تدني صياغة قانون العفو العام  الجزء الاول

تدني صياغة قانون العفو العام .. الجزء الاول

تدني صياغة قانون العفو العام .. الجزء الاول

 صوت الإمارات -

تدني صياغة قانون العفو العام  الجزء الاول

القاضي : رحيم العكيلي

رغم أن قانون العفو العام لم يتضمن سوى(16)مادة، وتكون من(1161)كلمة، الا ان صياغته كانت ركيكة ومتهافتة الى حد معيب ومخجل، مما سيفتح الباب واسعا للتفسير والتأويل المزاجي، ويهيئ اجواءً لتبني تفسيرا يُجامل الموالين واخر يقسو على المعارضين.

اليكم عيوب الصياغة (المخجلة حد القرف) في اهم واخطر مادة فيه، هي المادة(5) المكونة من (200) كلمة فقط، التي جاءت بالجرائم المستثناة من العفو:-
اولا:-منعت المادة(5/ثانيا) جريمتين من ان تشملا بالعفو هما(1-جريمة تخريب مؤسسات الدولة 2-جريمة محاربة القوات المسلحة)؟؟؟ واردفتهما مع استثناء الجرائم الارهابية ، إلا ان هاتين الجريمتين غير معروفتين اسما ووصفا في القانون العراقي، فتكون تلك العبارات عبارات انشائية، لا وجود لمعنى قانوني محدّد لها، وليس لديّ تفسير لسبب اردافها بجرائم الارهاب، فهل يقصد من اردف تلك العباراتين الانشائيتين مع الجريمة الارهابية استثناء الجريمة الارهابية التي تؤدي الى تخريب مؤسسات الدولة او تتضمن محاربة القوات المسلحة العراقية؟؟؟ ام انه يقصد جريمتين تقعان في القمر، هذا غير واضح ولا يمكن الفصل به الا بتفسيرات لا يمكن ضبطها ولا التكهن بها.
 
ثانيا:-تقول المادة (5/ثانيا) (الجريمة الارهابية التي نشأ عنها قتل او عاهة مستديمة، وكل جريمة إرهابية التي ساهم بارتكابها بالمساعدة او التحريض او الاتفاق) فما معنى العبارة الاخيرة؟؟؟ فهل يريد القانون استثناء جميع الجرائم الارهابية؟؟ فإذا كان كذلك فما معنى العبارة التي وردت بصدر النص اذن؟؟ ام انه يريد عدم شمول ( الشريك) في جميع الجرائم الارهابية، ويعفي عن (الفاعل الاصلي) في كل الجرائم الإرهابية الأخرى، عدا التي نتج عنها قتل او عاهة مستديمة... ياويلي؟؟؟؟؟؟؟
 
اي قانون هذا الذي يعفي(الفاعل الاصلي) ويمسك بتلابيب (الشريك)؟؟؟ هل تدركون خطورة الجهل في صياغة هذه الفقرة الخطيرة؟؟؟؟؟
ثالثا:-استثنت المادة(5/رابعا)الاتجار وحيازة واستعمال الاسلحة الكاتمة و(المفرقعات)؟؟؟ لكن الحقيقة هو ان القانون العراقي لم يعرف مصطلح (المفرقعات) بل لم يستعمله، لا في قوانين الاسلحة ، ولا في امر مهم للسيطرة على الاسلحة، فما هي الجرائم التي سوف نستثنيها بمصطلح (المفرقعات) هنا؟؟ علمًا أن المفرقعات قد تُستعمل في القتال لكنها قد تستعمل في الهدم وبعض الصناعات، وما دام المصطلح لم يُستخدم في النصوص القانونية التجريمية فسيكون محلًا للاجتهاد المزاجي في تحديد معناها.
 
رابعا:-استثنت المادة(5/خامسا) من العفو:-(جرائم الاتجار بالبشر وكل ما يندرج تحت عنوان (السبي) حسب ما يصطلح عليه عند الجماعات الارهابية والتكفيرية) ورغم ان القانون العراقي يجرّم الاتجار بالبشر لكنه لا يعرف اي معنى تجريمي او عقابي لشيء اسمه (السبي) بل انه لا يجرّمه ولا يجرّم الاستعباد اصلا، ولا ادري ما معنى عبارة(حسب ما يصطلح عليه عند الجماعات الارهابية والتكفيرية) فإذا كنا نعرف-من وجهة نظر قانونية- معنى(الجماعات الارهاربية) فلا اظننا نعرف-قانونيا-معنى (الجماعات التكفيرية) بل ليس لدينا مفهوم قانوني بهذا المعنى، كما لست ادري كيف تكون مفاهيمهم مفاهيم قانونية تختلط بنظامنا القانوني؟؟؟
خامسا:-استثنت المادة(5/عاشرا)جرائم الاختلاس وسرقة أموال الدولة و(اهدار المال العام عمدا)،انما ابشركم ليس لدينا جريمة او مجموعة جرائم تسمى جرائم إهدار المال العام عمدا) فتلك عبارة انشائية ستخضع للتفسير الكيفي، انما كان يراد من هذا النص الايحاء باخراج بعض جرائم الفساد المهمة.. لكن القانون شمل بعفوه الكريم اعظم صورة للفساد السياسي الكبير في العراق وهي تعاطي الكومنشات والعمولات عن العقود الكبرى وهي جرائم رشوة، التي يشملها قانون العفو، كما أنه شمل بعفوه الكريم جرائم الكسب غير المشروع (جرائم من اين لك هذا) وبالتالي افلتت كل الطبقة السياسية من 90%من جرائم الفساد التي ارتكبتها لانها غالبا جرائم رشوة وكسب غير مشروع.
 
سادسا:-استثنت المادة (5/ثالث عشر):-(جريمة تزوير المحررات الرسمية التي ادت الى حصول المزور على درجة وظيفية في ملاك الدولة مدير عام فاعلى)، هذا النص خدعة كبيرة او جهل مخجل بالقانون.. لان هؤلاء لم (يزوروا وثائق دراسية رسمية) لكنهم(اصطنعوا وثائق دراسية) وهناك فرق بين (جريمة تزوير المحرّر الرسمي) وجريمة (اصطناع محرّر مزوّر)، وهذا يعني ان الجماعة كلهم مشمولون بالعفو، وبالخير عليهم، لكن مجلس النوّاب أراد خداع الشعب بالايحاء بأنه استثناهم من شمولهم بالعفو.
 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تدني صياغة قانون العفو العام  الجزء الاول تدني صياغة قانون العفو العام  الجزء الاول



GMT 22:17 2024 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 22:15 2024 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

عطش.. وجوع.. وسيادة منقوصة

GMT 22:11 2024 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

بعد أوكرانيا الصين وتايون

GMT 22:07 2024 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

العراق فاتحاً ذراعيه لأخوته وأشقائه

GMT 22:21 2019 السبت ,20 تموز / يوليو

يحدث عندنا.. ذوق أم ذائقة

GMT 18:55 2019 الأربعاء ,20 آذار/ مارس

قرار المحكمة الصهيونية مخالف للقانون الدولي

GMT 15:46 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

سورية والعائدون إليها

GMT 18:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 صوت الإمارات - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 صوت الإمارات - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 01:44 2018 السبت ,29 كانون الأول / ديسمبر

جيمي أيوفي يستمتع مع أسرته في "أتلانتس دبي"

GMT 10:11 2012 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الطاقة الإثيوبي: في طريقنا لاستكمال مشروع سد النهضة في 2015

GMT 19:07 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

اسباب تضخم الكبد وطرق العلاج

GMT 18:36 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

صفّ السيارات يتسبب في مشاجرة بالضرب بين رجل وفتاة في تكساس

GMT 20:58 2013 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

أول اجتماع لرئيس التليفزيون لبحث تطوير القنوات المصرية

GMT 06:43 2015 الجمعة ,19 حزيران / يونيو

الطقس في الإمارات الجمعة مغبرًا جزئيًا

GMT 01:51 2016 الثلاثاء ,29 آذار/ مارس

افضل التصاميم البارزة لأحذية ربيع 2016

GMT 11:53 2013 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

اختتام مسابقة الخطابة باللغة العربية للجامعات الصينية

GMT 22:33 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

إطلالة مثيرة للموديل هايدي كلوم في حفل "أمفار"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates