كشفت هيئة مكافحة الفساد "نزاهة" عن تكسب واستفادة وتورط مسؤولين كبار، ومهندسين في وزارة النقل، في فساد مالي وإداري يخص بعض مشاريع الوزارة بعد ورود بلاغات وشكاوى، مدعومة بالأدلة والقرائن، فضلًا عن معاملات تخص نزع ملكيات تعترض بعض مشاريع الطرق، إضافة إلى تهم أخرى تتعلق بفساد في آليات ترسية مشاريع عقود الباطن دون مسوغات نظامية. وأكدت مصادر مطلعة أنَّ "نزاهة" أحالت إلى بعض فروعها شكاوى متفرقة من مصادر مختلفة، حول شبهات فساد في مشاريع للوزارة، بعضها متعثر والآخر ينفذه مقاولون من الباطن دون مسوغات ترسية نظامية، واستفادة مسؤولين في الوزارة منها، إضافة إلى شكاوى أخرى تتعلق بإجراءات نزع ملكيات تعترض مشاريع طرق.
وأفادت المصادر أنَّ "نزاهة" استقبلت شكوى مواطن تفيد بتعرضه للابتزاز من قبل رئيس محكمة مركز تابع لمنطقة الرياض، وموظف يعمل في قسم حجج الاستحكام في المحكمة ذاتها، بهدف التنازل عن 2000 متر مربع من أرضه في مقابل إنهاء صك التملك الذي يعطله رئيس المحكمة.
وكشفت أنَّ بعض الشكاوى تضمنت أسماء محددة بينهم مسؤولون ومشرفو مشاريع في الوزارة، من بينها شكوى من مهندس يعمل في الوزارة، وآخر في شركة مقاولات تنفذ حاليًا مشاريع طرق، وشكاوى أخرى من مواطنين، بعضها تضمنت أوراق إدانة، وأخرى لم تتضمن سوى شكوى كتابية.
وأوضحت المصادر أنَّ الشكاوى المكتملة تمت إحالتها لجهات الاختصاص في "نزاهة" لمباشرة التحقيق فيها، في حين أنَّ الشكاوى الغير المكتملة سيطلب من مقدميها إرفاق ما يثبت الشكوى قدر الإمكان لمساعدة فرق الهيئة في البحث والتحري حول هذه الشبهات.
وذكرت أنَّه ضمن هذه الشكاوى استفادة مسؤول في الوزارة من إبرام عقود من "الباطن" بين شركات مقاولات أرست عليها الوزارة مشاريع طرق وجسور، وبين مقاولين صغار بقيمة أقل من قيمة الترسية، دون مسوغ نظامي تحت علم وبصر مسؤول في الوزارة، وأخرى حول تعثر مشاريع طرق دون فرض غرامات التأخير على المقاول، واستفادة ذات المسؤول من عدم فرض الغرامة، إضافة إلى شكاوى حول أخطاء في إجراءات نزع ملكيات تعترض بعض مشاريع الطرق.
وشدّدت المصادر أنَّ "نزاهة" لن تعتبر ذلك فسادًا قبل ثبوته عن طريق مفتشيها، حيث تعتبرها حاليًا شكاوى وبلاغات يجب متابعتها لحين التثبت من صحتها، مؤكدة في الوقت ذاته أنَّ بعض الأدلة المرفقة بالشكاوى قد تدين المسؤول، وهي عبارة عن وثائق سربت من ملفات في الإدارة العامة للمشاريع في الوزارة، حسبما ذكرت صحيفة " الوطن".