حسين فهمي

 

كان لقاؤه مختلفاً، إذ اصطحب معه أمجاد السينما المصرية وعمالقتها، تحدث عن طفولته، دراسته وحتى عن ظلم الصحافة له. هو فتى الشاشة الذهبية في سبعينيات القرن الماضي وثمانينياته وفارس أحلام الفتيات، الذي تربع على عرش قلوبهن بدءاً من ظهوره الأول على الشاشة العربية. 

ينبذ حسين فهمي الألقاب، ويشير إلى أن إحدى المقالات التي كُتبت يوماً طالبت بإعدامه، فهو في رأي كاتبها لا يستحق العيش لأنه باختصار أحد أبناء الطبقة الأرستقراطية. لكنّ انتماءه الى الطبقة الأرستقراطية لم ينفِ كونه شخصية وطنية مدافعة عن حقوق الإنسان في شتى أقطار الأرض، حتى المكسيكيون طالبوا بحقوقهم في الستينيات خلال تظاهرة شاركهم فيها في مكان إقامته في الولايات المتحدة الأميركية.  

خلال لقائنا معه في جامعة بيروت العربية التي كرّمته في قاعة جمال عبدالناصر، تميز فتى الشاشة الذهبية بصراحته وغروره المحبّب إذ أكد أنه وقف أمام جميع نجمات السينما المصرية، ولكن ثمة من يحلمن بالوقوف أمامه... ذلك الغرور الممزوج بالثقة والثقافة وخفة الدم بدا رائعاً في رجل اختصر تاريخ السينما والحروب والحب والزواج، رجل حالم على الدوام بلقاء المرأة التي تحبّه فعلاً ولا تغار من نجاحاته.

انتقد حسين فهمي الدراما التركية، وأوضح أن العثمانيين نجحوا من خلالها في التغلغل مجدداً في مجتمعاتنا العربية، لكن بأسلوب مضلل، مؤكداً أن مشاهدتنا لهذه الأعمال تخلفٌ منا، ونافياً أن تكون السياسة سبباً في مهاجمته لها.

ورداً على سؤال "لها" عن دور المرأة في قصة نجاحه، قال حسين فهمي: "لم يكن للمرأة دور في نجاحي، لأن معظم السيدات اللواتي تعرفت إليهن لم يحاولن دعمي لأحقق النجاح بقدر ما عرقلن مسيرتي الفنية". 

وأضاف: "الغيرة من نجاحي كانت موجودة دائماً. 

هناك فارق بين الغيرة من الشخص والغيرة عليه. للأسف كنّ يغرن مني وهو ما دفعني للهرب منهن". وعمّا إذا كان يعتمد عبارة "الغاية تبرر الوسيلة" التي وردت في كتاب "الأمير" لمكيافيللي، قال فهمي: "لا أؤمن بهذه العبارة، فهي ليست من مبادئي ولم أتّبع يوماً الفكر المكيافيللي". 

وعمّا تعلمه من ذوي الاحتياجات الخاصة بعدما كان على تماس معهم في أنه سفير دولي للأولمبياد الخاص، يوضح فهمي: "تعلّمت منهم الصبر، فهم أشخاص طيبون ومشاعرهم رقيقة ولا ذنب لهم بما يعيشونه".

بعد غياب تسع سنوات عن السينما، يعود حسين فهمي إلى الجمهور بفيلم كوميدي يؤدي فيه شخصية تشبه "سي السيد"، الرجل الصارم الذي يعيش في أربعينيات القرن الماضي، إلا أن هذه الشخصية تتحول ليلاً بحيث يخرج مع أصدقائه ويقودون الدرّاجات النارية ويضع وشماً على يديه، من دون أن تعلم عائلته بذلك.

أما عن عمله الرمضاني والذي يلتقي فيه بالممثلة السورية سلاف فواخرجي، فيقول فهمي: "تعمل سلاف في مصحة عقلية، وتساعدني كي أستعيد حياتي بعد أن فكرت بالانتحار نظراً لإصابتي بمرض خبيث، وتولد بيننا قصة حب"، مشيراً إلى أنه لم ولن يقدم يوماً عملاً يهز صورته في عيون جمهوره.

وفي ختام لقائنا، قال فهمي إنه يرفض الألقاب الفنية. وبعد الشائعة التي طاولته بأنه اقترع مرتين في الانتخابات الرئاسية، أكد أنه اقترع مرة واحدة. كما لفت إلى أنه يتأثر لدرجة البكاء حين يرى الأطفال العرب مشرّدين أو جثثاً هامدة نتيجة الأزمات السياسية التي تعصف بالمنطقة العربية.