جانب من مؤتمر النفط والمال

 أكد سلطان بن أحمد الجابر وزير دولة الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية " أدنوك " ومجموعة شركاتها" أن هناك فرصا واعدة للنمو والتوسع والاستثمار في قطاع النفط والغاز نتيجة للارتفاع المستمر في الطلب على الطاقة خصوصا في اقتصادات آسيا ذات معدلات النمو المرتفع.

جاء ذلك خلال الكلمة الرئيسة التي ألقاها في الدورة التاسعة والثلاثين من "مؤتمر النفط والمال" الذي نظمته كل من "نيويورك تايمز" و"إينرجي إنتليجنس" في لندن، والتي أوضح فيها أن الطلب العالمي على النفط يصل إلى مستويات قياسية، وأنه بنهاية العام الجاري سيشهد العالم زيادة تاريخية في مستوى الاستهلاك الذي سيبلغ 100 مليون برميل من النفط يوميا، أي أسرع مما كان متوقعا، كما أن مجال البتروكيماويات سيصبح أحد أكبر محركات نمو الطلب على النفط بحلول عام 2050.

وقال معاليه: "تؤكد توجهات الطاقة الحالية أن الطلب على النفط مستمر في الارتفاع، ويترافق ذلك مع وصول الناتج المحلي الإجمالي العالمي إلى أعلى مستوى له منذ عام 2011، كما تتجه جميع الاقتصادات الرئيسة نحو النمو والتوسع، خاصة في آسيا.. ويؤدي هذا النمو الاقتصادي إلى زيادة الطلب على الطاقة ويؤكد أهمية الدور المحوري لقطاع النفط والغاز كعامل مساعد أساسي لتقدم الاقتصاد العالمي".

وأضاف: "إن متابعة احتياجات العالم من الطاقة تؤكد وصولها إلى مستويات كبيرة غير مسبوقة وهذا يشير إلى نمو اقتصادي واعد، ويؤكد أن متغيرات مشهد الطاقة تزخر بالعديد من الفرص المواتية لتحقيق المزيد من النجاح لشركات الطاقة والمساهمين وأيضا للعملاء".

و أوضح معاليه أن أدنوك تؤمن بهذه النظرة الإيجابية لمستقبل القطاع، وتحرص على مواصلة رفع الكفاءة والإدارة الذكية لرأس المال والاستفادة الكاملة من فرص النمو المتاحة.

وقال معالي الدكتور سلطان الجابر: "يتركز هدفنا الرئيسي في أدنوك على خفض النفقات وزيادة القيمة والعائد الاقتصادي في مختلف جوانب ومراحل الأعمال بدءا بمنصات الحفر وانتهاء بمنصات التسويق والتداول والتجارة..

وبدأنا في عام 2016 خفض النفقات التشغيلية، والتركيز على تعزيز كفاءة رأس المال واستقطاب استثمارات استراتيجية لضمان تحقيق أقصى استفادة ممكنة من أسواق المال بما يلبي احتياجاتنا.. ونسعى أيضا إلى إبرام شراكات تجارية مبتكرة قادرة على تحقيق قيمة إضافية تعزز التقدم نحو تنفيذ خططنا الطموحة للنمو الذكي، وتسهم في نقل التكنولوجيا والمعرفة وضمان الوصول إلى أسواق جديدة".

وأضاف : " نسعى أيضا للاستفادة من الإمكانات الكبيرة التي توفرها التكنولوجيا الرقمية وتطبيقاتها مثل الذكاء الاصطناعي وتعليم الآلة و الشبكات العصبية لتحسين عملية اتخاذ القرار و المساهمة في تعزيز الكفاءة في كافة مجالات ومراحل قطاع النفط والغاز بدءا من تقليل زمن عمليات الحفر وصولا إلى تحقيق أقصى قيمة من كل برميل نفط يتم إنتاجه".

وسلط معاليه في كلمته الضوء على الإعلان عن توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية بين شركة " أدنوك للحفر" إحدى الشركات التابعة لأدنوك و شركة " بيكر هيوز جي إي" وذلك بهدف دعم نمو وتطور "أدنوك للحفر" وترسيخ مكانتها شركة رائدة في خدمات الحفر المتكاملة لآبار النفط والغاز..

مشيرا إلى أن هذه الخطوة تعد مثالا واضحا لبرنامج أدنوك لتوسيع نطاق الشراكات الاستراتيجية والفرص الاستثمارية.

و أوضح معاليه أن اجتماع قدرات وخبرات كل من "أدنوك للحفر" و"بيكر هيوز" سيسهم في استخدام أفضل وأحدث التكنولوجيا المتطورة لتعزيز كفاءة عمليات حفر الآبار وخفض الوقت اللازم لتهيئتها وتحقيق عوائد مجزية لكلا الجانبين.. مشيرا إلى أن هذه الشراكة تزود أدنوك بإمكانات وقدرات متطورة تتيح لها دراسة التوسع إقليميا، كما أنها تسهم في تعزيز القيمة المحلية المضافة.

و أكد معاليه أن أدنوك ستبقى ملتزمة بتلبية الطلب العالمي المتزايد على الموارد الهيدروكربونية وستستمر مزودا موثوقا ومعتمدا للنفط الخام لأسواق الطاقة في العالم لعقود مقبلة مرسخة بذلك مكانتها الرائدة واحدة من أكبر مصدري النفط والغاز في العالم.

و أوضح أن حكومة أبوظبي اتخذت في أبريل 2018 قرارا بطرح ست مناطق برية وبحرية جديدة لاستكشاف وتطوير وإنتاج النفط والغاز من خلال مزايدة تنافسية تغلق أبوابها الشهر الجاري.. مشيرا إلى أن هذه المناطق تغطي مساحة إجمالية تقارب 30 ألف كيلو متر مربع وأن المزايدة شهدت استجابة كبيرة من 39 من مقدمي العروض من مختلف أنحاء العالم.

ونوه معاليه إلى أن أدنوك مستمرة في الاستفادة من الإمكانات الكبيرة غير المطورة في مجال الغاز وذلك من خلال تقييم الأغطية الغازية، واستكشاف المكامن محدودة النفاذية غير المطورة و المكامن غير التقليدية والتوسع في إنتاج الغاز الحامض بما يضمن تطوير الموارد الغازية بشكل اقتصادي ومستدام.

و أشار معاليه في كلمته إلى أن أدنوك تعزز بشكل كبير قدراتها في مجال التكرير والبتروكيماويات حيث ستستثمر بالتعاون مع عدد من الشركاء الاستراتيجيين 165 مليار درهم على مدى خمس سنوات وستقوم بالاستفادة من البنية التحتية المتطورة المتوفرة في الرويس، وستعمل على تطويرها وتوسعتها من خلال إنشاء منظومة صناعية متكاملة ستضم أكبر مجمع متكامل ومتطور للتكرير والبتروكيماويات في موقع واحد في العالم.. وستسهم هذه الخطوة في تعزيز نمو الناتج المحلي الإجمالي، وخلق فرص عمل جديدة لأصحاب المهارات العالية، ودفع عجلة التنمية والتنوع الاقتصادي في دولة الإمارات.