الاقتصاد الصيني

ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني والخسائر الضخمة، التي تكبدتها الأسواق المالية في الفترة الأخيرة قلصا شهية المستثمرين لأسهم الأسواق الناشئة باستثناء سوق واحد مازال يلمع في أعين المستثمرين، وهو السوق الهندي.

 ويرى الخبراء أن المستثمرين العالميين ينظرون إلى الهند باعتبارها «أفضل الأسواق الضعيفة» في الوقت الراهن وقد خسر سوق الأسهم الهندي نحو 2.6 مليار دولار خلال شهر أغسطس الماضي في ما يعد أكبر خسارة له خلال شهر واحد منذ اندلاع الأزمة المالية العالمية.

 ومن المتوقع أن يتجاوز معدل النمو الاقتصادي الهندي نظيره في دول «BRIC»، التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين فقد شهدت الدولة انكماشاً ملموساً في حجم العجز التجاري الذي كان يؤثر سلباً على أدائها الاقتصادي كما أن الخسائر التي تعرضت لها أسهمها وعملتها المحلية جاءت أقل من نظيرتها في بقية تلك الدول والسبب في ذلك أن البرازيل وروسيا تعدان من بين كبار مصدري النفط في العالم وهما تعتمدان على الصين في جزء كبير من صادراتهما النفطية لكنهما تلقتا ضربة مزدوجة من تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني. والتراجع الحاد في أسعار النفط الخام. على الجانب الآخر استفادت الهند من هبوط أسعار النفط باعتبارها أحد أكبر مستوردي الخام الأسود وغيره من الخامات الأخرى.

 ويتوقع صندوق النقد الدولي نمو الاقتصاد الهندي بمعدل 7.5% خلال العام المالي المنتهي 31 مارس 2016 متجاوزاً معدل النمو الصيني للمرة الأولى منذ أكثر من 10 أعوام في المقابل يتوقع الصندوق نمو الاقتصاد الصيني بـ 6.8% وانكماش اقتصادي البرازيل وروسيا 1.5% و3.4% على الترتيب خلال العام المالي نفسه.

 وعلى صعيد أسواق الصرف خسرت «الروبية الهندية» 5.8% من قيمتها في مقابل الدولار هذا العام أما «الريال البرازيلي» فقد هوى 31% و«الروبل الروسي» بـ13% وسجل «اليوان الصيني» انخفاضاً بـ 2.6%.

 وفي أسواق الأسهم فقد المؤشر الهندي «ستاندرد أند بورز بي إس إيه سينسكس» 8% منذ بداية يونيو وخسر مؤشر شنغهاي المركب في الصين نحو 30% خلال الفترة نفسه وشهد السوق الصيني أكبر خساره في منتصف يونيو وسط قلق المستثمرين المحليين، بشأن مستوى الدين ومستقبل النمو الاقتصادي للصين وتراجع مؤشر «هانج سينج» في هونج كونج بـ 19% والمؤشر البرازيلي بـ 10%.

 وتوقع الخبراء لدى صندوق إدارة الثروة «يو بي إس» الذي يدير أصول تقدر بأكثر من تريليون دولار أن تستفيد الهند من تراجع أسعار النفط لدعم النمو الاقتصادي وخفض الفائدة وسيشهد السوق تعافياً تدريجياً.
 أشار تقرير صندوق النقد إلى أن حجم هروب الاستثمارات من سوق الأسهم الهندي جاء أكبر منه في البرازيل التي خسرت 940 مليون دولار في أغسطس، أما بورصة جنوب أفريقيا وهي سوق ناشئة أخرى فقد شهدت تدفقاً صافياً بـنحو 190 مليون دولار، ولم يتوفر هذا النوع من البيانات حول الصين وروسيا.

 وأوضح الخبراء أن البورصة الهندية وقعت ضحية لنجاحها إلى حد ما فخلال موجة الخسائر الأخيرة لجأت صناديق الاستثمار إلى حماية أموالها من خلال التخلص من الأصول السائلة أولاً وبيع الأسهم التي حققت ارتفاعاً مناسباً لجني الأرباح ومن بينها الأسهم الهندية.