المغني المغربي سعد لمجرد

تماماً مثل منطق أي شيء آخر في الحياة، تظل النجومية الفنية دوماً خاضعة لمنطق الربح والخسارة، ويظل فيها الفنان أسيراً لمقتضيات النجاح، حاملاً لأعبائه التي قد لا ينحشر فيها بشكل مباشر بقدر ما يحتمل رياحها العاتية في لحظة من لحظات الغفلة العابرة.

قد لا ينسحب هذا الأمر على بعض الفنانين الذين خيّروا المشي على أرض صلبة، متسلحين بتجارب من سبقوهم، ومؤمنين بأن الخطوة هي التي تصنع الطريق، لكن يبدو أن البعض الآخر امتهن المشي على "هواه" مقتدياً ببعض أحلام وردية وبقايا طموح انزلق به في صحراء واعرة لا رجعة منها، مثل قصة نجومية المغني المغربي سعد لمجرد الغريبة وتطوراتها المتسارعة، القريبة إلى أفلام "الخيال العلمي"، التي تسافر بنا في خيالات برّاقة سرعان ما تحيلنا بعد انتهائها إلى واقع صادم ممتلئ بالمفاجآت.

وبأكثر من مجرد التحفظ، قد يتفق الكل على غرابة قصص نجومية ذلك "المعلم"، الذي اكتسح سوق الأغنية الشبابية في أقل من ثلاث سنوات محققاً ما يزيد على 160 مليون مشاهدة على موقع"تويتر"، تبعها الفنان بعد أقل من سنتين بنحو 387 مليون مشاهدة على وسائل التواصل الاجتماعي، منافساً بذلك جملة من أهم وأبرز فناني عصره، الذين اكتفوا باقتفاء أثر نجومية محتملة قطف ثمارها النجم الشاب بما حازه بعدها من جوائز كلل بها مسيرة "مفاجئة وخاطفة" من النجاحات المتعاقبة، التي وضعته تحت مجهر "الفضائح العابرة للحدود"، بعد سجنه أولاً في أميركا، وبعدها في فرنسا بتهمة التحرش الجنسي والسكر الواضح والاعتداء اللذين أججا فتيل الفتنة من حوله، وحولاه إلى قضية رأي "خاص جداً".

وبين إدانات مفترضة واتهامات لم تثبت صحتها من جهة.. وعيون مترصدة وجمهور مناهض "للظلم" ومتعاطف مع المواهب الفذة من جهة أخرى.. يبقى الفن رهين المؤشرات والفنان فناناً "مع وقف التنفيذ"، وتبقى حياة المجرد وقصص نجوميته سيرة استثنائية من "النجاحات الواعدة"، و"الإخفاقات الكاسرة"، التي نعرض تباعاً بعضاً من تقلباتها.