القاهرة - شيماء مكاوي
أكّد المستشار الإعلامي لنقابة الموسيقيين، طارق مرتضى، أنّ حالة من الإرهاق الشديد أصابت المطرب محمد منير، الثلاثاء، تسببت في دخوله إلى المستشفى وإجراء جراحة في القلب، مشيرًا إلى أن حالته الصحية تحسنت كثيرًا وغادر المستشفى، الأربعاء.
ولفت مرتضى، في تصريحات إعلامية إلى أن نقيب الموسيقيين هاني شاكر وعضو مجلس النقابة المطربة نادية مصطفى، كانا على تواصل مع منير لحظة بلحظة أثناء تواجده في المستشفى وحتى الآن، مبينًا أنه متواجد حاليا في منزله من أجل قضاء فترة النقاهة.
وبيّنت مصادر أنّ منير الذي لم ينظم أي حفلات داخل مصر في الفترة الأخيرة، كان منشغلا بالألبوم الذي يحضر لطرحه في الأسواق خلال الفترة المقبلة.
ويعتبر محمد منير مدرسة غنائية لا يمكن تكرارها إذ نجح في أن يتميز بغناء التراث النوبي الأصيل ليعرف العالم به، وهو من مواليد قرية منشيه النوبة إحدى القرى التابعة لمحافظة أسوان وولد في 10 تشرين الأول/ أكتوبر عام 1951.
وتلقى منير تعليمه المبكر وقضى فترة الصبا في أسوان قبل أن يهاجر مع أسرته إلى العاصمة بعد غرق قرى النوبة تحت مياه بحيرة ناصر التي خلفها السد العالي، في أوائل السبعينات. وأحب ممارسة الغناء منذ الصغر وكان يغني لرفاقه في الجيش.
وتدرب منير على يد أحمد منيب، لتقديم الأغاني النوبية، ثم بدأ في الاستعانة بكلمات الشعراء عبد الرحيم منصور وفؤاد حداد، وكانت البداية الحقيقية له بانضمام الموسيقيّ هاني شنودة الذي أضاف بألحانه وتوزيعاته غربية الطابع، بل إنه جلب أعضاء فرقته الحديثة وقتها فرقة المصريين ليرددوا ويعزفوا أغاني الألبوم الأول الذي لم يصادفه النجاح.
وتلا ذلك ألبوم من إنتاج الشركة ذاتها التي اقتنعت بتلك المجموعة، والتي أتى شنودة إليها بيحيى خليل وفرقته، فنجح الألبوم وتبعته نجاحات متتالية في ألبومات نتاج لتعاون كامل مع فرقة يحيى خليل وملحنين وتنوعت التجارب وأثراها اتجاه منير للدراما، وإشراك فرق غربية أيضا، والغناء بلهجات شامية وسودانية وجزائرية في خضم ما عرف بموسيقى الجيل وخلطها بين القوالب.
وعرف منير بأدائه التلقائي والخارج عن آداب الأداء المعروفة للمصريين، فلم يشاهد في بدلة أو ثابتا أمام الميكروفون، فضلا عن حركاته العصبية، ولهجته الهجين بين القاهرية والأسوانية، كما أن ارتباطه بأشعار الصف الأول من شعراء العامية المصرية وقواميسهم المغايرة الخالية من النبرة الرومانتيكية جعل الكثيرين ينكرونه ولكنه في المقابل حاز على إعجاب الشباب بل وجمهور المهرجانات، وأطلق عليه محبوه في مصر "الملك" تيمنا باسم ألبومه السياسي الشهير.
وقدّم منير الكثير من الألبومات التي حققت نجاحًا كبيرًا، إلى جانب الأفلام والمسرحيات التي شارك فيها ممثلًا ومطربًا إلى جانب أنه المطرب المصري الوحيد الذي حصل على الجائزة البلاتنينية من شركة "يونيفرسال" عن أغنية "ياسمينا" التي حققت مبيعاتها أكثر من 750 ألف نسخة في أوروبا.