دبي - وام
قال هاني الهاملي الأمين العام لمجلس دبي الاقتصادي إن الولايات المتحدة تعد شريكًا تجاريًا رئيسيًا لدولة الإمارات ودبي وان العلاقات الاقتصادية بين البلدين تاريخية وذات بعد استراتيجي وتغطي مختلف المجالات .
وأكد الهاملي أن المطلوب خلال الفترة المقبلة هو توظيف زخم وعراقة هذه العلاقات لجهة تعزيز الشراكات بين دبي والولايات المتحدة في مجال الابتكار وذلك في إطار مسعى حكومة دبي لتحويل الامارة الى مدينة أكثر ابتكارا.
جاء ذلك في تصريح عقب عودة وفد المجلس إلى الدولة بعد زيارة عمل للولايات المتحدة استغرقت عدة أيام ترأس خلالها الهاملي الوفد وشملت حضور عدد من الأحداث وتوقيع مذكرة تفاهم وزيارة عدد من المؤسسات الأكاديمية والبحثية .
حضر وفد مجلس دبي الاقتصادي خلال الزيارة فعاليات المؤتمر السنوي لبنك التصدير- الاستيراد الأمريكي بمشاركة عدد كبير من مسؤولي الحكومة الأمريكية وحضور ممثلي البعثات الدبلوماسية لدى الولايات المتحدة من بينهم سعادة يوسف مانع العتيبة سفير الدولة لدى الولايات المتحدة الأمريكية .
وتناول المؤتمر أهمية الصادرات في تحقيق النمو الاقتصادي المستدام وتطوير العلاقات الاقتصادية بين الدول.
والتقى هاني الهاملي على هامش المؤتمر بالسيد فريد هوجبيرك رئيس بنك التصدير- الاستيراد الأمريكي حيث جرى بحث سبل تفعيل الاتفاقية التي وقعها كل من مجلس دبي الاقتصادي والبنك في عام 2013 والبالغة 5 مليارات دولار لتمويل مشتريات تقوم بها جهات عدة في دبي لتمويل مشاريع البنية التحتية في دبي.
ولفت الهاملي الى أن مجلس دبي الاقتصادي هو الشريك الاستراتيجي الرئيسي لبنك التصدير-الاستيراد الأمريكي في دبي واصفا الاتفاقية بانها تعكس عمق التعاون الاقتصادي بين البلدين بما يساعد على دعم حركة الأعمال وزيادة فرص العمل فيهما اضافة الى تعزيز الجهود التي تبذلها دبي للمضي قدما في مشاريعها الانمائية.
وتتضمن مجالات التعاون في هذا الإطار مشاريع البنية التحتية لمراقبة حركة الطيران والمطارات في دبي والقطارات وقطارات الأنفاق فضلا عن مشاريع تطوير الموانىء وتوليد الطاقة الكهربائية والنفط والغاز والبتروكيماويات ومعالجة المياه.
وأشار الهاملي الى ان هناك مشاريع يجري الاتفاق عليها مع البنك وسيتم الاعلان عنها في حينها .. مؤكدا أن تطوير البنية التحتية في دبي سيساعد على تنفيذ خطة دبي 2021 والتي ترمي الى تعزيز التنمية المستدامة في الامارة وتقوية قدرتها التنافسية عالميا.
يذكر أن بنك التصدير- الاستيراد الأمريكي هو وكالة تابعة لحكومة الولايات المتحدة الأمريكية تأسس في عام 1934 ومقره واشنطن وله عدة مكاتب في أنحاء البلاد ويعنى البنك بمنح الائتمان المرتبط بالصادرات حيث يقوم بتمويل الصادرات من السلع والخدمات الأمريكية إلى الأسواق العالمية وتحويل الفرص التصديرية إلى مبيعات حقيقية تساعد الشركات الأمريكية بمختلف أحجامها على خلق وزيادة فرص العمل بما يعزز الاقتصاد الأمريكي.
وتعود خبرة البنك إلى أكثر من 80 عاما قدم خلالها دعما للصادرات الأمريكية تجاوزت عشرات المليارات من الدولارات والموجهة في المقام الأول إلى الأسواق الناشئة والدول النامية وأهمها الصين الهند البرازيل والدول الأفريقية جنوب الصحراء و كولومبيا واندونيسيا والمكسيك ونيجيريا وجنوب أفريقيا وتركيا وفيتنام.
ويساعد البنك المصدرين الأمريكيين خاصة صغيرة الحجم في الحفاظ على قدرتهم التنافسية حيث أن حوالي 90 بالمائة من تسهيلات البنك موجهة بصورة مباشرة إلى هذه المؤسسات .. ويقدم البنك تسهيلات ائتمانية لمستوردي البضائع الأمريكية اضافة الى ضمانات لرأس المال العامل " التمويل قبل التصدير " خصوصا للمعدات التي تستخدم في مشاريع لتحسين رأس المال إلى جانب ائتمانات التصدير وضمان القروض والقروض المباشرة فضلا عن تقديم ضمانات قصيرة المدى ضد المخاطر إما مباشرة أو بالتعاون مع بنوك تجارية أميركية مثل قبول الودائع والشراء والخصم وإعادة الخصم والبيع والتفاوض مع أو بدون وجود ضمانات واضافة إلى ضمان الأوراق النقدية والشيكات والكمبيالات والأذونات وتحويل الأموال وشراء وبيع العملات والصرف واقتراض واقراض النقود.
ويشير تقرير حديث للبنك إلى أن قيمة الصادرات الأمريكية التي دعمها البنك عام 2014 بلغت 27.5 مليار دولار وأن عدد الوظائف التي دعمها خلال 2014 وصلت 264 ألف وظيفة كما وفر فوائض لدافعي الضرائب الأمريكان ما قيمته 675 مليار دولار.
وتضمنت المحطة الثانية لوفد مجلس دبي الاقتصادي توقيع مذكرة تفاهم مع مجلس العمل الأمريكي - الاماراتي بمقره في العاصمة الأمريكية واشنطن بهدف اقامة شراكة استراتيجية بين مجتمعي الأعمال في كل من دبي والولايات المتحدة وبما يعزز العلاقات التجارية وفرص الاستثمار بينهما.
وقع الاتفاقية عن مجلس دبي الاقتصادي هاني الهاملي في حين وقع عن مجلس الاعمال الأمريكي - الاماراتي السيد داني سيبرايت رئيس المجلس وبحضور فريقي المجلسين.
وذكر الهاملي أن الإمارات والولايات المتحدة تتمتعان بعلاقات تاريخية تغطي مختلف المجالات كالتجارة والمال والخدمات والنقل وغيرها .. مشيرا إلى أنه على المستوى التجاري تشكل الامارات ومنذ سنوات الوجهة التصديرية الرئيسية للمنتجات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط والشريك الـ17 الأكبر للولايات المتحدة على مستوى العالم.
ولفت إلى أن المبادلات التجارية بين البلدين شهدت نموا مطردا طوال السنوات الماضية حيث ازدادت من 5 مليارات دولار عام 2004 الى قرابة 25 مليار دولار في نهاية عام 2014 اي ازدادت خمسة أضعاف في غضون عقد من الزمان.
ونوه إلى أن هذا النمو الملفت للتجارة البينية إنما يعكس عمق العلاقات والتعاون القائم بين البلدين ورغبة قيادتيهما ومجتمع الأعمال فيهما الى الاستفادة من الفرص التي يتيحها كل منهما الى الآخر وبما يساهم في رفع معدلات الرفاه الاقتصادي لدى البلدين.
وأوضح الهاملي أنه والى جانب التجارة تبرز الولايات المتحدة في مقدمة المقاصد العلمية لدولة الامارات حيث يتم سنويا ابتعاث عشرات من الطلبة اضافة الى موظفي الدولة للالتحاق في المؤسسات الأكاديمية والبحثية والتدريبية المهنية هناك.
وأشار إلى أن دبي تعد مركزا اقليميا للأعمال الأمريكية وتحتضن الامارة مجتمع أعمال أمريكي مزدهر يعمل في مختلف القطاعات والأنشطة ..
لافتا إلى أن الولايات المتحدة تتصدر قائمة 41 دولة مستثمرة في دبي عام 2014 ووصل عدد المشاريع الأمريكية 50 مشروعا بقيمة بلغت 2.5 مليار درهم.
وذكر الهاملي أنه في إطار خطة دبي 2021 والتي ترمي الى تعزيز عملية النمو المستدام في الامارة وفي مختلف المجالات لاسيما من خلال سياسة الانفتاح على الأسواق العالمية تتطلع دبي الى المضي قدما لتوثيق علاقاتها مع الولايات المتحدة ليس على المستوى التجاري فحسب بل في المجالات العلمية والتقنية والابتكار كالتعليم والبحث والتطوير والتدريب والتأهيل .. مؤكدا أن جميع هذه المجالات باتت حاسمة في عملية التنمية المستدامة وتعزيز القدرة التنافسية للامارة.
وأفاد الهاملي بأن مجلس دبي الاقتصادي بوصفه الشريك الاستراتيجي لحكومة دبي في صناعة القرار الاقتصادي قد اتخذ عدة مبادرات خلال السنوات الماضية لتقوية أواصر العلاقات بين مجتمعي الأعمال في دبي ونظيره في الولايات المتحدة من قبيل توقيع مذكرة تفاهم مع مجلس العمل الأمريكي في دبي اضافة الى ابرام شراكات واتفاقيات تعاون مع عدد من المؤسسات الحكومية الأمريكية مثل بنك التصدير-الاستيراد الأمريكي.
وأوضح في ختام تصريحه أنه وفي إطار استراتيجية حكومة دبي لترسيخ الابتكار في اقتصاد دبي وجعل الامارة من أكثر المدن ابتكارا هذا فضلا عن الاستعدادات الجارية لتنظيم معرض إكسبو 2020 بصورة ناجعة فان المجلس يسعى لتأسيس شراكات استراتيجية مع كبرى المؤسسات المالية والتجارية فضلا عن مراكز صنع القرار المعنية في الولايات المتحدة للمساهمة في تحقيق هذه الاستراتيجية .. معربا عن تفاؤله بأن تشهد العلاقات بين دبي وأمريكا خلال الفترة المقبلة زخما جديدا.
من جهته أشار السيد سيبرايت إلى ان الامارات تحتفظ بمكانتها كسوق هام للصادرات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وللسنة السادسة على التوالي وازدادت قيمة المبادلات التجارية بين البلدين بصورة مستمرة خلال السنوات الماضية وبتوقيع مذكرة التفاهم بين المجلسين ستساهم في توسيع العلاقات الثنائية بين دبي وأمريكا.
يذكر أن مجلس العمل الأمريكي - الاماراتي يتألف من حوالي 100 عضو يمثلون مختلف الفعاليات الاقتصادية من دولة الامارات والولايات المتحدة الأمريكية .. ويسعى الى توفير منصة تفاعلية لمجتمعي الأعمال لدى البلدين بهدف التعاون والتشاور وتبادل الرؤى حول سبل تعزيز العلاقات التجارية بينهما.
أما المحطة الثالثة لزيارة وفد مجلس دبي الاقتصادي فكانت جامعة بوسطن التي التقى خلالها عددا من الأكاديميين في كلية الأعمال منهم البروفيسور كوتيلكوف أستاذ الاقتصاد حيث جرى بحث سبل التعاون بين المجلس والجامعة في عدد من المجالات ذات الاهتمام المشترك وخاصة في مجال أبحاث السياسات الاقتصادية والسياسات التعليمية وغيرها.
وأعرب الهاملي عن سروره بزيارة جامعة بوسطن .. مشيرا إلى أن الجامعة تعد من أبرز الجامعات في العالم وضمن أعلى مراتب الجامعات الأميركية.