الدكتورة نور سوبرز تقدم شرحا عن المرقعات

امتداداً لما يوليه متحف الفن الإسلامي من الاهتمام بالثقافات الأخرى، ورغبة منه في إماطة اللثام عن رحلة التطور الفني بالشرق الأوسط، عرض المتحف صباح اليوم، الأربعاء، مجموعة من المنمنمات والخط العربي من بلاد فارس الصفوية والهند المغولية، وذلك خلال افتتاح معرض "بناء مجموعتنا الفنية" بجزئه الثاني والذي يحمل عنوان "المرقعات المغولية والصفوية"، ويستمر حتى 21 فبراير المقبل.
ويتناول هذا الجزء تأثير أساليب الاقتناء التي اتبعتها النخبة الآسيوية على البريطانيين إبّان فترة استعمارهم للهند، وكيف تم تبني تقليد جمع المجلدات من البلاط الصفوي في القرن السادس عشر من قبل أباطرة الهند المغول واعتماد هذه التقاليد لاحقاً من قبل بعض الشخصيات البريطانية النافذة في الهند، في حين يلقي المعرض الضوء على العلاقة التي تربط بين هذه الروائع الفنية التي تؤلف مجموعات الفن الإسلامي، كما يركز على أهميتها الفنية والتاريخية والتعليمية الواسعة..
وأوضحت الدكتورة نور سوبرز خان- أمين تركيا في متحف الفن الإسلامي، والمشرف على إعداد معرض المرقعات الصفوية والمغولية - أن "بناء مجموعتنا الفنية" معرض مؤقت يقدم فرصة نادرة للزوار للتعرف عن كثب على عملية اقتناء وعرض القطع الفنية في المتاحف، فضلاً عن تفسير الدور الذي تلعبه أساليب الاقتناء والعرض في تشكيل فهم المتلقي للفن الإسلامي، لافتة إلى أن الجزء الثاني من المعرض يسلط الضوء على المرقعات الصفوية والمغولية، بعد الجزء الأول الذي ضمّ قطعاً خزفية نادرة وجميلة تعود إلى فترة السيطرة الإسلامية على إسبانيا..
وحول "المرقعات الصفوية والمغولية" أشارت د. نور إلى أن المجموعة المختارة من اللوحات المنمنمة والخطية تكشف النقاب عن رحلة التطور الفني الذي خضعت له فنون الشرق الأوسط وآسيا وأوروبا عبر القرون، وهي تمكننا من فهم أهمية اقتناء الفنون الإسلامية على مرّ التاريخ والطريقة التي تشكل بها هذا الجانب من متحف الفن الإسلامي، منوهة بأن الدخول للمعرض مجاني.
فنون إسلامية
وشرحت د.نور خلال الجولة الإعلامية، المجموعة الفنية من اللوحات المنمنمة والخطية، موضحة تأثير أساليب الاقتناء التي اتبعتها النخبة الآسيوية على البريطانيين إبّان فترة استعمارهم للهند، وكيف تم تبني تقليد جمع المجلدات من البلاط الصفوي في القرن السادس عشر من قبل أباطرة الهند المغول.
ولفتت إلى أن المعرض يضم عدداً من المرقعات المغولية والصفوية منها "صفحة من مرقع جهانغير" للخطاط مير علي، تعود للقرنين السادس عشر – السابع عشر الميلاديين، وصفحة منسوبة للفنان الإيراني آقا ميراك تعود للقرن السادس عشر الميلادي، إضافة إلى صورة شخصية للشاه شجاع الهند المغولية، أواسط القرن السابع عشر الميلادي، وصورة شخصية أخرى لمحمد رضا خان الهند المغولية (فايزآباد)،1770، موضحة أن الاطلاع على القطع من خلال المعارض والبرامج يعتبر فرصة للمشاهد كي يتعرّف على القصص التي تحملها القطع، بدءاً من صناعتها وسياقها التاريخي، مروراً بانتقالها بين البلدان وسيرتها الذاتية، ومن ثم صيانتها والاهتمام بها باعتبارها جزءاً من مجموعة متحف الفن الإسلامي..
أهم المقتنيات
هذا ويضمّ متحف الفن الإسلامي فنوناً إسلامية تشمل مخطوطات وأعمالاً خزفية ومعدنية وزجاجية وعاجية وخشبية وأخرى من الأحجار الكريمة تم جمعها من ثلاث قارات ـ تشمل دولاً شرق أوسطية وصولاً إلى بلدان كإسبانيا والهند، وتمثل مقتنيات المتحف تنوع العالم الإسلامي وتشمل الفترة الممتدة من القرن السابع وحتى العشرين.
تتوزع مجموعة المقتنيات الدائمة على طابقين المتحف، حيث يعرف الطابق الأول في صالته التعريفية زواره على بعض أهم وأعظم مقتنيات الفن الإسلامي، ثم ينتقل للتعمق في المواضيع الرئيسية لهذا الفن ألا وهي الخط العربي والرسوم والأنماط والصور ذات الأشكال البشرية والحيوانية، أما الطابق الثاني يرصد تطور رحلة الفن الإسلامي وامتداده من الجزيرة العربية في القرن السابع وصولا إلى تركيا في القرن التاسع عشر مرورا بقصور قرطبة والقاهرة في العصور الوسطى وجبال أفغانستان.