أكد الدكتور سلطان بن أحمد سلطان الجابر وزير دولة أنه على مدى العقود الثلاثة الأخيرة تطور "أديبك" ليصبح من أهم المؤتمرات المعنية بقطاع النفط والغاز في العالم ..وقال ان ذلك ما كان ليتحقق لولا الرؤية الثاقبة للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" وبفضل الدعم اللامحدود من قبل الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

جاء ذلك خلال كلمة للدكتور الجابر في افتتاح الدورة الثلاثين من مؤتمر ومعرض أبوظبي الدولي للبترول "أديبك".

واشار الدكتور سلطان الجابر إلى أننا نجتمع هذا العام ونحن نفتقد كريستوف دي مارجري الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى إثر حادث مفاجئ والذي سنفتقده كصديق وكأحد أهم الشخصيات في قطاع النفط والغاز.

واضاف أن شعار المعرض لهذا العام - "التحديات والفرص في الثلاثين عاما القادمة" يأتي في توقيت مناسب فقد شهد قطاع النفط وسيستمر في أن يشهد بعض تقلبات الأسعار قصيرة الأجل والناتجة عن ظروف اقتصادية أو جيوسياسية ..ومن المهم أن لا ندع هذه التقلبات تحول انتباهنا وتركيزنا على ضرورة العمل لتلبية احتياجاتنا طويلة الأمد من الطاقة.

وقال إن الإمارات العربية المتحدة بصفتها مزودا موثوقا للطاقة مستمرة في الوفاء بالتزاماتها تجاه العملاء والشركاء ..وعلاوة على ذلك تقوم الدولة بدور فاعل في صياغة ملامح مستقبل أسواق الطاقة وتمهيد الطريق لتوفير إمدادات مستدامة من الطاقة للعالم ومنذ اكتشاف النفط لدينا في عام 1958 اضطلعت دولة الإمارات بهذه المسؤولية وذلك عبر تبن ي نهج الابتكار.

وأوضح أننا ندرك جميعا أنه لا يمكن لمصادر الطاقة المتوفرة اليوم أن تفي بالاحتياجات المستقبلية لاقتصاداتنا المتنامية ..ولمواجهة هذا التحدي تقوم دولة الإمارات بخطوات ملموسة في الداخل والخارج ..فعلى المستوى المحلي نعمل لضمان أمن الطاقة من خلال إطالة أمد استثمار مواردنا الهيدروكربونية وذلك عبر خلق مزيج متنوع من مصادر الطاقة ..وعلى المستوى العالمي نعمل على تعزيز دور الدولة في قطاع الطاقة من خلال أنشطة استكشاف واستثمار موارد جديدة من النفط والغاز فضلا عن المشاركة الفاعلة في أهم وأحدث مشاريع الطاقة المتجددة وأكثرها تطورا على مستوى العالم.

وأكد أنه بفضل هذه الجهود فإن دولة الإمارات تزود أسواق الطاقة حاليا بنحو ثلاثة ملايين برميل من النفط يوميا إضافة إلى طاقة إنتاجية تناهز 1000 ميجاواط من الكهرباء النظيفة.

وتابع أنه في عالمنا الذي يزداد ترابطا ويشهد تغيرات سريعة هناك حقيقة ثابتة يتفق عليها الجميع ألا وهي أهمية الطاقة وحاجتنا لها وهذا هو التحدي الذي نجتمع في أديبك لمناقشة سبل مواجهته وبكل تأكيد ستزداد فرصنا بالنجاح إذا اعتمدنا مبدأ الشراكات متعددة الأطراف والأفكار الطموحة والابتكار ..وعلينا التفكير بطرق مبتكرة كي نستخدم كل برميل نفط على النحو الأمثل ولكي نطيل أمد مواردنا الهيدروكربونية وهنا أدعو المعنيين بقطاع النفط والغاز إلى التعاون لكي ننهض جميعا بمسؤولية توفير إمدادات الطاقة التي يحتاجها العالم.

واختتم الدكتور سلطان الجابر كلمته بتوجيه الشكر إلى شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" والقائمين على هذا الحدث المهم الذي يسهم في رسم معالم مستقبل قطاع النفط والغاز.