر حسن شنته

يحكى أن ملكاً مرّ ذات يوم على "زير ماء" في مملكته، فراعه ما رأى من تزاحم الناس عليه، حينها أبلغه مستشاروه أن السبب يعود إلى عدم تخصيص إدارة تعنى بصيانة الزير وتنظيم شؤونه فأمر الملك بإنشاء إدارة "عموم الزير"، ورصدت لها مبالغ ورواتب واحتلت بناية فخمة بجانب الزير.

غير إن الزير بقي على حاله وضج الناس من سوء الخدمة التي يقدمها وتعسف موظفيه، وكان الجواب

على الدوام أن التخصيصات لا تكفي وإن الإدارة بحاجة إلى مزيد من الموظفين والأموال، اليوم وفي العراق هناك مخاوف جدية من أن تتحول منظومة مكافحة الفساد، بتعدد مؤسساتها وتداخل صلاحياتها في بعض الأحيان إلى ما يشبه "إدارة عموم الزير". 

إذ يُعنى بملاحقة تلك الآفة المجتمعية وأعني بها الفساد المالي والإداري، كل من "ديوان الرقابة المالية وهيئة النزاهة ومكاتب المفتشين العموميين وجهاز الادعاء العام"، فضلاً عن لجنة النزاهة في مجلس النواب ولجان النزاهة في مجالس المحافظات والمجلس المشترك لمكافحة الفساد في الأمانة العامة لمجلس الوزراء والذي يهتم بتنسيق جهود مكافحة الفساد في البلاد.

وذلك ما طبع تلك المؤسسات بطابع الترهل الذي أدى إلى ضياع جهود مكافحة الفساد وتشتتها، وهو مايمكن ان نلمسه من خلال قياس حجم ونوعية الملفات التي تكشفها تلك المؤسسات مع الموازنات التشغيلية التي ترصد لها، والتي لن تكون في صالحها بالتأكيد، وبالإضافة إلى مشكلة الترهل تبرز مشكلة التداخل في الصلاحيات التي قد تشجر بين تلك المؤسسات في بعض الأحيان.

فإذا كانت المادة (21) من قانون هيئة النزاهة، قد وزعت الأدوار بين عدد منها، حين اعتبرت ديوان الرقابة المالية الجهة العليا للتدقيق المالي والمحاسبي والذي يودع جميع الأدلة إلى المفتش العام المختص، والذي يقوم بدوره بأعمال التحري والتحقيق الإداري واعتبار هيئة النزاهة الجهة التحقيقية المختصة لاتخاذ الإجراءات الجزائية المناسبة، فإن الواقع العملي يكشف ضعفاً واضحاً في التنسيق بين تلك الجهات وعدم التمييز بين الملاحظات التقويمية التي يبديها الديوان لتقويم عمل الوزارات، وبين تلك التي تشكل مخالفات يطلب الديوان إجراء التحقيق فيها بموجب قانونه، والتي قد لاتشكل بالضرورة جرائم معاقب عليها بموجب قانون العقوبات.

ويمكن معالجتها من خلال فرض العقوبات الانضباطية، ومايتبع ذلك من إرهاق للجهات القضائية بعدد كبير من الشكاوى التي لاتمثل في جوهرها أية جريمة، وفضلاً عما سبق تثور مسألة آليات التنسيق بين مكاتب المفتشين العموميين، وهيئات الرقابة المالية العاملة في الوزارات من جهة، وبين مكتب الادعاء العام المالي والإداري المشار إلى تأسيسه بموجب المادة (5/رابع عشر)من قانون الادعاء العام من جهة أخرى، والذي يمارس الصلاحيات المنصوص عليها في البند (ثاني عشر) من المادة نفسها، فما هي الحدود التي تتحرك فيها كل جهة من تلك الجهات عند التحقيق في قضية فساد؟ ومن هي الجهة المختصة في الفصل بالتنازع الناشئ بينها؟ لا سيما في حالة التعارض بنتائج التحقيقات التي تجريها كل منها، وعلى أي منها يعول؟ وإذا ما باشر مكتب الادعاء العام في الوزارة التحقيق طبقاً لصلاحيته. 

فإن تلك الصلاحية يمكن أن تسلب منه في أية لحظة إذا اختارت هيئة النزاهة  إكمال التحقيق، والتي يرجح اختصاصها التحقيقي في (قضايا الفساد) على اختصاص الجهات التحقيقية الأخرى بموجب أحكام المادة (11/ثانيا) من قانون هيئة النزاهة، خاصة إذا ما علمنا بأن التحقيقات التي يجريها مكتب الادعاء العام في الوزارة لايمكن ان توصف بأنها تحقيقات إدارية إذ أتاح قانون الادعاء العام للمكتب صلاحية التحقيق طبقاً لأحكام قانون أصول المحاكمات الجزائية بما في ذلك التوقيف؟ من كل ما سبق يتبين أن الجسد الرقابي يعاني من التخمة والترهل والتي تحتاج إلى معالجات واقعية، تتضمن آليات واضحة للعمل وصولًا لمكافحة الفساد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعدّد الأجهزة الرقابية بيروقراطية الزير تعدّد الأجهزة الرقابية بيروقراطية الزير



GMT 22:17 2024 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 22:15 2024 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

عطش.. وجوع.. وسيادة منقوصة

GMT 22:11 2024 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

بعد أوكرانيا الصين وتايون

GMT 22:07 2024 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

العراق فاتحاً ذراعيه لأخوته وأشقائه

GMT 22:21 2019 السبت ,20 تموز / يوليو

يحدث عندنا.. ذوق أم ذائقة

GMT 18:55 2019 الأربعاء ,20 آذار/ مارس

قرار المحكمة الصهيونية مخالف للقانون الدولي

GMT 15:46 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

سورية والعائدون إليها

النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة ـ صوت الإمارات
اجتمعت عاشقات الموضة الشهيرات في الوطن العربي خلال الساعات والأيام الماضية على تفضيل اللون الأسود لتزيين أحدث ظهور لهن، حيث تكاثفت إطلالات النجمات المتألقات بالأزياء السوداء، وزينت مواقع التواصل الإجتماعي، وطغت على اختياراتهن الأناقة والتفاصيل المعاصرة، كما تنوعت تلك الأزياء بين ما يناسب النزهات الصباحية، وأخرى للسهرات، ولأنه اللون المفضل في كل المواسم دعينا نلقي نظرة على أحدث إطلالات النجمات، لعلها تلهمك لاختيار إطلالتك القادمة على طريقة واحدة منهن. إطلالة نانسي عجرم ملكة البوب العربي نانسي عجرم عادت لصيحتها المفضلة في أحدث ظهور لها، من خلال اختيار موضة الجمبسوت المرصع الذي تفضله كثيرا في حفلاتها، ولم تتخل الفنانة اللبنانية عن لونها المفضل الذي رافقتها مؤخرا بكثير وهو اللون الأسود، حيث اختارت جمبسوت مرصع كليا بالت...المزيد

GMT 19:17 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

إدارة الوحدة تناقش ملف فريق الكرة في أبوظبي الثلاثاء

GMT 21:31 2016 السبت ,16 إبريل / نيسان

مسح شريط تلاوة للحصري من مكتبة الإذاعة

GMT 04:49 2015 الجمعة ,23 كانون الثاني / يناير

قناة إعلامية وإذاعية لجامعة جنوب الوادي على الإنترنت

GMT 08:31 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 15:38 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

مجدي بدران يكشف جرائم استغلال الأطفال الأيتام

GMT 01:45 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

50 هدفًا تفصل "ليونيل ميسي" عن عرش "بيليه"

GMT 23:21 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

المتحدث باسم روني يكشف تفاصيل توقيفه في مطار واشنطن

GMT 12:43 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

اللبنانية نور صعب تستعدّ لخوض تجربة درامية جديدة

GMT 23:22 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

شباب أهلي دبي يحل ضيفًا على اتحاد كلباء الخميس

GMT 17:31 2018 الأربعاء ,08 آب / أغسطس

اتيكيت تناول الشوربة و الحساء بطريقة مميزة

GMT 11:51 2015 السبت ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

معرض الشارقة للكتاب يناقش جماليات الموسيقى العربية

GMT 20:27 2016 الأحد ,07 شباط / فبراير

الكشف عن لعبة "Mirror Edge Catalyst" وإتاحة التسجيل

GMT 03:49 2015 الخميس ,17 أيلول / سبتمبر

إنجاز 53% من محطة براكة للطاقة النووية في أبوظبي

GMT 03:57 2015 الإثنين ,27 تموز / يوليو

الجاسر يفتتح "معرض الفنان ناصر الموسى" في جدة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates