تعهد المجتمع الدولي الاثنين بمنح 1,8 مليار يورو للصومال بهدف اخراج هذا البلد من اهوال الحرب الاهلية والفقر المدقع. واعلن رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو في ختام مؤتمر دولي عقد في بروكسل تحت شعار "عقد جديد من اجل الصومال" لدينا تعهدات بقيمة 1,8 مليار يورو" اي نحو ضعف ما كان يأمل الاتحاد الاوروبي. وقال الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود الذي شارك مع الاتحاد الاوروبي في تنظيم المؤتمر بهدف دعم عملية انهاض هذا البلد الواقع في منطقة القرن الافريقي، "انه يوم تاريخي للصومال". ووعدت المفوضية الاوروبية ب650 مليون يورو، تبعتها السويد والدنمارك والمانيا وبريطانيا بحسب مصدر اوروبي. وقد صرف الاتحاد الاوروبي منذ 2008 مبلغ 1,2 مليار يورو لهذا البلد. واوضح باروزو ان الاموال ستمول تنفيذ خارطة طريق لاعادة اعمار البلاد بعد 20 عاما من الفوضى بغية اجراء انتخابات في العام 2016. وقال مصدر دبلوماسي "ان الرسالة هي سياسية قبل اي شيء اخر. ان المسالة تتعلق باعطاء رؤية عامة وتفصيل كل ما يفعله المجتمع الدولي". ودعا الرئيس الصومالي من جهته الاسرة الدولية الى "احترام تعهداتها" لمساعدة بلاده على مواصلة "التحول الملفت" الذي بدأته. وقال "ان كل شيء سيكون رهنا بالطريقة التي ستوضع فيها آلية لضمان تسليم هذه الاموال". واشار الى ان خطة اعادة الاعمار التي تم اقرارها رسميا اثناء المؤتمر "ستساعد الصومال على النهوض". والهدف تنظيم عملية انهاض البلاد حول اربع "اولويات" هي : الامن واصلاح القضاء واصلاح المالية العامة واعادة اطلاق الاقتصاد". وبعد ان طمأنته وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون لجهة دعم الشركاء الدوليين، لفتت الى ان "قائمة الاحتياجات تبقى طويلة والتحديات كبيرة". واوضح باروزو ان بين الاهداف توفير فرص عمل لمنع تجدد اعمال القرصنة التي اعاقت في السنوات الاخيرة حركة الملاحة البحرية قبالة السواحل الصومالية. وقد صرفت اكثر من نصف الاموال الاوروبية التي دفعت منذ 2008 لتمويل بعثات حفظ السلام او مكافحة القرصنة فيما ذهب الباقي للتنمية. واكد الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود تصميمه على "فتح صفحة جديدة" للبلاد وجعلها "شريكا دوليا جديرا بالثقة". وعبر عن ارتياحه لان خطة النهوض بالبلاد وضعت بعد مشاورات واسعة مع كافة اطياف المجتمع الصومالي. وشدد رئيس المجلس الاوروبي هرمان فان رومبوي على انه "انه امر اساسي ان تعاد الثقة بين الناس واولئك الذين يمثلونهم، بين القبائل والمناطق". لكن المتمردين في حركة الشباب الاسلامية قالوا على حسابهم على موقع تويتر ان "المليارات الموعودة" ستبقى "على الارجح غير مدفوعة" او ستغذي "فساد" الحكومة، واعتبروا ان الاجتماع الدولي فارغ من اي مضمون. وكانت الامم المتحدة عبرت في تموز/يوليو عن قلقها ازاء حجم ظاهرة الفساد في البلاد. ولفت مصدر دبلوماسي الى ان استمرار انعدام الامن "يزيد من مخاطر تبخر" المساعدة التي تدار عبر العديد من الوسطاء. وبعد سنوات الحرب الاهلية التي ادت الى هرب اكثر من مليون لاجىء الى البلدان المجاورة تشكل اعادة اعمار الصومال "احد اصعب التحديات في العالم" كما اقرت كاثرين اشتون. ومع انتخاب حسن شيخ محمود في ايلول/سبتمبر 2012 بدأت عملية اعادة بناء دولة مركزية. لكن بالرغم من النكسات التي تسبب بها الاسلاميون الذين فقدوا منذ اب/اغسطس 2011 جميع معاقلهم في جنوب البلاد ووسطها، تلقى الحكومة صعوبة في بسط سلطتها خارج العاصمة مقديشو وضواحيها. ولا يزال الاسلاميون من جهتهم يسيطرون على المناطق الريفية الكبرى ويكثفون هجماتهم. ويعود اخر هجوم يحمل توقيعهم الى السابع من ايلول/سبمبر واسفر عن سقوط 18 قتيلا على الاقل في وسط مقديشو. وبعد اقل من 48 ساعة من انتخابه قام الاسلاميون بمحاولة اعتداء على الرئيس في العاصمة ثم استهدف مرة اخرى في الذكرى الاولى لتسلمه الحكم في كمين نصب لموكبه في الثالث من ايلول/سبتمبر.