دافوس - كونا
أعرب عدد من رؤساء الدول والمنظمات الدولية المشاركين في المنتدى الاقتصادي العالمي هنا عن قلقلهم البالغ من تزايد العداء ضد المهاجرين واللاجئين ما يتطلب شجاعة سياسية لادارة حركة الهجرة.
ورأى المشاركون في ندوة متخصصة لبحث اشكالية العداء الموجه ضد اللاجئين والمهاجرين ضمن اعمال منتدى دافوس الليلة الماضية ان "اوروبا بحاجة الى سياسة مشتركة في التعامل مع اللاجئين إلى جانب المزيد من التعاون الدولي لترتيب الهجرة".
واكد المشاركون ان تقنين عملية الهجرة وتنقل الموارد البشرية يمكن أن تكون أداة قوية للتنمية من خلال دعم المهاجرين لأسرهم في بلدانهم ومن خلال التحويلات المالية التي بلغت وفق تقديرات البنك الدولي 582 مليار دولار عن العام الماضي فضلا عن مساهماتهم في دعم اقتصاديات دول المهجر.
من جهته أوضح المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة وليام سوينغ ان واحد من كل سبعة أشخاص في العالم على الطريق نحو الهجرة لأسباب مختلفة من بينها ايضا الكوارث الإنسانية التي تحدث في وقت واحد وتزداد تعقيدا.
واكد ان ارتفاع نسبة المهاجرين والراغبين في الهجرة على حد سواء تتزامن مع فترة تتعاظم فيها المشاعر المناهضة للهجرة ما يتطلب سياسات لإدارة حركة الهجرة العالمية بما يضمن حقوق المهاجرين.
في الوقت ذاته شدد سوينغ على "ضرورة التعامل بحكمة وحنكة وشجاعة سياسية مع التحديات التي تفرضها حركة الهجرة متمثلة في الحفاظ على السيادة الوطنية مقابل الحرية الفردية والأمن القومي والأمن الإنساني".
واتفق رئيس مالي ابراهين ابوبكر كيتا مع هذا الرأي مطالبا بتضامن دولي في إدارة عمليات الهجرة للمساعدة على مواجهة تحديات لا تعد ولا تحصى تفرضها عملية الهجرة بحثا عن حياة أفضل.
واوضح ان بعضا من الماليين مضطرون إلى الهجرة هربا من تزايد النشاط الإرهابي في شمال البلاد والتغيرات المناخية السلبية لاسيما في المنطقة المحاذية لموريتانيا والسنغال.
في المقابل شرح ان سياسة حكومته تسعى الى خلق ظروف مناسبة لحث الشباب على البقاء بما في ذلك ايضا برامج شراكة مع بلدان المقصد مثل فرنسا لتشجيع الماليين على العودة إلى ديارهم.
ورأت رئيسة مجلس الحكم الاتحادي السويسري سيمونيتا سوماروغا "ضرورة تحقيق توازن في الموازنة بين مخاطر الهجرة ومزاياها بتنسيق اوروبي مع وضع سياسة مشتركة للتعامل مع اللاجئين.
وشرحت "ان اوروبا يمكنها القيام بخطوات افضل مما تقوم به الآن في هذا السياق لاسيما وان الكثير من الاوربيين يشعرون بحالة من انعدام الامن والخوف من توافد اعداد كبيرة من المهاجرين وهي مشاعر يجب على السياسيين إدراك العمل للتغلب عليها.
في الوقت ذاته اكد رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتس أن الأحزاب اليمينة التي تميل الى الشعبوية تروج لشعارات غير مسؤولة تتناول محاربة الهجرة وتدعو الى إغلاق الحدود".
ودعا إلى ايجاد نوع مختلف من التعاون الدولي لحل تحديات الهجرة يأخذ بعين اليقين حقيقة مهمة وهي أنه "طالما هناك فقر فستظل الهجرة إلى أوروبا قائمة ومن ثم فان السؤال يجب ان يكون كيف يمكننا الحصول على وظائف وتحقيق نمو اقتصادي واستقرار في مناطق الأزمات في العالم".
ويتناول المنتدى الاقتصادي العالمي في دورته ال45 المتواصلة من 21 الى 24 يناير الجاري محور المشهد العالمي الاقتصادي والسياسي والتحديات التي يشهدها العالم بحضور 2500 من قادة العالم ورجال المال والاعمال والاكاديميين ومنظمات المجتمع المدني.